الرأي

لرئيس الوزراء والخارجية..حتى يهدأ البلبال..!

د. مرتضى الغالي

إذا كان الرهان على قتل الموضوع بالصمت فلن نسكت (وأجرنا على الله)..! والحاصل أني أوجه كلامي اليوم إلى رئيس الوزراء مباشرة وإلى وزير الخارجية (قبل أن نلجأ إلى لجنة إزالة التمكين) والموضوع يتعلق بوظيفتين باسم السودان (حلتا على فنن) في الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، وسأعتبر أن ما علمته ويعلمه كثيرون صحيح (إلى أن يثبت العكس) وتقول الحكومة آنت مخطئ، عندها سأقول (إني أعتذر) وبأشد ما تقتضيه فضيلة الرجوع إلى الحق، فقد علمنا أن وظيفة مساعد الأمين العام للجامعة العربية هو منصب مخصص للسودان ويرشح له السودان عبر أجهزته المعنية؛ وكذلك منصب المفوضية في الاتحاد الإفريقي. والوظيفتان يجلس عليهما الآن مرشحا الإنقاذ (رجل وامرأة)..! أما الرجل فقد أوضحنا في مقالنا السابق (صفته ونعته) والمعلوم للكافة أنه مِنْ بين من أشارت إليهم الأصابع والبلاغات والاتهامات (بدور ما) في مذبحة العيلفون التي تم فيها قتل عشرات التلاميذ والصبيان بوحشية لا نريد استعادة بشاعتها، وما من تقرير أو خبر أو حديث عن هذه  المجزرة إلا ويبدأ وينتهي باسم هذا الرجل (والمتهم بريء حتى تثبت إدانته).هذا الرجل الذي يمثل الآن السودان في مقعد مساعد الأمين العام للجامعة العربية أو إن شئت (الأمين العام المساعد) ورئيس اللجنة الاقتصادية بالجامعة..! لا حول ولا قوة إلا بالله..!

علمنا أن هناك دبلوماسي كان مرشحاً للموقع غير هذا الرجل المليشياوي؛ ولكن طبعاً المؤتمر الوطني كان له (بواطن وأغوار) ولأسباب تخص جرائمه ومحسوبياته و(تمكيناته) قدم للمنصب هذا الرجل الذي يدور الاتهام حوله في مجزرة العليلفون، على أقل تقدير بين دوائر الرأي العام وتقارير الصحف والمواقع المحلية والخارجية ولدى أهل الضحايا، وأيضاً بالنظر إلى وظائفه في الدفاع الشعبي ومنسقياته ومسؤوليته المباشرة عن كثير من أنشطته ومعسكراته وبرامجه الدعائية التي تبشِّر بالموت. وهذه هي وظائف الرجل في ذلك الوقت ومسؤولياته في الدفاع الشعبي الذي كان يصطاد الأطفال والصبايا والشباب من الشوارع والحافلات ليدفع بهم إلى المحرقة وهذا ليس سراً ولا تنصلاً من الرجل فهو يسجّل ذلك بنفسه في (سيرته الذاتية) بموقع الجامعة العربية ويذكر مناصبه في مليشيات المؤتمر الوطني جميعها بفخر وهي لا تزال في موقع الجامعة ومعها صورته الشخصية (وما كان حديثا يُفترى)..!! طبعاً هذا ليس الأوان المناسب لنقول إن الإنقاذيين القتلة كانوا يصطادون أطفال الناس من الشوارع ويدفعون بهم للحرب باعتبار أنهم أحسنوا إليهم بالاستشهاد و(الحور العين) في حين كانوا يبعثون أولادهم إلي جامعات العالم الغربي الباذخة، ولا نستثني من ذلكم أحداً منهم حتى كبار شيوخ حركتهم الذين يهجعون الآن في بيوتهم بغير أن يرف ضميرهم (بخفقة ذنب واحدة)..! وغنيٌ عن القول أن ممثلة السودان في مفوضية الاتحاد الإفريقي هي بنت الإنقاذ ووزيرة الإنقاذ (ومن الإنقاذ وإليه)، وليس عليها أن تنكر أو تتنكّر لذلك إقراراً بجمائل الإنقاذ وإنعامه بهذا المنصب، فهل هي مرشحة السودان عن طريق المهنية والتنافس والترشيح المؤسسي من الجهات المعنية؟!.. ومعروف للكافة كيف كانت الإنقاذ تختار المواقع للموالين لها وكيف تحجبها عن الآخرين ولا تراعي في فيها خدمة السودان وإنما تحسبها من باب المكافأة لمؤيديها..!! نريد غداً (لو سمحت الظروف) رداً وافياً من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية عن هذين المنصبين، وهل هما من  نصيب حكومة السودان أم أنهما من اجتهاد شاغليهما..؟! لا بد من رد حتى تهدأ بلابل القلوب ويطمئن الشعب على مستحقاته على عبارة ود الرضي الرشيقة ( يا حبيب رحماك لا تزيد بلبالي/ ولا تكون شكواي مويه في غربالِ).. ونحن في الانتظار العاجل.. متى ما تيسّر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى