الرأي

ماذا يريد حزب الأمة!!

لم ينته الأمر برفض قوى الحرية والتغيير لمقترح تشكيل حكومة تصريف أعمال، الذي طرحته القيادية بحزب الأمة القومي د. مريم الصادق، فالأطراف الموقعة تجد نفسها بحاجه لطاقة أكبر لمواجهة التصريحات المتناقضة من اعضاء التحالف، والتي لا تأتي في صالح العملية السياسية، فما يقوم به حزب الأمة من تحركات وتصريحات، تؤكد ان الحزب يسعى سعيا آخراً للعودة الى الوراء، ويجعل الحديث عن التقدم للأمام عصي على القبول والقناعة به .
فالأمة من قبل قال إن مقترح حكومة التصريف يأتي بحجة تطاول أمد العملية السياسية ولحين التوصل الى توافق سياسي، في الوقت الذي تؤكد فيه الأطراف الموقعة دائماً التقدم في العملية السياسية حيث صرحت بعض القيادات من قوى الحرية والتغيير بأن العملية السياسية تمضي كما خُطط لها و لا تغيير في أطراف الاتفاق الاطاري ولا موضوعاته
لكن المتابع يرى ان بعض القيادات في حزب الأمة بدأت تلمح لهزيمة الإطاري من الداخل حيث ذكرنا من قبل ان بعض الموقعين على الإطاري قد يكونوا اشد خطرا عليه من رافضيه، فخلاف العسكريين كاد ان ينسف بالعملية السياسية، والآن عدم وحدة الرؤية للأحزاب يهدد أمنها.
فرائحة طبخة جديدة بدأت تفوح من داخل دار الحزب ربما لم تصل مرحلة الإستواء، فالبرغم من نفى رئيس حزب الأمة القومي المكلف، اللواء فضل الله برمة ناصر، ما يشاع عن مساعيهم لتأسيس عملية سياسية جديدة، موازية بعد الاجتماع الذي انعقد في منزل رئيس حركة تحرير السودان، منّي أركو مناوي، وأمن على التزام ودعم الحزب للعملية السياسية الجارية ونتائجها.
الا أن الحزب لم يتوقف عن عملية تذبذب المواقف، وتحدث عن ضرورة الحوار مع الكتلة الديمقراطية والقوى السياسية الأخرى بغية التوصل الى اتفاق، جاء ذلك أمس على لسان مساعد رئيس الحزب عبد الحليم تيمان الذي قال إنه ليس هناك مانع لمراجعة الإتفاق الإطاري كما اشار أن العملية الجارية ليست جامده وان الحزب ليس مع عملية الإقصاء!!
موقف يؤكد أن الحزب يضع يده على خيوط لعبة اخرى، فهذه الإقتراحات والآراء التي يعتبرونها تصحيحية هي افكار وطموحات القوى المناهضة للمدنية والعملية السياسية المتمثلة في فلول النظام البائد والعسكريين الذين يتعاملون مع الإتفاق بنصف نية، فلطالما ان الحزب بات يرى أن إبعاد الكتلة الديمقراطية نوع من الإقصاء، فهذا بلاشك يعد تحولاً كبيراً في الأسس المبدئية التي قامت عليها العملية السياسية من اجل تحقيق تحول الديمقراطي حقيقي، والتي وقع عليها، فرغبة من التي يريد ان يحققها الحزب!!
فالخلافات الداخلية غير كافية لأن تجعل اعضاء الحزب يضعون مصلحة الوطن في كف عفريت لتحقيق انتصارات حزبية، فهل ثمة غايات أخرى لهذه التحركات، أم ماذا يريد حزب الأمة!!؟.
طيف أخير:
في محكمة مدبري انقلاب 89 أمس المتهم الطيب ابراهيم محمد خير طالب القاضي بالإفراج عنه لظرف خاص ليتفاجأ الجميع برد القاضي (اصبروا ما فضل ليكم كتير )… ولاتعليق !!
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى