صفحات متخصصةضحك السواد ( صفحة ساخرة )

ضحك السواد.. اعداد طارق اللمين

تماطيق
حترب العيش المغمس في اللبن
طارق اللمين
هل جربت يا رعاك الله حترب العيش المغمس في اللبن؟، إنه أمر جلل لا يتأتي إلا لمن اختاره القدر ليكون سعيداً لبرهة من الزمان ربما تعد أسعد اللحظات على المرء منذ استواء كورونا على عرشها كمهدد للبشرية، عوامها وسادتها من الزعماء مهما علا وزنهم أو قل شأنهم وفي ذلك حكمة لا نعلمها، “الله تعالى يعلم أمرها وهو اللطيف الخبير”.
وحترب العيش المغمس في اللبن يعتبر عند الباحثين وأولئك العالمين بـ(بواطن الأمور) من أحب العلايق إلى نفس الجائع الكريم الذي وهبته الأقدار رغيفا صالحا للغمس وكورية مترعة باللبن المؤصل الذي استوى برسيما على الأرض لعهد من الزمان ثم تبدل في حضرة البقر إلى حليب أبيض اللون يسر الناظرين، ومن حسن مظهره أني كنت أظن أن جل قصائد (أبيض اللون) كانت قد كتبت للتغني بجماله واستحسان طعمه وجغمته البهية، تلك التي أحب إلى النفس من لقيمات حاجة خميسة الوالغة في زيت التحمير بلا جدال.
ما عليك عزيزي الجائع الكريم إن أردت الوصول لمرحلة حترب العيش المغمس في اللبن إلا أن تستوي جاداً في جلسة كريمة ذات اعتبار قيمي ثم تضع أمام ناظريك كورية اللبن المقنن وما خمج “باردة” بعد ساعات قضتها في تلاجة البيت العتيقة ثم تحمل معها إلى حيث مجلسك رغيفتين أملحتين لتبدأ بعدها في اقتطاع الرغيف رويداً رويداً كما تقتطع الخصومات من المرتب دون حياء يذكر أو تردد، وما إن تبدأ في غمس كل لقمة بمفردها في اللبن الذي يقبع أمامك في وفاء نادر دون أدنى مقاومة تذكر فتكون يا رعاك الله قد ولجت إلى حلبة الحدث العظيم، ستلاحظ حين تكرر الغمس والاقتطاع أن كل لقمة من لقم العيش الكريم الذي تبتغيه وبعد غمسها في اللبن المبرد ستلاحظ أن كل لقمة قد وضعت معها في كورية اللبن قطعا صغيرة من الرغيف تشئ بعدم تماسكه، وذلك لعمري أمر يحمد لوزارة التجارة والتموين التي لولاها لما تم ذلك، وهو عين ما يسميه الباحثون بـ(الحترب)، أما انتشار عدد الحتارب وتزايد كميتها فهي عملية تراكمية منتظمة الأثر، حيث يتزايد حجم الحترب مع كل لقمة يتم غمسها هنالك فينتج ذلك تدريجيا ما يسميه العلماء (المصفوفة التراكمية الكلية للحترب الناتج عن عمليات الغمس المنتظمة)، حينها ستكون مهمتك يا رعاك الله الإمساك جيدا بالكورية بين ناظريك وجغم الناتج المبلول من الحترب المغمس في اللبن، بأريحية ورضا كاملين، اجغمها ثم ابتسم فأنت في هذه اللحظة من السعداء البررة.
وحتى نلتقي في تماطيق جديدة فإني أنصح المواطنين الكرام بالاهتمام بالحترب وتنميته فهو متعة لا تضاهى وطعم يستحق وذكريات تعود لعشرات السنين.
لاحظ الباحثون أيضا أن عشاق حترب العيش المغمس في اللبن أكثر جرأة من غيرهم في قول الحق وعدم المساس بالحقوق والدفاع عن الآخرين، كما تتسم قراراتهم بالحكمة والمعقولية ومراعاة التحول الديمقراطي مثلما تتسم حياتهم العاطفية بالاستقرار العاطفي وعدم الميل إلى الخلافات الأسرية، بل إن دراسة أجراها كاتب هذا البحث أثبتت أنهم لا يميلون إلى الطلاق ورفع الدعاوى القضائية وتتسم كلماتهم بالهدوء والميل إلى السلام الاجتماعي.
على الدولة والمواطنين الكرام زيادة الاهتمام بحترب العيش المغمس في اللبن لما يجره من خير وفير للبلاد والعباد والله الموفق.

طق الحنك
طارق اللمين
الكباري والديوك في السيرة السودانية
في أنس السودانيين وحكاياتهم، كثيراً ما يرد ذكر الكباري والديوك، ليس بالضرورة بالطبع أن يرد ذكرهم مقرونين، فقد بحثت في العلاقة بين الكباري والديوك، فلم أصل لنتيجة، لكني وجدت أن القاسم المشترك الوحيد قد جسده كوبري المسلمية الذي يشابه اسمه اسم ديك المسلمية، ولم يتسنَ العثور على كوبرٍ آخر يحمل اسماً يشابه اسم ديك آخر، فقررت التوكل على الله والخوض في هذا المضمار الحيوي، خاصة أنه لم يصدر أي قرار بمنع النشر أو الكتابة في هذا الموضوع، ثم لسبب آخر وهو أنه لم تخلُ أيامي الماضيات من سيرة الكباري، سواء تلك التي تحت الصيانة وتسبب للمواطنين الشرفاء الأماجد عنتاً ومشقة جراء تغييرات مسار المواصلات أو تلك التي يجري إنشاؤها منذ سنوات، وتشغل بال سماسرة الأراضي الذين ما إن يسمعوا بمغترب جديد إﻻ ويسعون لإقناعه بضرورة امتلاك قطعة أرض بجوار أحد الكباري الجديدة المزمع إنشاؤها حتى قال صديقي المغترب “يا جماعه أنا أقول ليكم عاوز قطعة جم ناس أمي تودوني قطعة جنب كوبري لسع ما جابو علبو؟” يعني الكوبري أحسن من الحاجة قصدكم؟. بئس صنيعهم يريدون، أن يفرقوا بين المرء وأمه، كما أن عبارة الكوبري عند وسطاء الأراضي أصبحت تطلق على المال المتحصل عليه سراً دون علم البائع وﻻ المشتري، وتلك من إبداع الوسطاء وحدهم دون غيرهم.
ولنبدأ بكوبري المسلمية مفجر الموضوع، لماذا ابتنت المسلمية لها كوبري في قلب الخرطوم ــ علماً بأن الكوبري ﻻ يقودك إلى المسلمية من أي اتجاه تمتطيه ــ هل كانت المسلمية تفكر سراً في غزو الخرطوم؟ وها هي طبيعة العلاقة بين كوبري المسلمية وديكها؟ تقول الرواية عن الديك الموقر زائع الصيت أنه كان يعوعي بأعلي صوته وبحضور الشهود في ذات اللحظات التي كانت سيدة المنزل تقوم بتقطيع البصل لطبخه كوليمة مشهودة لضيوف أعزاء كانو قد ارتدوا أفضل ما عندهم من الجلاليب والعمم وحضروا بالفعل لمنزل الوليمة، وتلك كناية عن سبهللية الديك المذكور أعلاه، فهو ﻻ يشبه ديك العدة وهو منتج آخر يرفض التفاوض والحوار ويستعصي أمر هزيمته عسكرياً نسبة ﻻحتفاظه تحت قدميه الطاهرتين برهائن شتى من الجاكة الزجاجية وأطقم العشاء التاريخية والأكواب التي جلبت كهدايا لزواج مضى عليه ربع قرن، مما يصعب مجاراته والتضحية بكل هذا الموروث الزجاجي، لأن من يملك عدة الزجاج عليه ألا يطقع الآخرين بالحجارة، هل هنالك علاقة بين حكومتنا الموقرة وديك المسلمية ﻻ سمح الله؟ نعرج هنيهة علماً بأنها المرة الأولى التي أجدها مناسبة ﻻستخدام كلمة “هنيهة” هذه وكنت أحسبها في السابق تعني الكلكلة للشخص بغرض إثارة الضحك إلى أن صححني معلم لغة عربية مغمور فله التجلة، المهم من أشهر الكباري التي تتمتع بها الدولة السودانية كوبري كوبر، أو كوبري بري أو قل كوبري القوات المسلحة إن شئت، فهو من ناحية الخرطوم يدعى كوبري بري، وما إن تهرع ــ تهرع برضو أول مرة ــ المهم ما إن تهرع وتقطع الكوبري إﻻ وتجد اسمه قد أصبح كوبري كوبر، هذا الأمر يذكرني بحكاية “طرة وكتابة” في العملة المعدنية، أما إن طفقت تبحث في الصحف فلن تسمع له اسماً بخلاف كوبري القوات المسلحة، وقد ظل الأمر على هذا المنوال، العاجبو عاجبو والماعاجبو يتصرف بس دون أن يحلق حواجبه لأن مشهده بدونها لن يسر الناظرين بالطبع.
ومن الديوك ديك أبزهانه، وله قصة مؤثرة وطريفة، لكن يصعب علي أن أسردها هنا لعدم معرفتي بها من قبل أصلاً، أشهر الكباري الخيالية، اقترحه نائب شرق السودان الشهير هاشم بامكار، وهو الذي قيل أنه وعد به ناخبيه لحل مشكلة الحج بين بورسودان وجدة ليصبح كداري بعد فوزه ووعده بتشييد كوبري بامكار على البحر الأحمر، كوبري النيل الأبيض القديم، عمل لخمسين عاماً في الهند قبل أن يقع في أيدينا لنجبره على العمل لخمسمائة عام أخرى دون مراعاة لحقوقه، وكذلك كوبري الحديد بحري، والكوبريان يتهددهم البيع كخردة حديد إن أوشكت الحكومه على الإفلاس فإنها حتماً ستلحقهما بمشروع الجزيرة في إطار التخلص من آثار اﻻستعمار البغيض والعزة للسودان، حديثاً ظهر كوبري المنشية بي هنا وكوبري الجريف إن كنت بي هناك، ودخل إلى غرفة اﻻنعاش بعد أقل من 10 سنوات على إنشائه، وهو الذي كنت قد أنشدت فيه مغازﻻً وقتها:
مبروك يا الجريف جاورتي للمنشية
وزي فتة عدس ختوكي جنب الشية
لكن يا شيه ما تمت، خسارة قالو اتفتس للإسف، وأبى أن يصمد ليقوم بصلة الأرحام بين الجريفين.
باقي الكباري والديوك لقيتا كتيرة فقررت أخلي الموضوع دا.
ودعناكم الله.
//////////////////

صفاصف
مصطفى أحمد الخليفة
في المنهج والتربية
أرّقت معركة (بيرل هاربر) الشهيرة في الحرب العالمية الثانية التي مسحت فيها طائرات (الزيرو) اليابانية وطياريها الانتحاريين، سمعة (البحرية الأمريكية) (بتراب) مياه المحيط الهادي، أرّقت هذه المعركة الخاطفة منام كل باحثي وعلماء ومحللي وسياسيي (العم سام) في سر هذه الهزيمة النكراء، ولم يهدأ لهم بال حتى توصلوا إلى أن الخلل والهزيمة كانا في (المنهج التعليمي) الأمريكي ودروس الوطنية، وصنع الإنسان الأمريكي، وبناء الأجيال المنتمية للقيم الأمريكية التي تصنع النصر، ولم يكن نقصاً في العدة والعتاد العسكري، وكما غيرت هذه المعركة مجرى الحرب وإلقاء القنبلة الذرية على (هيروشيما وناجازاكي) اليابانيتان اللتان ستسلمت على إثرهما اليابان للحلفاء، كذلك ألقى الأمريكيون قنبلة ثالثة على منهجهم التعليمي الذي عزوا إليه تلك الهزيمة في (بيرل هاربر) يقودنا هذا إلى (منهجنا الدراسي) الحالي الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، بل هو بالكاد (فك الحرف) وانتهاءً بأن الزعيم الأزهري (صينية) إن لم ندرك هذا المنهج وهذا النظام التعليمي، وهذه الفوضى الممنهجة فلن يحلنا (رفع) المقاطعة ولا (جر) مخرجات الحوار ولا (نصب) المحاصصة ولا (ضم) الفصائل وأكاد (أجزم) أنه كان منهجاً كيدياً (ونكاية) في حقبه من تاريخ السودان بل (حقبا) صنعها الناس بمجاهداتهم، وإن بدأت تصريحات خجوله لإعادة النظر في هذا المنهج ونظامه التعليمي، وأرجو ألا تكون جزءاً من الوعود التي تذهب أدراج التهدئات وحماسة المناسبات، لا نريد المنهج القديم بحذافيره (بخت الرضا) كما ينادي البعض بل منهجاً يخرج من روح القرن الواحد وعشرين وتطلعات هذه الأجيال وحاجة العصر وتاريخ هذه الأمة، لأن ليس نحن من يدرسه بل هذا الجيل فلا تحشوا رؤوسهم بكوابيسنا وحنيننا بل أملؤها بأحلامهم وتطلعاتهم وشوقهم للمعرفة وروح العصر دون مزايدات ومكابرات يدفعون (همو) ثمنها وليس (نحن).

//////
ياعمك.. سلام وعوافي
عاملين كيف ونوركم طافي
طارق اللمين?️
_ _ _ _ _ _ _
العيش كالمديدة الحارة
والختيف عجيب وخرافي
والفول خمسة بس بي مية
لا حار لا كبار لا دافي
الدوا زي هلال العيد
تشمو وبكره يصبح مافي
والغاز زي تلات تسعات
مستف في البكاسي ولافي
ونارو الانقطع دخانا
بس.. رشت لهيبا مطافي
والكان مستكين وأمالو
في البرنامج الإسعافي
خاض الطين وسب الدين
ودنقر في ترابكم سافي
مشلهت بين صفوف بنزين
وبين بنج المشافي المافي
وكل حيلتو الدعا ألفي جيبو
بين المستشفيات (ياشافي)
شن فرق السيادي وبشه
أو – – والينا والمتعافي
وشن معنى السلام بالكمشه
ياريت لو سلامكم صافي
صوتكم مالو بقى زي بشه
مبحوح وانصرافي وجافي
وتاني تزن في راسنا الغشه
في عتمة صبرنا المافي
سائلين (مدني) كيف نتعشي
هل بي جغمه موية صافي؟
ولي نصوم وبس نتمشي
نتفشي ونسب طرافي
التلميذ يكوس في عيشه
متوسد كتابو وحافي
وست البيت مناها اتوسد
الصاج والدقيق الكافي
لا الحرية تعني الفوضى
والجوع والكهارب المافي
لا المدنيه خاليه ضمير
ومسئوليه سمها خافي
حليب البدره غالي ومافي
بنزين المصانع مافي
ميتين البضايع مافي
كنتين المواجع مافي
بنزين الفواجع – كافي
الواطا البتصبح مافي
كل حياتنا مافي ومافي
نحن وكت مرقنا بصاري
شقينا الدروب سيافي
مرقنا عشان نلاقي العزه.
جاتنا العزه – شن المافي؟
هتفنا مع خليلنا وعزه
في وش الضلام الطافي
ماقبلت نفوسنا الحقره
واتحدينا ظلم خرافي
كيف اليوم ح نقبل تاني
كان صدام وكان قذافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى