صفحات متخصصةقضايا شبابية

حكايات من داخل مدارس البنات ….. تحقيق صفية صديق – الميدان

تحقيق صفية صديق – الميدان

ماذا يحدث فى المدارس ؟ وماهى طبيعة المشاكل الاجتماعية  التى تواجهها الطالبات فى سن المراهقة ؟ ومن المسئول ؟ الاسرة ؟  المدرسة ؟ المؤسسات التربوية ؟ وهل يمكن عزل مايحدث  من  وقائع اجتماعية عن مايحدث على الصعيد السياسى والاجتماعى  ؟  الميدان تطرح نماذج لحكايات بطلاتها طالبات بقصد فتح نقاش حول المشاكل الاجتماعية للطالبات ووضع حد لكل ما يمثل   انتهاكا لحقوق الفتيات ومسئولية المنزل والمجتمع  .

طلاق واشياء  اخرى  :

كالعادة خرجت (…) في الصباح الباكر من منزلها قاصدة المدرسة، إستغلت الترحيل الذي يقِلها للمدرسة إلا أنها لم تدخل  المدرسة ، لانها ذهبت مع شخص يستغل عربة خاصة , قامت زميلاتها باخطار المعلمة وعندما عادت الفتاة فى نهاية اليوم  الدراسى لترجع للمنزل بالترحيل الجماعى تحدثت معها المعلمة حول غيابها المتكرر من المدرسة وتحت ضغوط المعلمة ، اعترفت الفتاة بغيابها و تم استدعاء والدتها، واتضح من حديث الفتاة انها تقيم علاقات جنسية مع عدد من الرجال ,  ووسط انفعال الام التى اخذت تضربها بعنف قالت الفتاة ( انا عرفت هذه العلاقات من داخل المنزل من عامل الصيانة وابناء خالتى ولم اجد احد يوضح لى ان فى اقامة هذه العلاقات اى خطأ وقالت لوالدتها : لماذا تغضبين الان ؟ ) فكفت والدتها عن الضرب مذهولة لكنها اخذت تحكى للمعلمة قصة طلاقها من والد الفتاة واهماله لشأنها وانشغالها بالعمل لتوفير احتياجات الفتاة ..لكن المعلمة اكتفت فقط بفصل الفتاة من المدرسة !!

وحكاية  اخرى  :

هي قصة تعكس واقع ضحيته طالبة ثانوي في الخامسة عشر  من عمرها ، كانت تخرج كل يوم مع والدها الطبيب ليوصلها للمدرسة و يعود  نهاية اليوم الدراسى لترجع معه ، إلا أن ما يحدث كان عكس ذلك ، فبعد ثلاث أسابيع من الغياب المتواصل إتصلت المدرسة بالاب لتستفسره عن غياب إبنته فغضب من  المعلمة لانه موقن من حضور ابنته للمدرسة يوميا لكنه وبعد  متابعة لصيقة اكتشف ان ابنته تتردد على احد المنازل التى تدير  شبكة دعارة وانتهت هذه الحكاية  بشكل مأساوى فقدت فيه الفتاة حياتها على يد والدها !.

قالت معلمة بذات المدرسة التى كانت تدرس بها تلك الطالبة : أن قضايا الطالبات بالمدارس الثانوية كثيرة تحتاج بالفعل لمراجعة النظام التعليمي الذي أضحى غير جاذب إضافة إلى أن أغلب المعلمين غير مؤهلين للتعامل مع شريحة في سن المراهقة لذلك نجد ان المدارس الثانوية بها كثير من مشاكل الشباب فى هذه  السن وللأسف نجد أن الأسرة و المدرسة تتعامل مع الطالبة و كأنها مجرمة و ألاحظ بإستمرار الاهانة والإستفزاز للطالبات من قبل المعلمات لذلك لا غرابة في أن تحترف بعض طالبات المدارس السرقة فهن ضحايا للتفكك الأسري وتنصل الاباء من المسئولية    .

خطأ مُشترك..

إحدى المعلمات (متخصصة في علم النفس) قالت للميدان يوجد خلل كبير فى بعض المدارس فيما يتعلق بالتعامل مع الطالبات  وخلل فى العلاقة بين البيت والمدرسة وقالت : اذكر ان إحدى تلميذات الصف الأول حضرت أحد الأيام بمكياج كامل للمدرسة وعندما وبختها  المعلمة طلبت حضور ولي أمرها جاءت الام  وتشاجرت مع المعلمة لتقول لهم (دي المرحلة البتتخطب فيها البنات ولازم تعمل مكياج ولا  دايرنها تبور زيكم؟ ).. وقالت :  في رأيي ان  المدرسة هنا لم تقوم بدورها في تقديم الوعي للطالبة  كذلك والدتها هضمت حقها في أن تعيش طفولته و بالتالي يضحى الهدف من خروجها للمدرسة فقط البحث عن (عريس) و ليس التعليم .

صرامة  ورِقة. .

الخبير التربوي حسين الخليفة الحسن  قال : أعتقد أن العامل الأساسي في هذه  المشاكل يرجع  للمنهج – المدرسة- المُعلِم و الأسرة حيث أن كل هذه المنظومة شريكة في تربية  النشئ  ولتدارك هذا الموقف علينا أولاً مُراجعة المناهج و صياغتها بطريقة تتناسب و التغيرات الإجتماعية و تتوافق مع إحتياجات الطلاب والطالبات والمجتمع معاً و من جانب آخر على المدرسة أن تقوم بالاقتراب من طلابها طوال اليوم لتعرف فيما يفكرون و ما يحتاجونه من رعاية وتوعية وأعتقد أن من أسباب تراجع  المتابعة هو تكدس الفصول بالتلاميذ بطريقة يستحيل معها التعامل مع كل الطلاب والطالبات و تقديم النُصح لهم، و لابد ان يكون يجد الطلاب والطالبات القدوة الحسنة فى سلوك المعلمين  والمعلمات ويقع على الأسرة العبء الأكبر في متابعة  ورعاية الابناء  والبنات بشكل يمزج  بين الصرامة  والرقة ويشمل ذلك متابعة ما يشاهدونه فى القنوات الفضائية لا نها أصبحت تشكل محور تربوي خطيرعلى الأسرة الإنتباه له وارى ضرورة  بإرجاع مادة التربية الوطنية فهي جزء أساسي في تقويم سلوك الطالبات  والطلاب

الرسوم فى قائمة الاتهام

ويقول الخبير التربوي عيسى السرّاج أن العامل الإقتصادي أساسي و مُهم في هذه العملية  لأن الأزمة الإقتصادية جعلت ولي الأمر يلهث وراء توفير لقمة العيش وأصبح بعيداً عن أبناءه لدرجة ان البعض لايعرف أين يدرس أبناؤهم، إضافة إلى أن الرسوم التي تفرضها المدارس الحكومية والخاصة ويتم الطرد بسببها مما يقود عدد كبير من الطلاب والطالبات لقضاء النهار فى الطرقات ويصبحوا عرضة لشتى الاغراءات اضافة  لانشغال المعلمين والمعلمات وبحثهم  الدائم لتحسين اوضاعهم الاقتصادية  اضعف  ارتباطهم  بالمدارس واشار  عدد من الخبراء لتراجع عملية التوعية الصحية والجنسية سبب ضعف المناهج واصبحت إدارات المدارس تتعامل مع الطالبات في حدود الزي فقط دون الإهتمام بالقضايا الحقيقية..

جوانب  اخرى  للقضية  :

مدير مركز التأهيل الطوعي لرعاية المرأة و الطفل وإختصاصي علم النفس و الإجتماع دكتور ياسر محمد والذي إبتدر حديثه بحكاية واقعية من دفاتر عيادة نفسية قال أن بطلتها طالبة في المستوى الثاني بمرحلة الأساس عمرها (14) عام تربت في كنف أسرة  متماسكة وهى على درجة عالية من الذكاء ، أتت للعيادة النفسية بواسطة إحدى المعلمات حيث اكتشفت ادمان هذه الطفلة على تعاطى (البنقو) وبعض حبوب الهلوثة، نحن دائما نشير  لضعف الاسرة لكن فى مثل هذه الحالة اعتقد ان الاصدقاء هم  مجموعة مؤثرة جدا ولايمكن تجاهلها فى مخطط العملية التربوية اضافة للتغييرات الاجتماعية العميقة فى المجتمع السودانى التى  لابد من دراستها  بشكل علمى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى