الرأي

رحم الماء

سارة الجاك

كان صباحاً مملوءاً بالتحدي والشوق لزيارة سد الكوع رحم حوى ماء كفل الحياة لعدد من البشر مزارعين كاد اليأس أن يودي بسبل عيشهم، إلا أن هذا الحال كان نصب أعين أخرين، يعملون لأجل تبديله بأحسن منه، تمثلوا في الحكومة ومنظمات مجتمعية،  وتم الموافقة على أنه الخيار الأنسب في هذه المنطقة، في الفترة من مايو 2014 إلى ديسمبر 2016، مستهدفاً مجموعة من السكان تمتد لمسافة 50 كيلو متر، حول وادي الكوع في شمال دارفور، ويقدر عدد المستفيدين منه ب 22.300 نسمة موزعين علي 21 قرية، بعد قيامه تم حصر المياه للإستفادة منه على أوسع نطاق، حيث وصل إلى أراضي لم تصلها المياه قبل 20 عاماً.

أقيمت لجنة السد بعدد من الأفراد الذين ينتمون إلى قبائل  مختلفة جمعهم السد الذي أصبح شريان حياتهم، اجتمعوا لأجل المحافظة عليه، لحصر تيار المياه لمنع الجرافات، يشترك معه في ذات المجرى كل من سد كرقة وسد سيل قضيم، تلقى المشاركين في لجنة السد تدريبا كاملا، يعينهم للقيام بمهامهم المختلفة وقد حوى التدريب معلومات أهلت المتدربين ليكونوا مرشدين زراعيين مثلتهم هنا عزيزة محمد عبدالله، التي قالت:كنت قبل قيام السد أعمل بالزراعة التقليدية، بعد قيامه تم تدريبي على مهارة تدريب الأرض إلى ثنائي ثلاثي رباعي، لايشمل التقسيم مساحة غير مزروعة نسبة لزيادة السكان، لكننا نغير أنواع المحاصيل التي يتم زراعتها، ففضلنا زراعة الذرة ليكفي حاجة السكان في القرى المجاورة.

قال آدم إبراهيم محمد 55 سنة، قبل السد كانت الأرض عبارة عن صحراء جرداء، لنا فيها 750متراً ساهمت الأسرة بمساحة 650 متراً لمصلحة القرى المجاورة، ووضعنا خطة لتسليم المهندس الفني المختص.

وبعد إرتواء الأرض تحولت مهمة السد من تخزيني إلى تحويلي، ولم تقتصر الزراعة على الإكتفاء الذاتي وانتقلت إلى مرحلة التسويق فبدلا من زراعة نصف فدان أو نصف مخمس ، أصبح يزرع من 3 مخمسات إلى 5 أفدنة، اختلفت فيها أنواع المحاصيل وتشكلت بين الطماطم والعجور والبطيخ والتمباك الماريق وطابت وتمت إضافة القوار واستخدام البذور المحسنة للذرة والكركدي، اللوبا عدس، الفول المصري، اللوبا الكردفاني.تحولت حياتنا من ضنك العيش إلى نعيمه بفضل براكتيكال أكشن ومعاونوها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى