الرأي

كناف أبو نعامة (3) الخاتمة الدموية…!

بعد الثورة..استردت لجنة تفكيك الإنقاذ وإزالة التمكين مشروع أبو نعامة من اللصوص ومعه محلج كسّاب الذي كان (حرامية الولاية والمركز) قد منحوه بلا أي مقابل (هوادة) على مشروع الكناف بمزارعه وغاباته وعقاراته وآلياته وماكيناته وكل ما فيه ومَنْ فيه…وكان هذا المحلج بكل تاريخه الوطني مجرد (بقشيش جانبي) لرجل الأعمال (المبرور)..! ولكن ذلك لا ينفى أن في الأمر (رشاوي فرعية) تحت الطاولة دخلت الجيوب بعيداً عن عيون خزينة الولاية والدولة…وهذا من (شريعة الإنقاذ) ومن مسموحاتها لموظفيها ومستخدميها ومرتزقتها ..وفي هذا الباب ما يجل عن الحصر ومما تشيب له النواصي ..!

جبريل وزير مالية انقلاب البرهان

أعادت لجنة إزالة التمكين واسترداد المال العام مشروع الكناف إلى أحضان وزارة المالية..! ولعلك تعلم يا صديقي لماذا كان (أول انجاز) لانقلاب البرهان هو قرار تعطيل لجنة إزالة التمكين الذي استبشر به اللصوص من كل حدب وصوب..وإن شئت أن تحصي المنتفعين من تعطيل لجنة تفكيك الإنقاذ فهم مثل ذنوب الإمام الزمخشري التي افترضها على نفسه من باب الإخبات والنفس اللوامة (يشكو ذنوباً لا يكاثرها الحصى/ لكنها مثل الجبال كبائرُ)..!

المهم أعاد الانقلاب مشروع الكناف إلى مربع الرجل المبرور الذي سارع إلى إعلان شخص (من عندياته) قال انه ممثله الحاكم بأمره في المشروع..بالرغم من أن المشروع أصبح في ذمة وزارة المالية ولم يعد المبرور رئيساً لمجلس إدارته أو مشاركاً فيه من بعيد أو قريب بعد أن أنهت لجنة إزالة التمكين (الخرمجات الإنقاذية السابقة)..! ولكنه صدقت فراسة الرجل في (سوء الانقلاب) وعرف أن انقلاب البرهان هو رفيق الطريق إلى (إعادة بناء جسور المنفعة الانتهازية) التي تعني الإضرار بالوطن كأبشع ما يكون الضرر..! كيف وصل هذا الرجل إلى أوراق شركة الكناف وأختامها بعد أن عادت إلي ملكية الدولة ..؟! وكيف له كما قالت الصحفية المحققة (أم زين آدم) أن ينتحل صفة ليست له بشهادة لجنة مهنية إدارية من وزارة المالية والزراعة والمراجع العام وجهاز المخابرات العامة..؟! بالرغم من كل هذا تم تسليم المشروع وشركته إلى مندوب الرجل المبرور و(الممثل السامي) لسعادته..!!

لقد قضي الأمر وحكم بذلك انقلاب البرهان ضمن برنامجه الخاص بتصحيح مسار الفترة الانتقالية..!! وبالرغم من صدور قرار من النيابة الأعلى بمنع إعادة هذا المرفق القومي لرجل البزنس وإيقاف التسليم والتسلم..أحجمت الوزارة المُخاطبة بالقرار (وزارة المالية لصاحبها إبراهيم جبريل) عن تنفيذ قرار النيابة حتى الآن..! ولكن ليت الأمر وقف إلى هنا.. فقد أدى وقوف عناصر الانقلاب ضد ملكية الدولة وضد حقوق مزارعي المنطقة إلى وقوع (مجزرة مروّعة) بسبب عنجهية الانقلاب وفوضاه وانحيازه للفساد واستهانته بالمواطنين وبحقوق الناس ودمائهم..وأيضاً نتيجة لإصرار إدارة المشروع المُغتصِبة التابعة لصاحب البزنس على الاستيلاء على المشروع واستفزاز المزارعين أهل الحق..وانتهت المجزرة بإزهاق ثلاثة أراوح بريئة وجرح آخرين..وهكذا تلوث استثمار الرجل المبرور بدماء الناس وانطلق رصاص الانقلاب…وباتت الرأسمالية المتوحشة الجشعة قريرة العين تجمع الفلوس بين الدماء والأشلاء..!

هذه صورة واحدة من الأسى المتوّج بالفجيعة…وهذا هو حصاد الفساد الذي زرعته الإنقاذ وتولى رعايته الآن انقلاب البرهان وجماعته.. فساد مصحوب بالموت والدم يشارك فيه (وجهاء أثرياء) أحالوا المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى قتل الناس ونشر الخراب وسرقة موارد الدولة وإضافتها لإمبراطورياتهم القائمة على الظلم والشرَه الأعمى الذي لا يبالي بأرواح البشر وكأنهم قراصنة غزاة يحبكون مؤامراتهم في الخرطوم ولا يحفلون بأبناء الوطن في الريف البعيد…!!

لا بد أن يتذكّر الناس الفساد والبلاء الذي زرعته الإنقاذ..كما علينا ألا نمسح من ذاكرتنا صورة (لوردات الخصخصة الجائرة) التي بدأ منها كتاب المظلومية وسلسال الدم….تلك الخصخصة اللعينة التي أرسي أوتاد جرائمها اللاحقة والماحقة عبد الرحيم حمدي وتاج السر مصطفي ومولانا (البروفيسور) الأمين دفع الله..! (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة) ..!! الله لا كسّب الإنقاذ…الله لا كسّب الانقلاب…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى