الرأي

جريمة السكة الحديد.. الفاعل معروف

بالأمس اصبت بالدهشة مثل الكثيرين وانا اطالع البيان التوضيحي لوزير النقل ميرغني موسى، والذي شرح فيه ملابسات ما قام به بعض المجرمين عديمي الضمير والإنسانية والاخلاق والوازع الديني، من تخريب لخطوط السكة الحديد وسرقتها، وقد تفاجأ الركاب بتوقف القطار المتجه الى عطبرة من محطة الخرطوم فجأة وهو يسير بسرعة 70 كيلو فى الساعة، ليكتشفوا أن هناك من قام باقتلاع القضيب، ولولا لطف الله لوقعت كارثة إنسانية كبيرة، راح ضحيتها نفر عزيز من هذا الشعب. البيان أدان الجريمة واوضح انها تكررت كثيرا خلال الفترة الماضية، علما بان هناك عمليات تأهيل للسكة مستمرة الآن.
حقيقة لم أكن أتخيل أن هناك شخصا في هذا البلد يمكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة البشعة، ولكن تذكرت ان النظام المخلوع المغبون على السكة الحديد والعاملين فيها، سبق له وأن فعلها وبشكل رسمي ومعلن، ولذلك نمط الجريمة يؤكد أن الفاعل ليس مجرما عاديا، انما مجرم هدفه تخريب يؤدي إلى قتل مجموعة من الناس حتى يتم استغلال الأمر ضد الحكومة الانتقالية، وقد تجد الشرطة المسروقات مرمية في مكان ما كرسالة منه، وحتى وان فعلها مجرمون عاديون فالأمر تم بتكليف ودعم وإشراف عصابات المخلوع، فهذا عمل مقصود ومدروس ومخطط له بامكانات عالية.
وزارة النقل قالت إنها ابلغت الشرطة التي تولت التحقيق وتقوم بالإجراءات اللازمة، وحقيقة الشرطة يجب أن تجتهد في البحث عن هؤلاء وردعهم بأشد العقوبات فهذه ليست جريمة واحدة وانما جرائم عدة، فهي إتلاف وسرقة وشروع في القتل وخيانة للوطن والشعب، ويجب ان تعلن عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات أو يساهم في القبض على المجرمين فالأمر فعلا خطير ولابد من متابعة القضية مهما استهلكت من زمن وجهد.
طبعا هذا الحادث ليس الوحيد فقد تكرر كثيرا مع مؤسسات خدمية أخرى مثل المياه والكهرباء وغيرها، وكثير ما تحدثت مؤسسات عن تخريب وسرقات تعرضت لها، ولكن لم نسمع قط أن تم كشف الجهة الفاعلة وتمت محاسبتها، ولذلك نقول إن التساهل وعدم تطبيق القانون بحزم واستخدام الشرعية الثورية منح عصابة النظام المخلوع الفرصة للتمادي وتنفيذ ضربات موجهة للدولة اعتقادا منهم أنها تؤلم الحكومة وتحول الأمر لمصلحتهم.
اعتقد ان هذه الجريمة تنبه الحكومة إلى ضرورة حراسة السكة الحديد بشتى الطرق والوسائل، والقيام بدوريات مستمرة تتابع سلامتها في جميع أنحاء البلد، ويبدو أن النظام المخلوع لن يترك السكة الحديد تعود من جديد، فهو يعلم أنها شريان حياة يعيد للبلد القوة والنشاط والرخاء، وهذا بلا شك يدعم قدرات الشعب وهذا لا يعجبهم طبعا فكلما قوى عود الشعب تضاءل املهم في العودة ولذلك سيقفون ضد كل سبب يساهم في هذا الأمر.
عموما الحكومة الانتقالية تعرف جيدا مؤامرات النظام المخلوع وتربصه بهذا الشعب وممتلكاته ويفترض أنها قادرة على القبض على أي شخص يفكر مجرد تفكير في ارتكاب مثل هذه الجريمة، وهي الآن مسؤولة تماما عن كل ما حدث ويحدث، نرجو أن تستعد لما هو آت فهذه مجرد رسالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى