الرأي

ديمقراطية الصحة الطب النبوي والاستثمار الإخواني الطفيلي في العلاج.. ضرورة تأميم مستشفيات الفلول الخاصة

حيدر إبراهيم علي


من ضمن مخططات الإسلامويين في خلق الأزمات تعقيد مشكلة العلاج والدواء بقصد إثارة غضب الجماهير وإحراج الحكومة الانتقالية. إنهم يستغلون تردي الخدمات في المستشفيات العامة وغياب الوقاية ثم انعدام الدواء من خلال مافيا الدواء النشطة ومن أهم أدوات سيطرة عصابة المشروع الحضاري الإسلاموي كانت احتكار والسيطرة على قطاعي التعليم والصحة باعتبارهما حاجات أساسية للمواطنين. وكان من رأيي دائماً إبعاد الإخوان من القطاعين بسبب المضمون الإنساني للقطاعين، لأن الأخ المسلم يعاني بالضرورة نقصاً في انسانيته بل يقتضي الانضمام للتنظيم التنازل من الشعور الانساني الحقيقي. هذه ليست مهمة سياسية أو نوعاً من التجن، ولكنه واقع نفسي وثقافي، فالإنسان في الفكر الإسلاموي ليس غاية أو هدفاً في حد ذاته بل وسيلة أو أداة لتغذية التنظيم أو الوصول إلى السلطة السياسية لذلك يغيب العنصر الإنساني في عقل ونفس الأخ المسلم ولا يبالي حينما يرسل مئات الشباب السوداني إلى محرقة الحرب في الجنوب باسم الجهاد والاستشهاد، ولا يتحرك ضميره حين يعذب زملاءه المعارضين في بيوت الأشباح.
كان من الطبيعي بعد أن استقرت لهم السلطة بعد انقلابهم المشؤوم أن يهرولوا نحو خصخصة التعليم وتخريب المستشفيات ليقوموا باحتكار القطاعين.
يروي عن أحد الأطباء الكبار وصاحب أقدم وأغلى مستشفى خاص أنه حين قيل له أن العلاج غالي في مستشفاه رد بفتوى قائمة على القياس:
العلاج زي الحج لمن استطاع إليه سبيلا!! وبالفعل تكاليف الكشف والغرف فوق طاقة أغلب الشعب السوداني أرقام فلكية تتم جبايتها في الاستقبال من ممرضين وممرضات غلاظ الأجسام والكبد وأصوات منكرة وملابس قاتمة فهم ليسوا ملائكة رحمة بملابس بيضاء بل عتاولة في أزياء تجلب الكآبة وهذا نظام التوفير من قبل أصحاب المستشفيات. والكارثة الحقيقية هي أن هذه الأموال المنهوبة لا تقابلها أي خدمات، فالعيادات خالية من أدنى الأجهزة الحديثة ويطلب من المريض أن يشتري حتى الشاش والقطن من صيدلياتهم الخاصة المجاورة، وفي الأسبوع الفائت شاهدت إحدى قريباتي في غرفة العناية الوسيطة (أقصد علبة العناية) في غرفة ضيقة بها سريران ومعها في الغرفة رجل غريب مريض، وكانت عارية المظهر والصدر بدون مريلة، نسيت أمراً مهماً: فقد وقفت الممرضة حتى تحرك النقالة أمام باب غرفة العناية قائلة:
تدفعوا أولاً 150 ألف تحت الحساب قبل أن أدخل النقالة إلى الغرفة! ولحسن الحظ كان أحدنا يحمل كرت فيزا ودفع المبلغ تحت الحساب. ورغم أن قرار العناية كان سريعاً وطارئاً ولمدة يوم واحد ولكن الدخول في الشبكات هين والتأمل في الخروج فهي الآن في يومها الرابع وكل مرة يقول الطبيب سوف نخرجها للعنبر العام، ولأن التكلفة أعلى يأتي كل يوم الطبيب بعد الساعة الثانية عشر ويقول هذا يوم جديد نخليها لبكرة!
التفاصيل كثيرة ومخجلة ولكن أختم بسؤال ساذج: هل الطب مهنة إنسانية أم مهنة استثمارية طفيلية! ونطالب وزارة الصحة بالتحرك والقيام بحملات تفتيش على هذه المستشفيات الطفيلية وهل تطبق الشروط والمواصفات التي منحت الإذن للعمل، كذلك تحديد حد أعلى للكشف وأسعار الغرف.
أما الحل الجذر فهو أيلولة هذه المستشفيات إلى وزارة الصحة باعتبار العلاج حق طبيعي للمواطن والدولة مسؤولة هي فقط عن تقديمه للمواطنين ولا بد من التعجيل في إصدار قرار تأميم هذه المستشفيات لأن مافيا الطب والدواء من الإخوان ستقوم باستغلال ظروف وباء الكورونا إلى أقصى حد وتستفيد من موسم الموت الجماعي بضمير ميت لا يعرف غير الربح والنهب والاستغلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى