الرأي

عديل كده؟

عبدالماجد عليش

أوردت صحيفة الانتباهة ١٦أكتوبر الجاري، أن قوات مباحث حماية المستهلك تمكنت من  ضبط خلية إجرامية(تستهدف إصابة الشباب السوداني بالعجز الجنسي) وذلك بنشر عقاقير مخدرة وسط الشباب.

جهد مقدر من الشرطة، تستكمله الأسرة بواجب حماية الأولاد من هذه المواد المخدرة، والتي تباع بزعم أنها مواد منشطة، وواجب الأسرة واضح وبسيط وهو الحديث المباشر مع الأولاد في كل جوانب حياتهم، سيما الجوانب الشخصية شديدة الخصوصية.

العقاقير تأتي من دولة مجاورة، العالم في منزلنا الذي كنا نود أن يكون شريفا عفيفا محافظا، لكن عبارة العالم أصبح قرية صغيرة ضيقت علينا، فألفينا مصائب العالم في قلب البيت مابين الغرفة والحمام، ولابد أن نوسع من قدراتنا على مواجهة هكذا ظواهر واردة من دولة مجاورة أو من أقاصي الأرض.

ذلك أن الهدف ليس هو فقط الشباب السوداني، العالم في مرحلة الرأسمالية المتوحشة، مرحلة أشبه بمخلوق خرافي في أقصى مراحل الوحشية، وما العشرين كرتونة التي تم ضبطها وبداخلها نحو ٤٥٠ قطعة، أو علبة من ذلك العقار سوى قطرة في خضم.

نعود للأسرة والتي عليها عبء المراقبة الدقيقة للأولاد، نعم؛ المراقبة عديل كده، ذلك أن من أدوات الرأسمالية المتوحشة رفع درجة عزلة الفرد، وحثه على إيقاع ذاتي فردي في غاية السرية المسماة خصوصية. الونسة، والضغط من الأسرة للمشاركة، من خطوط الدفاع التي تكمل عمل الشرطة.  تعاون الآباء والأمهات في الحي جانب مهم، فالأداء الجماعي يخلق روح القدرة على المقاومة لكل مظاهر السلبية والسوء.

وزارة الثقافة مع وزارة الصحة، وإدارة الإعلام الصحي فيها تحديدا، لهما دور مقدم وطليعي في المواجهة. ففي الموروث الثقافي لدينا كثير وفير من أغاني الحماسة وإثارة كوامن الرجولة  وفيها أكثر مما يحتويه ذلك العقار مثبط الهمة الجنسية. منابر المساجد لها دورها، الجمعيات الثقافية في الأحياء لها دَورها. وإذا نهضنا جميعا في أداء جماعي فسنكسب المعركة ضد المهربين المجرمين الذين يجلبون العقاقير.

مالم أتمكن من استيعابه هو: لماذا حصر الظاهرة السلبية في الجانب الذكوري (الأولاد) دون الجانب الأنثوي (بنات حواء)؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى