الرأي

عبدالرحمن الأمين يفضح بالوثائق والإفادات الثبوتية ملف فساد البروف غندور

مع أسقف الاسبستوس تخرج محمد عطا المولى عباس إستثنائيا فاستولى ىمنزل يتبع لجهاز القمع والاغتصاب الوطني زاحم به سفراء دول الاتحاد الاوروبي على واجهات النيل في بحري، أما علي عثمان فقد كلفتنا أزمته النفسية وسكناه بين حيوانات الغابات الاستوائية تدميره للمشروع برمته وتحويله لبرج الفاتح فحرم صغارنا من زيارات تلهم خيالهم البض بمشاهدات معرفية في ”جنينة الحيوانات” وذهب مقيما كسيد بين أثرياء حي الرياض الفخيم. وعندما سرت أخبار إنهماك التنظيم في البحث عن مسكن يهدونه ”للشيخ“ لقاء طهره وإرجاعه للعهدة الحكومية السكنية، تصدر الأمر نكات الموسم في ديسمبر 2015 . المهم على نهج هؤلاء اللصوص الكبار سار كثيرون…..
‎قبل غندور ورهطه، كنا في سودان الشفافية والمساواة والمعلومة المبذولة بسخاء عن أصلك وفصلك ومالك! كان مبدأ “من أين لك هذا” يحوم كشبح مهاب بيننا. علم الجيران، وكل أهل الحي والقرية والفريق والحارة، بحال بعضهم ومصادر دخلهم بلا تحسس أو تجسس. فخبرنا، يقينا، من أين لرصفائنا من أبناء الجيران مخيط العيد، ومن أهدى محمد دراجته “الرالي” الجديدة، ومن أحضر لإبراهيم حذاء “باتا” بل ومن أين لعريس فاطمة ذلك المهر، وكيف دبر أبناء حاج عبدالله أموال العلاج والسفر للإستطباب بالخرطوم! بإختصار، كان كل شيء كان مكشوفا وشفافا ومعروفا.

‎قبل غندور علمنا كيف يتغير الحال بالرزق الحلال، أما في زمانه فقد شهدنا التطبيع مع الرزق الحرام، والسرقة بقوة العين وكيف ركل ثراء المتعافي جزارة الأسرة وتباهي الملياردير بأنه ” ما كيشة ” وسوف يتملص من المساءلة، وشهدنا كيف سالت الملايين بين أيادي عوض الجاز وغيره من شخوص الثراء الحرام من “آل البيت الرئاسي“.. والقائمة تطول!

كان غندور مثل غالبنا، أو دون ذلك، عندما مات والده، في ديسمبر 1969 حدثنا، بل وأسهب، في وصف حاله العادي جدا مبلغا صحيفة الرأي العام يوم 1 أغسطس 2012 أنه كان يومها (تلميذا في الصف الثاني الثانوي، رحل والدي وتركني مع ثلاث اخوات وأخ.. أي خمسة اشقاء كنت اكبرهم. كان اصرار الوالدة رغم صغر سنها، ورغم اصرار أهلها وهم من عرب الحسانية الكواهلة على زواجها، الا انها رفضت وانكبت على تربيتنا، الامر الثاني اصرارها على مواصلتي لدراستي والتحاقي بالجامعة، رغما عن رغبتي في قطع دراستي وايجاد عمل لاعيل اخوتي الصغار، وهي لم تنل قسطا من التعليم، كان اصرارها على مواصلة دراستي، وعمدت على بيع منزل الاسرة بمدينة ام درمان، لدفع مصاريف دراستي، ومن ثم البقاء والاقامة بمدينة الدويم، واستخدام العائد في التربية والتعليم، هو الذي جعلني اواصل تعليمي، والتحاقي بالجامعة وتخرجي في جامعة الخرطوم).

‎سجل عندك : إبراهيم احمد عبدالعزيز غندور اليتيم المعدم أضطر لبيع بيتهم في امدرمان لمواصلة الدراسة !….

‎*قصة الفتي اليتيم كما رواها :

‎عرف أهل الإنقاذ مدى تقدير أهل السودان للنبوغ الذاتي مجسدا في مقولة “ لكل مجتهد نصيب “ . وتيقنوا من إحتفاء شعب السودان قاطبة بنجابة التلاميذ الفقراء حيث عنى جهد التحصيل العلمي والتفوق، طوق النجاة من حلقة الفقر والانتقال بثبات لأعلى درجات السلم النخبوي. في بدايات تمكنهم من ثدي الوطن، فاخر الانقاذيون ببؤس ماضيهم وضنك عيشهم وتحملهم للمعاناة إتساقا مع الثقافة الشعبية السودانية التي قبلت وتسامحت بتصريفات رب العباد للأرزاق وفق ما شاء وبغي. فقد كان الضيق المعيشي والفقر هما الأصل الغالب أما الغني والثراء فكانا الاستثناء الطارئ الذي إحتكرته قلة من الأسر التجارية المعروفة التي توارثت الاعمال أبا عن جد. مثل غيره، تنكب غندور طريق الحرص للترويج لنفسه بتذكيرنا بفصول مسهبة من رواية “فقره “ من أجل تسويق “نبوغه “ في بيئة مجتمع ثمن عاليا مثل ذلك النبوغ. فقد عاد وحدثنا عن حال أسرته في حديثه مع الصحفية المثابرة الاستاذة صباح موسى يوم 11ديسمبر 2013 (كان لي أربعة إخوة وثلاث أخوات، وكنت الأول، وتوفي الأخ الذي يليني مباشرة بعد إصابته بالبلهارسيا، كان في الوسطى، ومات أحد الأشقاء صغيرا من خلال تسمم، وتبقى شقيق واحد وهو مهندس طيران في الطيران المدني، وثلاث أخوات، أصغرهن توفيت في 2006م، والدي توفى في وقت مبكر وأنا في السنة الثانية الثانوية في 31- 12- 1969م، ووالدتي توفيت عام 1998م وأنا أستاذ بجامعة الخرطوم، ووالدي توفى عن عمر 39 عاما، ووالدتي توفيت عن 59 عاما، تعلمت من والدتي بالذات. والدي كان كثير السفر، وكان يعمل في مجال البناء، في مقاولات صغيرة، فكانت أمنيته أن يكون مهندسا، وكانت رغبة والدي أن أكون طبيبا، وكان هذا المجال الذي سرت فيه. والدتي كانت امرأة ذكية، وصابرة ومثابرة، وباعتبار أن أهل والدي كانوا من مدينة أم درمان، ووالدي توفي بالخرطوم، وكان إصرار الأهل أن نأتي إلى أم درمان، ورفضت والدتي الزواج رغم أنها كانت صغيرة وأصرت أن نجلس في منزلنا بالدويم، كانت تخطط لكل حياتنا، وكان لديها بعد نظر واضح جدا، وكان لها أثر كبير علينا، فبعد أن انتهيت من الثانوية ولوفاة والدي كان لا بد أن أعمل، وكان يمكن ذلك بأن أعمل مدرسا في المدارس الابتدائية، لكن والدتي كان إصرارها أن أكمل تعليمي الجامعي، لذلك باعت ورثتنا الموجودة وكانت في وسط أم درمان، ومن أغلى المناطق، وأصرت على البيع لإكمال التعليم وهذا كان به بعد نظر لامرأة لم تتعلم كثيرا).

“قل اللهم مالك الملك “!

‎من المسكن المتواضع، حيث كانت طفولة القيادي الدستوري، فإن فصول حياته كانت متسقة مع نمطية البساطة السودانية بل حتى زواجه (الأول)، كما قال، فقد تم بطريقة “السندريلا“ بنت الجيران. بحسب إفادته، مفيدا أن شريكته كانت (معلمة بالمدارس الابتدائية وكنت وقتها اعمل كمعيد بجامعة الخرطوم، بينما كانت تعمل هي بمدينة الدويم، وبعد حوالي العام ذهبت الى بريطانيا في بعثة دراسية، غادرت الى البعثة لتلحق بي مع ابنتنا الكبرى وكان عمرها ستة اشهر، (د. وفاء الآن)، وعندما عدنا بعد البعثة، استقر بنا المقام بالخرطوم حيث انني اعمل استاذا بالجامعة, كانت هي التي تتولى تربية الابناء وتقوم بكل الواجبات المنزلية لانشغالي التام). إذا وضعنا هذه الاحداث في خريطة السنوات التي فصلها، فإن زواجه تم في ١٩٨١ وغادر لبريطانيا في ١٩٨٢ وعاد في ١٩٨٤ وبعد ٥ سنوات كان موعده مع خيرات بونانزا الانقاذ في ليلة ٣٠ يونيو ١٩٨٩ فخلع بعدها طبيب الاسنان غندور رداءه الابيض ولبس الابرول في أكبر مسخرة مهنية ليصبح “البروف “ رئيسا لإتحاد عمال السودان !

‎ياعيني !

‎*مرتب غندور في عام1984

‎علمنا أن غندور التحق ببعثة دراسية الى بريطانيا موّلتها جامعة الخرطوم للتخصص في طب الاسنان مابين 1981 _ 1984 . حصل على الماجستير في أمراض اللثة في سبتمبر 1982 ثم تبعها بدبلوم جراحة الفم في ديسمبر 1983 وعاد للسودان كأستاذ مساعد جامعة الخرطوم. توخيا للدقة ولمضاهاة حاله الذي كان عليه والحاضر الذي صار اليه ، بحثنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى