الرأي

صيام.. وإفطار على الإثم..!

د. مرتضى الغالي
(رمضان براءة) من الإفطار التآمري الذي دنّس به الفلول ساحة الحرية..! فهم لم يقصدوا به إكرام الشهر الكريم الذي يجفف النفوس من الغل و(صنائع الشر) ويهذب الألسنة (ويقيّد الشياطين بحبائلها) ويداوي أمراض القلوب ويحث على التوبة وعدم التمادي في الباطل..!! هذا الإفطار الأثيم حسبناه من الأمور السخيفة التي لا تستحق الوقوف عندها ولا التعليق عليها .. ولكن تبيّن لنا بعد شيء من المراجعة والتأمل في طبيعة (الكائنات الإخونجية) أن هذا اللقاء ظاهره التحدي وباطنه التآمر وأنه لم يكن مجرد لقاء للإفطار والتعارف؛ بل هو (لقاء مخدوم) للجمع بين أشتات من الموتورين والمأجورين والمحروقين من زوال الإنقاذ وعهد البغي والنهب.. فقد تكشّفت من أحاديث منظمي هذا اللقاء الذي غاب عنه (الأدب الرمضاني) عبارات وإشارات تهديد لا ينبغي السكوت عليها منها أن أحد متحدثي اللقاء قال إنهم على اتصال بقادة النظام البائد في سجنهم وذكر واحداً منهم (ليته لو لم يذكره)..! وقال إن الذين يحكمون البلاد (أنجاس) و(سنفرتق البلد طوبة طوبة اذا لم يتم الحكم بالإسلام).. فهل رأيت مثل هذا الجهل والتنطع وسوء الأدب..؟! وبالله عليك هل هذا خطاب متدينين أم (عصبجية)..؟! ولماذا لا تقول: سنبني الوطن طوبة طوبة حتى ولو رفضوا الاستجابة إلى هدايتنا..؟! هل هذا هو آخر ما لديكم من وطنية ودين..؟ فإما أن تحكموا بالقهر وإما أن ترق كل الدماء ويتم (فرتقة) الوطن طوبة طوبة…؟! هذا نوع من التآمر على الدولة والتهديد بالإرهاب ينبغي التصدي له (بقوة القانون) حتى نقطع الطريق على الذين يريدون قهر الوطن (بقانون القوة)..!
ورغم القناعة بقوة الثورة ورسوخها واستعداد الشعب للذود عنها وإغلاق الباب على أنف هذه الجماعة إلا أن ما ورد في هذا الإفطار المسموم يجب أخذه بجدية.. لأن هناك صلة واتصالاً بين الذين نظموه ورتّبوا له مكانياً وزمانياً.. وبين فلول وإنقاذيين وإخونجية في سجن كوبر وخارج السودان وداخل القوات النظامية والخدمة المدنية ومتحالفين معهم ومتطرفين و(أرابيب جهالة) ومنتفعين قطعت الثورة عليهم طريق الشعوذة ودوائر طامعين ولصوص دولارات يدفعهم الحنين إلى أيام النصب والكسب والحرام ودعاة كذبة خرّبت الثورة عليه حياة (التخبيص) والمتاجرة بالدين.. إلى آخر هذه الأصناف التي جمعت بينها الإنقاذ في (مسيرتها القاصدة) عن طريق (الضغط الاسموزي) والجاذبية الشعرية لأن (شبيه الشيء منجذبٌ إليه).. فما بالك بنظام جمع معتادي الإجرام من كل شاكلة ولون واستمرأ العربدة والتدمير والتضليل والنهب ثلاثين عاماً والآن يعودون للمطالبة بحكم الشريعة على طريقة الإنقاذ أو أن (يفرتقوا البلد).. بعد كل هذه التجربة المريرة لا يريدون أن (ينكشحوا) من وجه الشعب.. والغريب أن خطيب الإفطار قال بأنه (باقون على العهد)..! فعلى أي عهد هم باقون..؟! عهد شريعة المخلوع المدغمسة ونهب الحاكم بأمره مال الدولة ونقله إلى بيته..؟! أم عهد تعذيب الناس واغتصابهم في الأقبية المظلمة وقتل الآلاف وحرق القرى وتمزيق الوطن وحماية اللصوص ونشر الفساد وخيانة الأمانة.. عهد القيادات المتوضئة التي تحمي (كونتيرات المخدرات) حتى أصبح الواحد من جماعتكم المبرورة يأتي إلى السلطة (أباطو والنجم) فإذا به يمتلك أكثر من 200 مسكن و66 شركة و15 فيلا و7 قصور و40 سيارة و13 حساباً مصرفياً وملايين الأفدنة وأموال سائلة تملأ الشاحنات.. وعندما تصدر المحكمة عليه حكماً مخففاً يصرخ ويقول (حسبنا الله ونعم الوكيل)..لا ينطق بها إيماناً واحتساباً وإنما (احتجاجاً وبجاحة) ومعه محامٍ على استعداد للشهادة “عمياني”.. من نوع (وروني العدو واقعدوا فرّاجة) يحث موكله المتهم بالسرقات وتخريب الاقتصاد بأن يرفع عقيرته بالتكبير (فهم يسرقون ويصيحون: الله اااااكبر)..! وحسبك الله من بعض المحامين الزلنطحية الذين يُظهرون علامات الحزن من باب مجاملة المتهم.. ودواخلهم ترقص فرحاً بقبض الأتعاب..!! الله لا كسب الإنقاذ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى