ثقافة ومنوعاتثمة ضوء

ثمة ضوء

سودان محمد المكي وعثمان حسين وثورة ديسمبر

إيمان آدم خالد

اخذ الزمان بهرجه كما اخذت الارض زينتها واكتست من سندس الحديث والقصيد في تلك الاماسي التي أضاء ليلها القمر المكي حفيد سيدي العارف بالله اسماعيل الولي الشاعر الأديب السفير محمد المكي إبراهيم الذي يزور البلاد هذه الأيام، حيث تم استقباله في المطار من قبل اللجنة التي تشكلت للترحيب به وتنظيم الاماسي الاحتفائية والتي بدأت في منتدى التميز بمجموعة دال ولم ترض ام درمان بليلة يتيمة لشاعر الاكتوبريات بل كانت بها ليلتان الاولى بمنتدى أبناء ام درمان والثانية بصالون الإبداع بالملازميين، احتفت به شمبات في ظلال نيمتها الرحيمة كما يرتب بيت الشعر في الثامن عشر من الشهر الجاري برنامجا للاحتفاء به، والحق اقول ان استاذنا محمد المكي قمين بهذا الاحتفاء قال عنه الشاعر مصطفى سند انه (كيميائي الكلمات) وانا اعرف الآن لماذا؟؟ محمد المكي يأخذ من كل شئ بقدر إذا زاد او نقص يفسد سحر نصه! يملك قدرة الكيميائي الذي يحوّل عاديّ المفردات لذهب الشعر الباذخ، هو سوداني الهوى موهّط للغاية في (بمبر) المحبة للسودان بمزاج كردفاني، عظيم اكسبته التجربة الحياتية المختلفة تواضع جم، رحيم بالآخرين، هو ابن السودان وهذا سودان محمد المكي..
حينما نقول النغم يمكن ان نذكر العديد من الأسماء التي غنت وتغني، لكن حينما نقول عبقرية النغم والغناء يملأ الروح صاحب “انت يا نيل يا سليل الفراديس” بمقدماته اللحنية الماسية والتي تعد فتحا جديدا في الغناء السوداني.
تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة عشر لرحيل الفنان الموسيقار عثمان حسين، هذا الفنان الذي جعل الغناء بابا للطف والجلال ما ان تلجه حتى تأخذك غشية ونشوة هي للصهباء أقرب، صوت به فرادة، شجى وشجن، شكّل وجداننا وهذّب ذائقتنا، ورتّق جراح الروح كما جعل للفنان هذا الحضور الجليل في المخبر والمظهر، وما بين (ريدتنا ومحبتنا وطيبة الأخلاق ومسامحك ياحبيبي) يتمثل ويهتز السودان طربا
هذا سودان عثمان حسين..

مالها هذه الثورة تدخل الفلول في (جحر ضب) (تخرجها) المواكب عن طورها وتفقدهم رشدهم
(إن وجد) ثورة صادقة، صادمة ومخيفة..
ثورة شعبية النسج والروح ليست صفوية ولا نخبوية.. انها من الشعب وللشعب ولذلك نجحت، ببساطة لأنها لا تحاصص، لا تساوم وليس لها أجندة خفية تربكها.. انها ثورة السودان..
انه سودان ثورة ديسمبر
سودان القدرة، الجبرة، البسالة، اللطف والجمال
انه السودان.. فهل تدركون جسامة الخطب وجلاله؟ هل؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى