الرأي

عن المؤتمر السادس للسنابل

️زينب الصادق المهدي
(١)
* اليوم لبينا الدعوة لحضور الجلسة الختامية للمؤتمر السادس لحزب المؤتمر السوداني، فلا يجوز التخلف عن أعراس الديمقراطية لأي سبب، ذهبنا لنغني ونهني وباركنا: فلتحيا السنابل ولتفنى أسراب الجراد.
(٢)
* بهياً؟ نعم، ومنظماً.. لكن الأجمل كان الأرقام التي سمعناها كعدد للمؤتمرات القاعدية، وحق لحزب المؤتمر السوداني ان يفتخر بتداول القيادة إذ ضمت القاعة ثلاثة رؤساء سابقين للمؤتمر السوداني، كما أعلنت المنصة ان الدورة الثانية لقيادة الريس عمر الدقير هي الأخيرة فلا يسمح بتقلد القيادة لأكثر من دورتين.

الدقير

(٣)
* ️تقدم الى المنصة الباشمهندس عمر الدقير، وهو رجل نحيل يمشي موطأ الأكناف.. حتى اذا اعتلى المنصة رص الكلام رصاً ورصصه أيضاً -ان صح ذلك- قوة وحسماً، اعجبتني تحيته لنساء البلاد اذ قال: (أكثرهن صغيرات في السن طاعنات في النضال)، وحديثه عن حزبه (انه حزب ‘كرم الله وجهه’ لأنه لم يشارك في انقلاب عسكري ولا شارك نظام الانقاذ على كثرة من شاركوا)..
(٤)
* أكثر ما أعجبني وأهمني في حديث الدقير هو توغله في المشروع الديمقراطي- وهو يتحدث في ختام مؤتمر حزبي، ويقول ان مشروع الديمقراطية أكبر من مجرد القضاء على سلطة شمولية استولت على الحكم بالقوة كنضال حركي، على أهميته، وانها بالأصل مشروع ثقافي ونجاحها مرتبط بسيرورة عمل طويل يقضي على ثقافة الإستبداد في المجتمع ويعمل على تأسيس الإرادة الحرة، وأشار للفردوس المفقود وان الكلمة، اي الارادة تعني الحياة.
* هذا كله وأكثر قاله الباشمهندس الدقير في دقائق قليلة، وهو يرص الكلام رصاً.. وقال ان مقاومة الانقلاب ماضية وأن الاتفاق هو اتفاق جيد وأفضل من الوثيقة الدستورية واتفاق 21 نوفمبر لأن كلاهما يحتويان على شراكة لكن الاتفاق الاطاري الحالي خال من الشراكة وقال لن نمضي فيه ان لم يحقق مطالب الشعب، وحيا ما أسماه الثالوث الانساني: ال (حرية سلام وعدالة)، والثورة مستمرة… فسررت وتذكرت ابيات ليلى الأخيلية:
ومخرق عنه القميص تخاله وسط البيوت من الحياء سقيما
حتى اذا رفع اللواء رأيته تحت اللواء على الخميس زعيما
(٥)
* المهم انني عدت وقد اشبعني الحديث، وملأني حضورك البهي يا حبيبي وزعيمي أبو الديمقراطية وأمها، لا تذكر إلا ذكرت.
* أنت، المولود في صرة الامتيازات تنحاز إلى غمار الناس.. أول من سمعت منه فكرة السلطة القاعدية والبناء القاعدي، والوحيد الذي انتقد الولاء التقليدي كأحد علل الديمقراطية في السودان من داخل النظام التقليدي نفسه، بل من صرته. لهذه الدرجة انتميت الى المشروع الديمقراطي .. فلتهنأ في علاك ايها الشاهد الشهيد ان المشروع ماض وواصل وهذه الأيدي السمراء، شيّالة.
#المؤتمر_العام_السادس
#مؤسسية_تقود_للتغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى