الرأي

ما هو أبعد من لقاء البرهان ولجنة تفكيك نظام الإنقاذ

ماهر أبوجوخ
ليست مجرد صورة عادية تلك التي تجمع رئيس مجلس السيادة وأعضاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م واستعادة الأموال العامة بعد الاجتماع المنعقد بالقصر مساء الثلاثاء 16 فبراير 2021م، أو ما صدر عن الاجتماع بطي صفحة الخلاف بين الطرفين على خلفية توترها في الآونة الأخيرة ووصولها لذروة التصعيد حتى افتراض البعض أن لحظة الطلاق بحل اللجنة هو الخطوة القادمة، إلا أن اجتماع القصر وضع حداً لتلك السيناريوهات، وها هي اللجنة تعود من جديد بذات السند والدعم.
طي صفحة الخلافات ما بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي ولجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م واسترداد الأموال العامة ستكون لها ما بعدها بالنسبة للنظام المباد وأنصاره الذين جعلوا تحركاتهم وآمالهم بتقويض المرحلة الانتقالية تقوم على اللعب على تناقضات مكونات المرحلة الانتقالية بالرهان على استمالة المكون العسكري، ترتبك مجدداً وتبحث عن نصير جديد يمكنها من كسب معركتها بعدما وضح أن النظام المباد ورغم تشويشه الإعلامي وإثارته للفوضى من خلال الأنشطة الإرهابية والتخريبية أمنياً واقتصادياً عبر المجموعات المتحالفة معه لا يزال يعاني من فقدان السند الشعبي فكلما اعتبرت قياداته أن أوان قطف ثمرة الثورة الشعبية تنفض الجموع بمجرد إطلالتهم على المشهد وتطاردهم هتاف شعبنا العبقري (الجوع الجوع ولا الكيزان).
إن وتيرة الصراع ما بين لجنة التفكيك والنظام المباد وعناصره تجاوزت في الأسابيع الماضية استرداد الأموال العامة وفضخ تجاوزات النظام المباد والفساد للتصدي لمخططات زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى والتخريب عبر استصدار قرارات إلقاء القبض على عناصرهم المخربة. ورغم بعض الأخطاء التي صاحبت تنفيذ هذه الإجراءات التي سعى أبواق النظام المباد لإظهارها وتضخيمها ولكنها كانت فاعلة وحاسمة في مواجهة عناصر النظام المباد وإجهاض مخططهم المكشوف وزاد من درجة التلاحم الثوري واليقظة وسط الثوار واستعادة الثقة في أنفسهم وثورتهم وتجاوز واقع الإحباط المعنوي والنفسي الذي مارسته بعض الجهات ووظفت فيها وسائل التواصل الاجتماعي ببث الإحباط بالتزامن مع مخططات التخريب الاقتصادية والأمنية وبالتالي فإن حنق النظام المباد تجاه لجنة التفكيك سيتزايد ويتعاظم ويعتبرونها (الصخرة التي ظلت تتحطم عيلها أحلامهم وأمالهم).
ما يزيد من كآبة منظر النظام المباد وعناصره وسوء المنقلب أيضاً بأن المؤشرات الإقليمية والدولية ما عادت في مصلحتهم وتقترب حوافر خيول (المحكمة الجنائية) وتطرق أبواب سجن كوبر لاستلام المطلوبين وترحيلهم إلى (لاهاي) وهي اللحظة التي ستمثل الصدمة الأكبر لكوادر النظام المباد وحينها علينا أن لا نستغرب لردود فعلهم ذلك ومن المؤكد أنهم لن يرددوا للعسكريين الذين راهنوا عليهم أبيات الإمام الشافعي (إذ المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه تأسفا) وإنما سيظهر وجها نعلمه جيداً للنظام المباد وأيادي ملطخة بالدماء.
نعلم أنهم فعلوها وسيفعلوها كل ما سنحت لهم سانحة لكننا على استعداد أن نتلقى الصدمة وندفع الثمن لكن عليهم أن يعلموا (أنهم لن يعودوا للحكم أبداً وعليهم أن يتحملوا وزر ما اقترفوه من جرائم بالأمس واليوم وغداً) ، وسأبقى مؤمناً بقناعتي الخاصة ومفادها بأن النظام المباد وعناصره وأبواقه وأصابعه ينطبق على أقوالهم وأفعالهم المثل الشعبي (المكتولة ما بتسمع الصيحة) !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى