الأخبار

سلطات الانقلاب توقف تقديم وجبات توفرها منظمة لألف تلميذة

الديمقراطي ــ لبنى عبدالله

كشف مستند صادر من محلية أم درمان، عن توقف وجبة الإفطار المجانية لتلميذات مرحلة الأساس بمدرسة الصفوة، مربع (7) غرب أم درمان.

وعملت منظمة (كلنا قيم)، منذ العام 2018، على تقديم الوجبات المجانية، على خلفية بكاء الأطفال في فترة (فسحة) الفطور بسبب الجوع وضعف التحصيل الذي كشفه المعلمون بالمدرسة وقتها.

وقال المسؤول عن الوجبة المجانية، السر مصطفي خلف الله: “تفاجأنا بقرار إغلاق المطبخ المجاني الذي يتم فيه إعداد وجبة الإفطار لألف تلميذة من بين 1030 تلميذة بمرحلة الأساس من الأسر الفقيرة.

وأضاف: “قبل العام 2018 كانت بعض التلميذات في فترة (فسحة) الفطور يحضرن لمكاتب المعلمين في حالة بكاء بسبب الجوع ومجموعة متعففة تظل بالصفوف، وعقب تدوال الوضع إعلاميا، تبرعت منظمة (كلنا قيم) بتوفير وجبة الافطار للتلميذات”.

وأشار إلى أن المحلية “قررت توقيف الوجبة المجانية بعد تداول معلومات غير دقيقة عبر قروب (واتساب) تقول إن المدرسة وزعت مشروبات منتهية الصلاحية وهي معلومات عارية من الصحة”.

وأضاف: “وفقا لذلك، حضرت مسؤولة الصحة بمحلية أم درمان لأول مرة منذ تأسيس المدرسة، مدفوعة بمعلومات (واتساب) غير صحيحة وأوقفت الوجبة المكونة من بليلة عدسية وفول يتم حشوه كسندوتشات، وتوضع في اطباق ليتم توزيعها على التلميذات”.

وكشف عن أن مسؤولة الوحدة الصحية طلبت تصديق لـ(البوفيه)، موضحا بقوله “لا يوجد بوفيه، بل مطبخ في منزلنا تطوعنا أن نقوم بإعداد الوجبة فيه وتوجد منظفات للأواني، ويعد الفول أو العدسية على النار ويضاف اليها الملح والشمار وزيت ويتم حشوها.. ومنذ العام 2018 لم يحدث أي مكروه لتلميذ، لكن ايقاف الوجبات عطل الدراسة بسبب عدم تحمل التلميذات الجوع”.

في ذات السياق، كشفت الباحثة الاجتماعية والنفسية بالمدرسة، عن دخول التلميذات في صدمة عند إبلاغهم بعدم توفير الوجبة.

وقالت في حديثها لـ (الديمقراطي): “في طابور الصباح وبوصفي الباحثة الاجتماعية ومسؤولة توزيع وجبة الفطور، أبلغت التلميذات أن المدرسة لن توفر وجبة الإفطار لأسباب فنية.. أحسست بصمت ووجوم في وجوه التلميذات.. وعندما جاء زمن (الفسحة) طلبت شقيقتان من بين التلميذات بالصف الرابع، الذهاب للمنزل تحت ضغط الجوع، وسمحت لهن بذلك”.

وتابعت: “سمعنا صراخ التلميذات بسبب إغماء إحدى الطالبات بسبب الجوع، وقامت زميلاتها برشها بالماء لتستفيق، الأمر الذي جعل إدارة المدرسة تخرج جميع التلميذات قبل انتهاء اليوم الدراسي بسبب الجوع، الذي تمثل في صمت ووجوم في وجوه التلميذات على عكس الأيام السابقة عندما كان يتم توزيع الوجبة، حينها كانت تسود حركة التلميذات وضجيجهن”.

وذكرت أم لطالبات بالمدرسة، أن المدرسة توفر وجبة الإفطار عبر مسؤول لجنة الحي، والذي تطوع بإعدادها بمنزله بمساعدة أسرته.

وقالت: “نثق في هذه الأسرة التي ظلت مصدرا لمساعدة الأسر، خاصة وأن أغلب النساء من الأمهات بمنطقة الصفوة يخرجن صباحا للعمل بالسوق”.

وتابعت: “أنا أعمل بمطعم باليومية وسافر زوجي لمناطق التعدين، أعود إلى البيت عقب أذان المغرب لأحضر لطفلاتي وجبة واحدة من بقية ما يتركه الزبائن واعتمد بصورة كبيرة على الوجبة المجانية لطفلاتي، وتفاجأت بأن المحلية منعتها”.

ورددت: (لا برحموا ولا بخلوا الرحمة تنزل). وشددت على ضرورة إعادة الوجبة لجهة أن أغلب الأسر تعاني الفقر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى