الرأي

مجموعة “المركزي” وحريق الأسواق

)١)
• المجموعة الجديدة من الوزراء السياسيين التي انضمت إلى التشكيل الوزاري؛ هي ذات المجموعة التي عملت على تحجيم وتقزيم قوى الحرية والتغيير واختطاف قرارها، واستئثارها بالسلطة السياسية في المجلس المركزي للحرية والتغيير، ومما يبدو هي أكثر مجموعات التحالف الحاكم لا تؤمن بإعلان الحرية والتغيير نفسه، فقد عملت بجد حتى اقتصر التحالف على ثلاثة أحزاب فقط، إضافة إلى حزب الأمة الذي يضع قدماً في التحالف وقدماً خارجه؛ كعادته في ترك الأبواب مواربة للمخارجات السريعة.
• لا أريد إطلاق أحكام مسبقة بخصوص ما ستنجزه هذه المجموعة في الحكومة الجديدة، لكن ما أنجزته سياسياً واضح للعيان، فقد كانت ضمن تحالف كبير يضم كثيراً من القوى السياسية والكيانات المهنية والمدنية، ولكنها لعبت ألعاباً بهلوانية وقذرة حتى باتت ثلاثة أحزاب فقط هي المتحكمة في القرار السياسي وتسنى لها من ثم إنشاء مجلس الشركاء الانتقالي؛ لتقاسم القرار الحكومي مع المجلس العسكري وانتزاعه من رئيس الوزراء، فحسب الوثيقة الدستورية كل صلاحيات رئيس الجمهورية بيد عبدالله حمدوك، أما السياسيون فلديهم السلطة التشريعية عبر المجلس التشريعي الانتقالي، وأعضاء مجلس السيادة صلاحياتهم تشريفية فقط.
• تآمرت هذه المجموعة لاختطاف القرار السياسي عبر المجلس المركزي للحرية والتغيير؛ والقرار التنفيذي عبر مجلس الشركاء، ثم دفعوا بوضع أنفسهم وزراءً؛ بعد أن ساهموا في إفشال الطاقم الوزاري القديم والحكم بفشله قبل أن يكمل أسبوعاً، وسيكون أي أحد قد لاحظ منذ تشكيل الحكومة الأولى التصريحات السلبية الراتبة التي كان يطلقها قادة قوى الحرية والتغيير؛ تمهيداً للانقضاض عليها والدفع بطاقمهم السياسي.
• من فشل في مجاله السياسي؛ لا يمكن أن ينجح في المجال التنفيذي؛ إلا إذا اعتبروا أن تحجيمهم لدور القوى السياسية والتآمر على رفاق الثورة، ومشاركة العسكر في القرار السياسي والتنفيذي هو نجاح لهم.
)٢)
• في مواكب الثورة السلمية منذ ديسمبر ٢٠١٨م كانت الشرطة وأجهزة الأمن تقتل وتصيب وتقمع كل من شارك في الحراك السلمي؛ الذي لم يخرّب، ولم يحطم، ولم ينهب شيئاً، وقد فشلت كل محاولات النظام البائد في دمغ الحراك السلمي بالتخريب؛ فقد كانت عيون الثورة وإعلامها تفضح محاولاتهم البائسة تلك.
• حراك الثورة المضادة الذي استغل الضائقة المعيشية التي حدثت بسبب انخفاض قيمة الجنيه ومضاربات العملة؛ بدأ بالنهب وحرق الأسواق وسرقة المخازن في عدة مدن ومناطق، شاهدنا غياب الشرطة والتراخي في التصدي للتخريب والحرق الذي يجيده فلول النظام البائد وأجهزة أمنه المهزومة.
• وذلك ليس غريباً؛ فلم يحدث أي تغيير في بنية وعقيدة الأجهزة الشرطية وهياكلها، فلا تزال قياداتها وأفرادها يراوحون مكانهم بين سؤال العسكرية والمدنية، ولا زالوا يطرحون موقفين؛ القمع، أو الفوضى، فلم يتدربوا على سواهما ولا يعرفون وصفهم الوظيفي بالضبط؛ بعد.
)٣)
• يبدو أن الضغط الإعلامي الكثيف الذي مارسته قوى الحرية والتغيير هو ما دفع برئيس الوزراء إلى التضحية بطاقم مكتبه من موظفين ومستشارين؛ فقد شهدت الوسائط المتعددة حرباً ضروساً ضد ما سمي بالمزرعة؛ في إشارة إلى طاقم مكتب حمدوك، الذين رأت فيهم قوى الحرية والتغيير؛ أو المجموعة التي انفردت بسلطتها السياسية مؤخراً أن (المزرعة) هي ما يقف حائط صد بينهم ورئيس الوزراء واختطاف القرار التنفيذي من بين يديه.
)٤)
وطنا حبيبنا رغم البين هي الأشواق
حنينا إليك زين يا الزين يظل دفاق
وما حاجتنا ونديك
وغيمنا إليك دوم ساساق
يلاقي البينا من واديك
أناقي غزيرة ماها فراق
نحبك من طرف من جم
برغم قطائع الإملاق
ما بتنذم علاقة دم
وفاء وتاريخ علي الإطلاق
“حميد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى