على الشارع

على الشارع_ إعداد زهرة عكاشة

“كد واجتهاد”

تقمص الشخصيات ليس أداءً تمثيلياً هي رسالة يؤديها “محسن دارية” بصدق واقتدار

الخرطوم – زهرة عكاشة

هو نوبي أصيل وضع الله في وجهه القبول، يتمتع بخفة ظل أسكنته القلوب، وضع بصمته من خلال أعماله البسيطة المعبرة عن الواقع بشفافية أملاً في المساهمة إيجابياً بتقديم فن راقٍ، بذل ولا يزال يبذل كل ما في وسعه حتى يبلغ الثريا بفنه الهادف.

لا يعني له التمثيل محاكاة أو أداء دور تمثيلي مقابل حفنة من المال، بقدر ما هو رسالة يجب أن يؤديها بصدق وإخلاص، يؤمن بالمثل القائل: “من ليس لديه خير في أهله ليس لديه خير للناس”، لذلك أهم بإبراز القضايا النوبية، ودائماً في البدايات مشقة لكن في النهايات بهجة ومسرة، يرنو نحوها بجهد وكد وإرادة قوية.

 

ضربة البداية

بدأ التمثيل باسكتشات صوتية برفقة ابنة أخته، وفيها قال: “في العام “2014” بدأت أولى خطواتي في التمثيل باسكتشات قدمتها مع بنت أختي بطة، ومن وقتها لم أتوقف، فقد عشقت التمثيل والكوميديا من صغري، طورت المشروع من تقديم اسكتشات مباشرة للجمهور إلى اسكتشات مصورة متنوعة بين النوبية وغيرها”.

اسم شهرة

بالرغم من أن معتز  الشهير بـ”محسن دارية” يميل إلى تناول القضايا المختلفة ومحاولة معالجتها في قالب درامي كوميدي، إلا أنه نجح في تقمص الشخصيات، إذ يمكنه أن يحور صوته ويلونه كيفما يشاء، حتى وإن كان صوت “حبوبة”، في ذلك يقول: “لا يعرفني الكثيرون باسم معتز فقد اشتهرت باسم “محسن دارية” وهو اسكتش كنت أتحدث فيه بصوت “حبوبة نوبية” يدور الاسكتش حول تلك الحبوبة التي تريد مهاتفة شاب من أبناء القرية مرض ونقل للخرطوم للعلاج وهي تريد الاطمئنان على صحته، ولأننا نوبيون ننادي الشخص باسم والدته فأطلقت اسم “محسن دارية” على ذلك الشاب، لكن حبوبة اتصلت على شخص بالخطأ وبدأت التحدث معه بلغة عربية مكسرة مختطلة باللغة النوبية، وكان اسكتشاً جميلاً وممتعاً”. وأضاف: “من وقتها وأنا أعيش باسم “محسن دارية”.

بداية نوبية

يهتم محسن بالقضايا النوبية ودائماً يسلط الضوء عليها حتى تجد طريقها إلى إيجاد حلول ناجعة، فهو مهموم بها، كذلك اللغة النوبية يعدها من المهمات لذلك في أول اسكيتش في العام “2016” تحدث عن أهمية تعلمها لاسيما أولئك الذين يستقرون في مدينة الخرطوم، ويشير إلى أنه أوضح من خلال الاسكتش ضرورة تعليم الأجيال القادمة اللغة النوبية. ويقول: “لابد من إدراجها في التعليم الصفي للمدارس في شمال السودان خاصة مدارس مناطقنا النوبية حتى تتعلم الأجيال اللغة وتُحفظ من الاندثار”.

أرجع محسن اهتمامه بالقضايا النوبية وتقديم أغلب اسكتشاته باللغة النوبية إلى مقدرتها في توصيل الرسالة أكثر من الأغاني، فضلاً عن اختفاء عاداتنا وتقاليدنا التي يرى ضرورة سطوتها على المجتمع للمحافظة على تماسكه حتى لا ينفرط العقد.

كذلك قدم محسن اسكتشات عن العادات الضارة مثل تعاطي التمباك، وقال: “نصحت أخي الصغير بطريقة “سمحة” عندما ضبطته “يضع السفة”، هناك اسكتش تحدث عن دور المعلم وهيبته وكيف كان يحترم في سنوات سابقة، ولم أنسَ معالجة قضية اختلاف الإخوان، وضرورة نشر المحبة والتفاهم الأسري في قالب خفيف”.

تمثيل ومشاركات

لفت محسن إلى أنه لم يشارك في مسلسل إذاعي ولم يقدم حتى اسكتش من خلال الإذاعة لكنه يرجو ذلك، ويقول: “أتمنى تقديم اسكتشات عبر أثير الإذاعة السودانية لكن يبدو أنه لم يحن الوقت بعد، وكانت لي مشاركات أخرى في سلسلة حلقات قصيرة تحت عنوان “توك توك” مع الممثل القدير علاء الدين، وقدمت عملاً مسرحياً واحداً فقط مع الكوميدي النوبي عوض وجدو وهو من تأليفه، بالإضافة إلى اسكتشات شاركني فيها أصدقاء وهم كثر منهم على سبيل المثال لا الحصر، سليمان محمد سليمان، عصام أمير، جدو مطر، سعيد شريف، مهنى أنور، مصطفى عبدالحليم، محمد ماجد، عمرو خالد، مصطفى عابدين، ومحمد بابكر”. وتابع: آخر عمل كان فيلم الغسال من تأليفي وإخراجي تم تصويره بإمكانيات ضعيفة جداً لكنه جميل جداً، شاركني التمثيل الخال أحمد جماكيا ومحمد التهامي “صيني” ونال كثيراً من الإعجاب والتعليقات الإيجابية.

قوة احتمال

يتمتع محسن ببال طويل لدرجة أنه تحمل انتقادات لاذعة من أجل تجويد العمل والاستمرار في المجال الذي يحب، ويقول: “تم انتقادي بصورة سيئة ولو كنت أنصت لها بطريقة سلبية وتركت الإحباط يتملكني لتنحيت عن الطريق قبل أن يبدأ، لذلك أنا ذو بال طويل جداً أحول الانتقادات السالبة إلى طاقات إيجاية تدفعني إلى الأمام، والآن أواصل في دربي بخطى حثيثة رغم شح الإمكانات لكنني سأصل في المستقبل القريب إن شاء الله.

ترويج ودعم

لم يتوقف محسن في محطة انتظار بث أعماله عبر القنوات الرسمية وإنما اعتمد في الترويج على وسائل التواصل الاجتماعي في أسرع وأنجع الحلول، وعبر تطبيق “الفيس بوك” وجد جمهوراً عريضاً، يقول إنه حافظ عليه بالكلمة الطيبة والأسلوب الراقي، وقدمت لهم اسكتشات كوميدية مفيدة حازت إعجابهم، كذلك أصدقائي دعموني نفسياً ومعنوياً أشكرهم كثيراً فهم ظهري وسندي.

مشكلات في الواجهة

منذ البداية كانت الإمكانيات الضعيفة هي العقبة التي تقف أمام محسن لكن لم ييأس أو تثبط هممه، ويقول: “رغم أن شح الإمكانات لازال هو المشكلة إلا أنني سأواصل المشروع باجتهاد أكثر”. وتابع: أحمل إصراراً على إنتاج عمل ضخم  وليتحقق ذلك تنحصر كل احتياجاتي في امتلاك كاميرات ولابتوب.

يعشق محسن تمثيل الفنان جمال حسن سعيد، وكوميديا الممثل أشرف عبد الباقي، ويرى أن السودان مليء بالمبدعين فقط يحتاج الفن السوداني إلى الجدية ومنتجين حقيقيين.

بطاقة شخصية

المعتز محمد عيسى ولد بمدينة حلفا الجديدة القرية “7” في عام “1991” نشأ ونما فيها، يقيم حالياً في الحي الخامس بمدينة وادي حلفا “حلفا القديمة” حيث مسقط رأس والده، ووالدته عايدة محمد محمد أحمد ولدت بجمهورية مصر العربية بحي “عابدين” الشهير،  درس الأساس بمدرسة أبوعبيدة عامر بن الجراح، وكانت دراسته الثانوية بمدرسة دبيرة الثانوية بنين ثم التحق بمعهد العلا النموذجية الخاصة، لكنه توقف فترة طويلة عن الدراسة، وعند عودته لمقاعد الدرس جلس لامتحان الشهادة السودانية من مدرسة عبري الثانوية بنين، ثم انضم لطلاب كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.

لم يتزوج بعد، إخوانه أمير المؤمنين، ضياء، عثمان، يسرى وفاطمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اختفاء الفتيات خطر مجتمعي مقلق.. أين الشرطة؟

الخرطوم – على الشارع

خرجت أميرة من منزلها متوجهة نحو الجامعة وهي تشعر بالأمان، أكملت يومها الدراسي وفي طريق العودة احتاجت أن تستقل “ركشة”، وأثناء الطريق انتبهت إلى أن سائق “الركشة” أخذ طريقاً غير طريقها وعند سؤاله قال: “هناك من يريد أن يسلمه أمانة في هذا الطريق”، وهنا ملأ الشك قلبها وبدأت في مراقبة الطريق فوجدت أن هناك “ركشة” أخرى تتبعهم، خافت وقالت له توقف لكنه لم يعرها اهتماماً، لكنها أبصرت أمامها باباً كبيراً فتح على مصراعيه، لم تفكر كثيراً وقفزت من “الركشة” ولأنها محظوظة مرَّ بالقرب منها عدد من فتيات المدرسة فهرعت إليهن بجزع واحتمت بهن فهددن السائق اللعين، وتوعدنه إن حاول الاقتراب، وهكذا نجت أميرة من حادثة اختطاف منظمة، لكن من سينجي الأخريات؟

اختفاء البنات

منذ وقت قريب بدأت تطفو على السطح  ظاهرة اختفاء الفتيات بصورة لافتة، حتى رجح الكثيرون وقوف جهة ما خلف هذه الظاهرة، اللافت للأمر صمت الجهات الرسمية إزاء هذه الظاهرة التي أقلقت المجتمع لاسيما في ظل الاختفاء المستمر وإن تعددت الأسباب.

قلق وتوجس مما يحدث من خطف للبنات وسرقة وتهديد في الطريق العام، جعل الأسر لا تأمن خروج بناتها وأبنائها، وتطالب الشرطة بتوفير الأمن والاستقرار بقوة القانون، ومنع الفوضى التي تحدث جهاراً نهاراً.

استهتار رسمي

ترى عبير أحمد صالح “موظفة” أن هناك استهاراً من الشرطة نحو المواطنين بصورة لا تحتاج لتبيان فالفوضى عمت المكان، فبعد نجاح ثورة ديسمبر وسقوط نظام البشير، بتنا نشعر أن هناك من يقف خلف هذه الأحداث ويحث الجميع على الفوضى، والشرطة تتقاعس عن مهامها، فمن أمن العقاب ساء الأدب.

دفاع عن العرض

أما سهير  كرم الله “ربة منزل” تقول باتت الجرائم متشابهة فجأة وظاهرة الخطف أو القتل أخطرها، وهي جرائم يعاقب عليها القانون وليس المجتمع، لذلك حلها يتم داخل أقسام الشرطة ونياباتها، وأضافت: أتوقع إن لم تتحرك السلطات وتسيطر على الطريق أن يعم العنف البلاد، فلا بديل سوى الدفاع عن العرض بكل السبل.

تردد مجتمعي

تشير الباحثة الاجتماعية اعتماد علي إلى أن الموضوع ينذر بالخطر إذا ما استمر على هذا المنوال، وقالت: “بدأ الأمر بسرقة حقائب وهواتف المارة، وفي الأثناء كانت هناك حوادث قتل بدافع السرقة، مروراً باختفاء فتيات بغرض الزواج ليتطور الأمر إلى حوادث اختطاف متفرقة، ولم نسمع أن الشرطة تلقت أوامر بالانتشار في الطرقات لحفظ الأمن ومحاسبة المجرمين”. وتابعت: هذا أيضاً مردوده خطير جداً، فإذا أحس الناس بانفلات الأمن وأن لا جدوى من الشرطة المنوط بها الحماية، سيضطر كل فرد للدفاع عن ماله وعرضه بما يراه مناسباً، وستحدث فوضى.

وتساءلت اعتماد لماذا تلوذ الجهات الرسمية والشرطية على وجه الخصوص بالصمت والمجتمع يجأر من الخوف والرعب. وأضافت: “المجتمع الآن متردد وينتظر تدخل الشرطة التي هي من المفترض أن تكون في خدمة الشعب وليس نظام حكم، وعليها اغتنام الفرصة قبل فوات الأوان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عين على الطريق

مع حلول شهر رمضان المبارك حدث انفراج في أزمة الكهرباء، وتواصل الإمداد الكهربائي دون انقطاع على مدى ستة أيام من الشهر، عقب تفاقم الأزمة واستقالة وكيل الكهرباء وعجزه في الوصول إلى حلول، يشعر المواطنون براحة مع تلك الانفراجة ويرجون عدم الرجوع إلى الخلف مرة أخرى، بالعودة إلى المربع الأول.

 

 

 

 

 

 

٩

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى