الرأي

غارقون في الرماد..!!

    ما هذه الجلجلة والجنكبة و(الحمبكة) من زمرة المحامين في قضية انقلاب الإنقاذ؟ وما الداعي لكل هذه الضجة والحركات (المُش ولا بد) ورفض سماع خطبة الاتهام ومسرحية الانسحاب (غير المأسوف عليه) وعلى رأس هيئتهم (مدافعون أوفياء عن الشمولية) لا يطربون إلا أن يكونوا في معية الانقلابات… وهذه من بعض أمراض النفوس التي قال عنها المادح السوداني: (ظلمنا نفوسنا بنفوسنا.. حقيقة هوى النفوس ظالم)..! لا يستقيم لهم المزاج والتنعم بالحياة إلا بتعاسة الشعب.. ويحبون في ذات الوقت أن (يخوجلوا) في أزياء الحقوقيون وشارات  العدالة..! لا يستمعون لخطبة الاتهام ولكنهم استمعوا إلى زعيمهم الترابي الذي قال عن الانقلاب بالحرف (الخطة كانت مستمرة وتعاظمت بعد أن تبيّن لنا أننا خرجنا من السلطة ولا سبيل ليتمكّن الإسلام (….) دون أن نتمكّن من السلطة.. والجانب الفني في الانقلاب رتّبته مجموعة من جماعتنا القياديين ومجموعة من ضباط وعسكريين… وقد وفّرنا جهاز اتصالات كاملاً خارج الأجهزة الحكومية تحسّباً لكل طارئ… الأمر رُتّب خارج أجهزة الدولة عبر شبكة منظّمة) انتهى..!

   ولا نظن أن بعد اعتراف الترابي ما يمكن أن يدحض ما قام به الانقلابيون إلا أن يقولوا إن الترابي  لم يقل الحقيقة وإنه افتأت عليهم.. والترابي هو المسؤول الأول عن الانقلاب المشؤوم وكل ما جرّه على البلاد من (سواهي ودواهي) وهو الذي اختار هذا (الطاقم البديع)..! وهو الذي قال عن المخلوع شهادتين لا ندرى بأيهما نأخذ؛ قال في الأولى أنه هدية السماء للأرض؛ ثم قال في الأخرى انه لا يعرفه وهو مستبد وطاغية وخائن…الخ  ونحن هنا نقرر حقائق ونستمطر الرحمة على كل من توفاهم الله ولكن لا تقولوا لنا اذكروا محاسن موتاكم (بالمعنى السالب) الذي يضيع معه الحق.. !!  وأذكر مرة أن بعض الإخوة كانوا يتحدثون عن أخطاء وخطايا الراحلين وقال صديق من (أحبابنا الحلفاويين) أنه بعد وفاة أحد بلدياتهم عاد المشيّعون إلى مكان العزاء وتناولوا سيرة الراحل وقال أحد الحاضرين إن المرحوم ظلم إخوته في الميراث، وقال آخر إنه اختلس مالاً من البنك، وقال ثالث  إنه سجل عقار صهره باسمه.. فقال لهم أحد الأشخاص وكان يسمع حديثهم: يا جماعة.. اذكروا محاسن موتاكم… فرد عليه أكبرهم: (يا شيخ.. ما هو البنقول فيهو دا أحسن ما عندو)..!!

  هؤلاء الجماعة انقلبوا على الدستور وجاءوا بالانقلاب الخاص بهم لتمكين أنفسهم واستبعاد كل السودانيين.. وقاموا بتحويل الدولة إلى مزرعة خاصة بهم (مثل مزرعة سوبا الأعجوبة) وبعد ذاك ينبري صاحب كتائب الظل ليقول إنه يطالب بمنحه فرصة تلفزيونية للمرافعة حتى لا تؤثر خطبة الاتهام على الرأي العام..!!  (الله الله على الرأي العام..) ومتى كان الإنقاذيون يهتمون بالرأي العام..!!.إنها لمهزلة كبرى و(كوميديا ارستوفانية) ولكنها سوداء.. مثلها مثل تمثيلية  حفنة من البشر خرجت أمس تطالب بإطلاق سراح  غندور (رئيس المؤتمر الوطني بعد الحل) وهي ترفع لافتة تقول (الحرية لنا ولسوانا).. هل هذا شعار جديد للإنقاذيين بديلاً عن (فلترق كل الدماء)..؟! والغريب أنهم يقولون أين العدالة.. الإنقاذ التي كانت تقتل مئات الآلاف وتعذب الناس في بيوت الأشباح وتدق المسامير في الرؤوس تتساءل عن العدالة.. كل يوم يتكشّف القاع الذي يخرج منه الإنقاذيون.. وكل يوم تستبين منهم خبايا جديدة تزيد الناس إيماناً بحكمة تشديد الرسول الكريم ونداءات الإنسانية على فضيلة الحياء.. (لقد أسمعت لو ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادي/ ولو ناراً نفخت بها أضاءت.. ولكن أنتَ تنفخ في رمادِ)..!! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى