الرأي

رغم كل شيء

هكذا

* عاش السودانيون ظلاماً حالكاً طيلة ثلاثة عقود؛ بل حتى الضوء القليل الذي غمر السودان لوهلات قليلات في فترات سابقة ما كان سببه حكومةً وطنية للأسف؛ بل كانت السلطات التي أعقبت الاستعمار تأخذ وجهه وسمته وجبروته وأكثر.

• انتفض الشعب كثيراً طلباً للحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الأثقال التي تنهك كتفيه؛ رغم الخيرات التي ظلت تربض تحت قدميه؛ ولكن للأسف لم تستطع أية حكومة فك شفرتها الواضحة جداً.

• أكثر ما أنهك البلاد الكبيرة ما كان الحرب التي استمرت لأكثر من نصف قرن، ولا قلة الموارد الطبيعية، ولا البشرية، ولا الجهل أو الأمراض ولا الفقر.

• ما أنهك السودان واستنزف موارده وقدرة شعوبه على الاحتمال ومواجهة متطلبات الحياة هو انعدام إرادة التغيير لدى قادته.

• ظلت مفاتيح حكم السودان بالخارج أبداً، وظل قادته يرتهنون لأجندات غير وطنية بل ويتسربلون بالخيانة لأنهم كانوا يقدِّمون مصالح دول أخرى وشعوب أخرى على مصلحة السودان وشعوبه؛ طمعاً في البقاء على سُدة السلطة ورغبةً في كسب أصدقاء لهم لا لبلادهم.

• مؤسف أن تاريخنا الشخصي كشعب جسور تواق للحرية والانعتاق ظل يكتبه الخونة والأقزام دوماً.

• هذه ليست كتابة داخل نظرية المؤامرة والأيديولوجية، هذه للأسف النتيجة التي يمكن أن يصل لها أي تحليل منطقي؛ إذا وضعت مليون ميل مربع من الأراضي الخصبة والغنية بالكنوز مقابل فقط ما يقل عن الأربعين مليون نسمة؛ ونظرت إلى النتيجة الطبيعية والنتيجة الماثلة.

• الأراضي الخصبة والأنهار العظيمة، والذهب والصمغ العربي والثروة الحيوانية؛ والمحصلة دولة فقيرة مثقلة بالديون والأمراض وانعدام البنى التحتية وآفاق الحلول.

• الخروج من هذا النفق يكون بكسر الحلقات الآثمة، وتحطيم الأطواق التي تخنق السودان وشعوبه، بتحطيم الأوثان السياسية، والنظر إلى ما فيه مصلحة السودان فقط.

• جاءت الثورة لتمنع اختطاف البلاد ومقدراتها لمصلحة حفنة شريرة لا تراعي إلا لمصالحها الضيقة؛ وستستمر الثورة ضد هذا الاختطاف متى ما حدث

• آن الأوان ليحكم المنطق والعقل والمعرفة والخبرة؛ لا العباءات واللحى والقفاطين.

• أجيال كثيرة حلمت بسودان معافى وغنت له، وتحطمت آمالهم كل مرة، فانكفأوا على أنفسهم، حمل بعضهم حقيبته وهاجر، مات من مات على السنبك، ووصل من وصل إلى سواحل لا تعرف “علي المك وصلاح” وإبراهيم اسحاق ولا تطربها أغنيات وردي وصالح الضي وود الأمين؛ فغرقوا أكثر في مساختها رغم توفر ما تركوا بلادهم من أجله.

• مع كل ثورة وانتفاضة يكبر الحلم كل مرة، وتشرق الآمال، رغم كل شيء

• نتمنى أن تكون هذه البداية؛ رغم كل شئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى