الرأي

عصافير الربيع و(بوم الانقلاب)..!!

بينما تلتئم ورشة المحامين لمناقشة الإطار الدستوري بحضور القوى السياسية والثورية والمهنية والمدنية وأسس ومرتكزات التوافق السياسي والرسوخ الديمقراطي والترتيبات الدستورية التي تحمي الانتقال وتفتح الطريق أمام كرامة الوطن وإرساء حكم القانون وموازين العدالة وصيانة القضاء وحماية المواطن من عسف السلطة وتعطيل الأحكام.. بينما هي منهمكة في هذا الواجب الذي يطلق آمال الغد الزاهي والمستقبل الباهي تنهمك جماعة الانقلاب في أداء مهامها التي جاءت من اجلها.. وفي كل يوم لا نسمع من تحركاتها غير هذه الشاكلة: قتل مواطنين وإصابة المئات..إطلاق الرصاص والغازات السامة.. استخدام أنواع جديدة من الغاز الذي يشل الحركة ويشوي الوجوه.. تعذيب عضو من لجنة تفكيك الإنقاذ.. إغلاق الطريق المؤدي للقصر الجمهوري.. نقل الحاويات وموضعتها بالقرب من الكباري.. منع وصول المصابين للمستشفى.. النجاح في صد المحتجين السلميين من الوصول للميادين.. طرد مدير مستشفي..عنف نوعي يستهدف الفتيات في الاحتجاجات السلمية.. تدهور صحة معتقل في الاحتجاز.. المليشيات تقتل نازحين وتختطف 7 بشمال دارفور..الجوع دفع المواطنين لبيع ممتلكاتهم.. تحذير من الآثار البيئية الوخيمة نتيجة العنف الدموي في النيل الأزرق.. أخطار على الصحة بعد الأمطار.. تدخلات أفورقي في شرق السودان.. رئيس حركة العدل والمساواة بتل أبيب يكشف عن اتصالات مع إسرائيل.. سحب موظفي المواصفات والزراعة من الموانئ.. رئيس القضاء يوجه بتخصيص محاكم لجرائم المخدرات (وليس جرائم القتل المنهجي اليومي) انقطاع أدوية السرطان.. وقائع صادمة بشأن الطفل المختطف وعلاقة 9 طويلة بالحادث.. استقالة وزيرة الحكم الاتحادي.. مصانع السكر تحتاج إلى 270 مليون لتدارك الموسم..!.. هذه لمحات من يوميات الانقلاب (لم نقم بتأليفها) إنما أخذنا معظمها من عناوين صحف الأمس وخلال انعقاد ورشة المحامين…وهناك خبر من الدرجة الأولى (حتى لا ننسى) جاء على رأس الأخبار الرئيسية عنوانه: (صديق ودعة يبارك مبادرة الشيخ الجد)..!!

مواكب السودان… الثورة السودانية مستمرة

خبرني عن أداء واحد للسلطة الانقلابية عدا مساعي توفير البنبان وأدوات (الكبع) والحرص على سد الطرق وإغلاق المسالك والاطمئنان على (وجود الكونتينرات بجوار الجسور)..! ونحن عندما نشير إلى خطر الانقلاب على الحياة السودانية وعلى مجمل الكيان الوطني فإننا لا نعبث ولا نلهو بكرات الثلج..! إنما هذا هو الواقع الخطير الذي جلب الانقلاب قنابله الموقوتة شديدة الانفجار وهي قنابل انشطارية حقيقية تتهدد الوطن وأهله..فلا عمل للانقلاب منذ الصباح إلى المساء في كل أيام الله غير هذا الذي ذكرنا من العنف والضرب والقتل والاعتقال وغير النهب الظاهر والمستتر.. وغير خراب الدواوين ودهس العدالة وانتشار البوم على الخرائب..! كل يوم يسير دولاب الدولة على هذا المنوال..فهكذا يريد الانقلاب أن يتلاعب بتجاوز كل تحديات الفوضى التي أطلقت عقالها في كل أقاليم البلاد مع غياب خدمات الصحة والدواء والغذاء والتعليم والزراعة والصادر والوارد وكسرة الخبز ليلهي الناس بمبادرة الشيخ الطيب الجد التي يؤيدها صديق ودعة والتي انضم إليها بالأمس (ناظر الفتنة في الشرق) توهماً من الانقلاب بإيجاد حاضنة جديدة تحمل عنه (هذا الخبوب)..!

ها هو الانقلاب يتصاغر كل يوم ويهبط بالوطن إلى حالة من اللامعقول و(الشلل الرعاش) وهو لا يملك إلا استخدام العنف.. ومن لا يملك في يده غير (شاكوش) فإنه يرى كل الدنيا من حوله (مسامير)..!!

فما للانقلاب وتوفير مدخلات مصانع السكر وتقاوي الزراعة وهو يريد أن يتقوى بالشيخ الجد وصديق ودعة وفارس إغلاق أرصفة الموانئ وإعادة شحنات الضأن (وعلى ذلك قِس)..!!

هذا هو الاصطفاف؛ الشعب السوداني وقواه السياسية والمدنية من جهة وهي تتطلع إلى وطن كريم ودستور نظيف وإلى حياة الشرف والكرامة.. وفي الجانب الآخر الفلول ومجموعات وشراذم من الانقلابيين التي تريد أن تشيع أمراضها الباطنة والجلدية عن طريق قتل الناس.. حقاً لقد اجتمعت (التعاسة مع خيابات الرجا).. ولا بارك الله أعداء الحرية الذين يريدون التلاعب بوطن في قيمة السودان (لعب الصوالج بالأُكر).. يسقطون حبات المسبحة بين أصابعهم وهم لاهون عن التسبيح..! فبئساً لمناصري السلطان الجائر الساكتين عن الحق.. ألا لعنة الله على الظالمين الذين يناصرون الانقلاب (ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) ولا تأويل للانقلاب غير القتل والظلام والخراب..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى