الرأي

قطار الطلاق السريع

عبد الماجد عليش

الطلاق كان وصمةً إجتماعية لا تنمحي آثارها . مخافةٌ كبرى، كان هذا فيما مضى، سيما لبنات حواء . الآن لا تأجيل ولا كثير تعطيل فى تنفيذ قرار الإنفصال رغم نزيف النتائج :  العيال، والمعيشة، حال كانت المُطلقة  سواء مُطالِبة به أو مصابة بطلقة ، ربة بيت وأم، وقرار العودة السريعة لبيت أهلها – إذن- هو همٌ عظيم، فلا بيت الآن بمنجاة من دمار الانهيار الاجتماعي الكيزاني .

أبغض الحلال هو نتيجة لِعدم القدرة على تحمل المشاركة. ما عادت الروح تطيق حمل مزيد ضغطٍ نفسي ، وعالياً ارتفع نداء الفردية مشفوعاً بانتفاء كسرة عين -بنت حواء- فما عادت مطيقةً لتحَمُلِ نَزَق -ود أمه- أو ود الحيشان الثلاثة، أو حامل الجواز الأمريكي . الحياة الزوجية اليومية ربما تنجو إذا توفر للطرفين وهذا نادر جداً، أو لأحدهما قدرة على امتلاك أقصى درجات التحمل، مع بذل أقصى قدر من التضحيات بين الشريكين . انظر حين تنظر للشريك وأنت لا تكاد تطيق ! ولكن من أين الطريق ؟ وقد ضاق المسار؟

مفترق طريق اجتماعي حاسم، فالرجال يوقعون اتفاقاً بالقدرة على حياة مشتركة، وعند الدخول لميدان التطبيق العملي يخرج من دواخلهم (أبو عين حمراء وشرارة) وتخرج من الأنثى ما يجب الاعتراف به: سنوات الإنهيار كانت مقاومة المرأة فيها هي الأقوى والأكثر فاعلية . لا مجال للإنفراد بالرأي . تقع المفارقة فى تفاصيل الحياة اليومية، تحتد الأمزجة  فالعنف – وقود الطلاق- يداً أو لفظاً، أحط درجة يبلغها الفاعل من ذكرٍ أو أنثى . الإحصائيات تقدم أرقاماً مأساوية عن قِصر الفترة الزمنية . الآن إذا وصل الشريكان إلى العام الخامس فهذا نجاح كبير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى