الرأي

شيطنة اتفاقية سيداو .. سياسات إخوانية من حقبة ما قبل الإنترنت!!

نقوش
لؤي قور

إبان الحرب الأهلية السورية، أغلق الدواعش مدينة (الرقة) السورية عن العالم، وأقاموا فيها شرعـ(هم)، ابتداءً من إعدام النساء بذرية الاشتباه!! في الزنا، وبيع الجواري في أسواق مخصصة لذلك، وحرصوا على إخفاء كل ذلك من أعين العالم كانوا يحاولون بعث دولة الخلافة من جديد عبر إخضاع وترهيب كل من يعارض مخططاتهم. لكن شغلهم الشاغل كان أن تنعزل (الرقة) عن العالم، كيما يتاح لهم صنع ما كانوا يصنعون. وبذات الطريقة حاول التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في نسخته السودانية، عزل السودان عن العالم، واستفادوا أيما استفادة من وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب. بل ووجدوا العدو الذي (يُبرر) استثنائية ما يفعلون في هذه البلاد (المستهدفة) من غول (الخارج)، ليظل السودان منطقة مظلمة، تناسب الفكر الإخواني وقد عزموا على زراعته في تربة البلاد، وما كان له أن ينموبالطبع إلا في عتمة ديكتاتوريتهم متطاولة الأمد.
واليوم وتحت شمس ثورة ديسمبر الساطعة، تخطو حكومة الثورة الانتقالية خطوات واسعة تجاه الانفتاح على العالم بعد طول عُزلة، سعياً لتحقيق الوعود التي بذلتها الوثيقة الدستورية وأفردت لها باباً بعنوان مهام الفترة الانتقالية، منها الحقوق والحريات. ويأتي فيها إصلاح النظام العدلي، وإصلاح القوانين والتشريعات كيما تتماشى مع القانون الإنساني الدولي، والتوقيع على المعاهدات الدولية المتعلقة بالحريات والحقوق. لكن (الفلول)، وبعد أن استيأسوا من انقلاب الثورة المضادة، الذي يعيدهم للسلطة على ظهر دبابة، لجأوا لما يبرعون فيه في حربهم على الثوار، وهو بث الإشاعات، واختلاق الأخبار الكاذبة على وسائط التواصل، باستخدام بعض عناصر الأمن الشعبي المحلول، والذين تم تفعيلهم بعد أن استشعر الفلول تراخياً من حكومة الثورة في التعامل مع رموز النظام المُباد، وإنفاذ القانون في مواجهتهم. فتزايدت حملاتهم الإعلامية التضليلية عبر الوسائط، وكان لاتفاقية منع كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) نصيباً كبيراً من تلك الحملات، دخلت فيه حتى الدراما الإخوانية (الممولة من رموزهم الهاربين إلى تركيا)، بقصد تشويه الاتفاقية، وإظهارها على غير ما هي عليه، وبمعلومات مغلوطة، في محاولة لخداع البسطاء من السودانيين وخلق رأي عام رافض التوقيع على الاتفاقية. على الرغم من ترحيبهم بذات الاتفاقية إبان عهدهم البئيس في محاولات خداعهم للخارج. والاتفاقية في مجملها لاتعدو التشديد على عدم التمييز ضد المرأة على أساس النوع في مجتمع مُعاصر، وهو ما يناسب نضالات المرأة السودانية عبر التاريخ، وما حازته بفضل نضالها من مكتسبات، ابتداءً بانتزاع حق الأجر المتساوي للعمل المتساوي، وحتى دخول أول سيدة سودانية للبرلمان. لتأتي لعنة الديكتاتوريات من لدن ديكتاتورية نوفمبر، ومايو، وذلك العهد الإخواني الغيهب، والتي أقعدت بمسيرة المرأة أيما إقعاد. لكن تداعى الثوار والثائرات من ناشطين وإعلاميين لتصحيح الصورة بشأن اتفاقية سيداو، ومواجهتهم لحرب الفلول الإعلامية الكذوبة بالحقائق الساطعة، ألقت عصاها فإذا هي تلقف ما يأفكون، على الرغم من الضعف البين لإعلام الثورة الرسمي، والتوقيع مع تحفظات (غير مبررة)، على بنود اتفاقية مكافحة كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
جاء في المادة الخامسة من الاتفاقية:
تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة لتحقيق ما يلى:
(أ) تغيير الأنماط الاجتماعية والثقافية لسلوك الرجل والمرأة، بهدف تحقيق القضاء على التحيزات والعادات العرفية وكل الممارسات الأخرى القائمة على الاعتقاد بكون أي من الجنسين أدنى أو أعلى من الآخر، أو على أدوار نمطية للرجل والمرأة؛
)ب) كفالة تضمين التربية العائلية فهماً سليما للأمومة بوصفها وظيفة اجتماعية،والأعتراف بكون تنشئة الأطفال وتربيتهم مسؤولية مشتركة بين الأبوين على أن يكون مفهوماً أن مصلحة الأطفال هي الاعتبار الأساسى في جميع الحالات.
وجاء في المادة السادسة:
تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريعى منها، لمكافحة جميع أشكال الاتجار بالمرأة واستغلال بغاء المرأة.
وجاء في المادة العاشرة:
تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة لكى تكفل لها حقوقاً مساوية لحقوق الرجل في ميدان التربية، وبوجه خاص لكي تكفل، على أساس المساواة بين الرجل والمرأة:
(أ) شروط متساوية في التوجيه الوظيفي والمهني،والالتحاق بالدراسات والحصول على الدرجات العلمية في المؤسسات التعليمية على اختلاف فئاتها، في المناطق الريفية والحضرية على السواء، وتكون هذه المساواة مكفولة في مرحلة الحضانة وفي التعليم العام والتقني والمهني والتعليم التقني العالي، وكذلك في جميع أنواع التدريب المهني؛
(ب ) التساويفي المناهج الدراسية، وفي الامتحانات، وفي مستويات مؤهلات المدرسين، وفي نوعية المرافق والمعدات الدراسية؛
(ج)القضاء على أي مفهوم نمطي عن دورالمرأة والرجل ودور في جميع مراحل التعليم بجميع أشكاله، عن طريق تشجيع التعليم المختلط وغيره من أنواع التعليم التي تساعد في تحقيق هذا الهدف، ولا سيما عن طريق تنقيح كتب الدراسة والبرامج المدرسية وتكييف أساليب التعليم؛
(د) التساوي في فرص الحصول على المنح والإعانات الدراسية الأخرى؛
(هـ) التساوي في فرص الإفادات من برامج مواصلة التعليم، بما في ذلك برامج تعليم الكبار ومحو الأمية الوظيفي، ولا سيما البرامج التي تهدف إلى التعجيل بقدر الإمكان بتضييق أي فجوة في التعليم قائمة بين الرجل والمرأة؛
(و) خفض معدلات ترك الطالبات الدراسة،وتنظيم برامج للفتيات والنساء اللاتي تركن المدرسة قبل الأوان؛
(ز) التساوي في فرص المشاركة النشطة في الألعاب الرياضية والتربية البدنية؛
(ح) إمكانية الحصول على معلومات تربوية محددة تساعد على كفالة صحة الأسر ورفاهها، بما في ذلك المعلومات والإرشادات التي تتناول تنظيم الأسرة.
يخطئ الفلول الحساب إن ظنوا أن بث الإشاعات والأكاذيب سيؤتي أكله في سودان ما بعد الثورة، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واستعادة حصانة السودان السيادية، وانفتاحه على العالم، ليقدم نفسه من جديد كدولة صاعدة. ويخطئون الحساب أيضاً إن ظنوا أن أرض السودان لا تزال خصبة للتعاطي مع ما يبثون من جهالات، أو أن عقارب الساعة ستعود للوراء، بعد أن زالت عن غيهم الحجب، وانكشف المستور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى