الرأي

عن معضلة الصف السادس

 

(١)
• تواجه الأسر السودانية معضلة حقيقية تتمثل في عدم حسم الحكومة لقضايا كبيرة؛ تتعلق بمصائر ابنائها الذين يجلسون لامتحانات الصف السادس، والتي حتى هذه اللحظة لم تتحدد إن كانت ولائية أم صفية، وهل سينتقلون إلى المرحلة المتوسطة أم إلى الصف السابع، إضافة الى أنها وفي آخر لحظة، قررت البت أن المنهج هو انتقاء بعض الدروس فقط من الكتاب المدرسي الذي أثار كثير من الجدل؛ وقررت الحكومة ايقافه ومنعه من التداول ولكن الوقت لم يسعفها لاعداد كتاب مختلف؛ لذا سيجلس التلاميذ للامتحانات دون أن يكون بمعيتهم كتاباً مدرسياً بل سيعتمدون على ملخصات أساتذة التاريخ فقط.
• الحكومة التي سارعت إلى إقالة وزير التربية والتعليم؛ لم تعيِّن بديلاً له، بل كلفت وكيلة الوزارة، والتي لا تستطيع البت في هذه القضايا كما يبدو، وواضح جداً أن القضايا الهامشية كالتعليم لا تشغل بال الحكومة التي تضطلع بقضايا عظيمة أخرى.
• مؤسف أن قضايا التعليم والصحة الحيوية ليست أولوية لحكومة حمدوك؛ فبينما يموت الناس بالمئات، وبلا أرقام حقيقية، ضحايا لانهيار النظام الصحي في ظل جائحة كورونا، لا تزال أدوية كثيرة ضرورية تغيب عن أرفف الصيدليات، ولا يزال الناس يناشدون لتوفير سرير بالعناية المكثفة لذويهم الذين يموتون في الركض المحموم بحثاً عن سرير وبأية تكلفة.
(٢)
• حين انقلب الإسلاميون في ١٩٨٩ استباحوا دم الناس؛ وعاثوا فساداً، لم يوقفهم دين ولا أعراف وتقاليد سمحة؛ كانوا يقتلون معارضيهم دون أن يطرف لهم جفن، وينتهكون أعراض الناس ببساطة، ويعذّبون في بيوت الأشباح حتى الموت.
• محاكمة مدبري انقلاب يونيو ١٩٨٩م أزاحت الغطاء عن جرائم ارتكبها سدنتهم حين غرتهم السلطة، رأينا كيف شهد اللواء إبراهيم نايل ايدام _أحد الضباط المسؤولين عن الانقلاب_ على مسؤولية نافع علي نافع عن اغتيال الدكتور علي فضل؛ حين قال بالحرف الواحد أن الأول جاء إلى مباني جهاز الأمن وأخذ علي فضل خلسةً، فجاء إبراهيم نايل ايدام في الصباح ليجد أنهم أمام جريمة شنيعة.فقال له” “العملته دة لا برضي الله ولا رسوله”.
• ايضاً شهد العميد طيار/ فيصل مدني عضو مجلس قيادة انقلاب 30 يونيو 1989م، بحكم الاعدام الذي تم تنفيذه بحق الشهيد مجدي محجوب الذي تم إعدامه بفتوى من علي عثمان محمد طه وتوقيع البشير على أمر الاعدام.
• هذا غيض من فيض جرائمهم التي ظنوا أنها قد انتهت بتقادم السنوات؛ وظنوا أنهم بمنجى من المحاسبة.
• من يسمع نواحهم هذه الأيام عن الحريات وحقوق الإنسان يعتقد أنهم من اخترع الديمقراطية وعاش بها؛ وأنهم كانوا يهدمون السجون ويقيمون عوضاً عنها المستشفيات والمدارس؛ وليس حقيقتهم من مجرد عصابة استولت على السلطة بليل واقامت بيوت للتعذيب والقتل والانتهاكات في بيوتٍ مستأجرة منتشرة على امتداد آلام السودان.
• عار الحركة الإسلامية السودانية ومسؤوليتها عن كثير من الجرائم المروعة التي ارتكبت في عهدهم الظلامي؛ كافية لتسميتهم كتنظيم ارهابي ومنعهم من مزاولة أي نشاط سياسي إلى الأبد.
(٣)
كتب إبراهيم البِكري:
أَحِبْ روحِكْ
بَحِبْ روحي المَلَتَّقَة بي صدى جْروحِكْ.
مَفَتَّقَة في الزمن أزهار،
مَعتَّقَة غُنْيَتي تْفوحِك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى