الرأي

رمضان كريم

لثورة ديسمبر العظيمة ذكريات أليمة مع شهر رمضان المعظم، فقد حول العسكر هذا الشهر الفضيل من شهر للعبادة والتسامح إلى شهر للضرب والقتل والسحل وسفك الدماء دون استحياء من المولى عز وجل، ناهيك عن الضمير الإنساني، وجعلوا منه علامة فارقة بعدم اعترافهم بالتعاليم الدينية وعدم احترام قداسة الأيام الحرم.
أمام أبواب القيادة العامة للجيش، وتحت أنظار قواتنا المسلحة (بكل أسف)، تكرر ضرب الثوار العزل الصائمين أكثر من مرة، حتى وصل الأمر ذروته في التاسع والعشرين من الشهر الفضيل، حيث اجتمع الجنجويد مع بقايا الأمن الطلابي ومتمردي الحركات وبقايا الكيزان داخل الأجهزة الأمنية، لتنفيذ أكبر مجزرة شهدها الشعب السوداني ضد أبنائه.
غداً تعود إلينا تلك الذكريات بحلوها ومرها، والإخوة المسيحيون يرفعون فوقنا الخيام لحمايتنا من الشمس ونحن نؤدي صلاة الجمعة، والحركة الدؤوب مع اقتراب الاذان، والناس يأتون من كل صوب لمشاركة المعتصمين الإفطار، والوطن كله يجتمع حول تلك الإفطارات شرقه وغربه شماله وجنوبه، في ملحمة وطنية رفض العسكر والفلول أن تصل إلى غاياتها، وأكل الحقد والغل قلوبهم، فتآمروا لتشتيتها.

مصابي مجزرة القيادة

بكل أسف، في كل مرة تحاول السياسة استغلال هذا الشهر الفضيل لتمرير أجندتها الخبيثة، حيث تم الإعلان على أن التوقيع النهائي للاتفاق الإطاري وتشكيل الحكومة الانتقالية، سيتم خلاله على اعتبار الهدوء الروحاني الذي يسوده، لكن الثورة لن تتوقف لو حاد المجتمعون عن أهدافها في إبعاد الفلول والمتأسلمين عن مفاصلها، وتكوين حكومة كفاءات غير حزبية، مع الشروع في تنفيذ العدالة الانتقالية وتكوين المحكمة الدستورية، وإلا ستحول لجان المقاومة ليالي هذا الشهر الفضيل إلى ملاحم بطولية وتعلن عن مواكب ليلية تحول ليالي الوطن إلى نهار، ويتحول سكون الانتظار إلى حراك لا يتوقف.
لنرفع الأكف جميعاً في هذا الشهر الفضيل شهر الخير والعبادة وعقب كل صلاة بأن يحفظ الله هذا الوطن العزيز، وأن يزيح عنه غمة اللجنة الأمنية والجنجويد والحركات المتمردة، وأن ينصر شبابه ويفتح لهم طريق المستقبل بتكوين حكومة مدنية ديمقراطية، ونسأل الله أن ينتقم من الفئة الضالة من المتأسلمين والأرزقية، وأن يحشرهم في جهنم مع المنافقين والكذابين، إنه القادر على كل شيء.
رمضان كريم..
والثورة مستمرة..
والقصاص أمر حتمي..
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى