ثقافة ومنوعاتصفحات متخصصة

ثمة ضوء ثقافية اسبوعية

مصطفى سيدأحمد المقبول.. ربع قرن من الشجن ولا أفول
إيمان آدم خالد
في السابع عشر من الشهرالجاري كانت الذكرى الخامسة والعشرين على رحيل الأستاذ مصطفى سيد أحمد المقبول وقد قيل في الأثر إن الإنسان يحمل شيئا من اسمه فيما يتصف، خليقة ما قد تخفى على الناس وقد تظهر؛ ولمصطفى من اسمه للعارفين به الكثير ولو قلنا أنه حمل أحد أسماء الرسول (ص) فقط فهذا كافي لكن لو استغرقتنا فتنة اللغة دارجها وفصيحها فنجد في اسمه الاصطفاء والتخير تحف والده السيادة والحمد فيلقى من الناس القبول الذي لا يلقاه إلا ذو (حظ عظيم).
مصطفى صاحب مدرسة لحنية فريدة ومشروع توعوي عظيم فتح في الأغنية السودانية نوافذ مغايرة في النصوص الشعرية التي انتقاها بعناية وعبره وصل العديد من الشعراء لأُذن المستمع لم يكن ممكنا أن يحسبوا من زمرة شعراء الغناء،لأن الغناء عند مصطفى لم يكن إمتاعا ولا تطريبا فقط بل رسالة وخندقا جماليا أخلاقيا مقاوما للظلم، للقهر، للجهل، وللعادية..
من منطقة ود سلفاب ريفي الحصاحيصا ولاية الجزيرة برز في نهاية السبعينات عبر مهرجان الثقافة رغم أن مهنته الأساسية هي التعليم ولعل هذي المهنة ألقت بظلالها على كامل سلوكه كفنان قدوة (أستاذ حقيقي لا صعلوك). عمل بالتدريس بالمدارس الثانوية لفترة طويلة من حياته، عرف عنه هذه اللونية المختلفة. ومساسه المباشر لقضايا البسطاء والمحرومين، في قالب لحني مختلف.
كان مفضلا من قبل النخبة، افترع جلسات الاستماع بالصوالين وكان فنان المثقفين وطلبة الجامعات، والبسطاء على حد سواء لذا كسب عداء السلطة.
ارتبط مشروع كثير من الشعراء بمصطفى سيد أحمد ؛ محمد طه القدال، مدني النخلي محمد الحسن سالم حميد، صلاح حاج سعيد، نجاة عثمان، قاسم أبو زيد لعل أبرزهم أزهري محمد علي الذي كتب في رثاء مصطفى سيد أحمد
نبت قندول
شتتناهو في البلدات
ولميناهو في زمن الجفاف محصول
كأنو الأرض ما فصّد وشيها لحد
ولا بدت الخليقة الموت
ولا انشق الأديم لي زول
مرق فد زول
أمناهو سر القول
سميناهو
ود سيد أحمد المقبول
ربع قرن من الزمن ومصطفى سيد أحمد في كامل حضوره وبهائه يأبى الأفول، فمن لم يسمع مصطفى ليتحسس ذائقته جيدا..
سطع هكذا وتوهج فينا ثم لم يأفل .. أنا لا أحب الآفلين
غنيت ما فضلت شي
وسدرت كملت المشي
غربت شرّق بالوطن
شرقت غرّب بالوطن
أعياك وأضناك الشجن
إن يوم سمعت نضم عرب
أو نوبي غنى شدا ورطن
أنغامك الفاتنات ترن
وتسجلن
جواب مرسل للبلد
يا هادي يا زول يا مريح
يا خطوة من زولا كسيح
يا ضحكة في الزمن الضنين
البي الفرح دايما شحيح
يا مصطفى
يا أرهفها
يا زهرة بتعطر أيادي البقطفها
طبت حياَ وحياً ..
**


رسالة إلى إيلين
الطيب صالح
عزيزتي إيلين،
الآن انتهيت من فض حقائبي. أنت عظيمة ولست أدري ماذا أفعل بدونك. كل شيء يلزمني وضعتِهِ في الحقائب. تسعة قمصان ((فان هوسن)) ثلاثة منها لا تحتاج للكيّ. ((أغسلها ونشفها وألبسها)). وأنت تعلمين أنني لن أفعل شيئاً من هذا القبيل. ربطة العنق التي اشتريتها لي في العام الماضي في بوند ستريت، وجدتها مع خمس كرافتات أخرى. ((خمس كرافتات تكفيك. أنت لن تخرج كثيراً ولن يدعوك أحد لحفلة. وإذا دعيت فلا تذهب)). كم أحببتك لأنك لم تنسي أن تضعي في حقائبي هذه الربطة … ربطة عنق قرمزية اللون، واحدة من ملايين الأشياء الصغيرة التي تشد قلبي إليك … في مثل هذا الوقت من العام الماضي، بعد ثمانية أشهر من معرفتي إياك، في القطار الذي يسير تحت الأرض، الساعة السادة والناس مزدحمون، ونحن واقفان وأنت متكئة عليّ، فجأة قلت لك: ((إنني أحبك. أريد أن أتزوجك)). احمرّ خداك والتفت الناس إلينا. طيلة ثمانية أشهر عرفتك فيها لم أقل لك أنني أحبك. كنت أتهرب وأداري وأزوغ. ثم فجأة وسط الزحام، في الساعة السادسة مساء، حين يعود الناس التعبين مرهقين إلى بيوتهم بعد عمل شاق طيلة اليوم، فجأة خرجت الكلمة المحرمة من فمي وكأنني محموم يهذي. لا أعلم أي شيطان حرّك لساني، أي ثائر أثارني، ولكنني شعرت بسعادة عظيمة، في تلك الساعة، في ذلك الجو الخانق، بين تلك الوجوه الكالحة المكدودة التي اختفت وراء صحف المساء. ولما خرجنا ضغطت على يدي بشدة، ورأيت في عينيك طيفاً من دموع، وقلت لي: ((إنك مهووس. أنت أهوس رجل على وجه البسيطة. ولكنني أحبك. إذا رأيت أن تتزوجني فأنت وشأنك)).
ثمانية أشهر وأنا أتهرب وأحاور وأحاضر. أحاضرك في الفوارق التي تفرقنا. الدين والبلد والجنس. أنت من إبردين في سكتلندا وأنا من الخرطوم. أنت مسيحية وأنا مسلم. أنت صغيرة مرحة متفائلة، وأنا قلبي فيه جروح بعدُ لم تندمل. أي شيء حببني فيك؟ أنت شقراء زرقاء العينين ممتثلة الجسم، تحبين السباحة ولعب التنس، وأنا طول عمري أحن إلى فتاة سمراء، واسعة العيون، سوداء الشعر، شرقية السمات، هادئات الحركة. أي شيء حبَّبك فيَّ، أنا الضائع الغريب، أحمل في قلبي هموم جيل بأسره؟ أنا المغرور القلق المتقلب المزاج؟ ((لا تتعب عقلك في تفسير كل شيء. أنت حصان هرم من بلد متأخر، وقد أراد القدر أن يصيبني بحبك. هذا كل ما في الأمر. تذكر قول شيكسبير. كيوبيد طفل عفريت. ومن عفرتته أنه أصاب قلبي بحب طامة كبيرة. مثلك)). وتضحكين، ويقع شعرك الذهبي على وجهك فتردينه بيدك، ثم تضحكين ضحكتك التي تحاكي رنين الفضة. وذهبنا إلى مطعم صيني واحتفلنا، وكنت نسيت أن اليوم هو يوم ميلادي. أنا لا أحفل بأمسي ولا بيومي وأنت تحفلين بكل شيء. أنت تذكرت، فأحضرت ربطة العنق القرمزية هذه. كم أحبك لأنك وضعتها بين متاعي.
عزيزتي إيلين،
هذه هي الليلة الأولى بدونك … منذ عام. منذ عام كامل. ثلاثمائة وخمس وستون ليلة، وأنت تشاركينني فراشي، تنامين على ذراعي، تختلط أنفاسنا وعطر أجسادنا، تحلمين أحلامي، تقرأين أفكاري، تحضرين إفطاري، نستحم معاً في حمام واحد، نستعمل فرشاة أسنان واحدة، تقرأين الكتاب وتخبرينني بمحتواه فأكتفي بك فلا أقرأه. تزوجتني، تزوجت شرقاً مضطرباً على مفترق الطرق، تزوجت شمساً قاسية الشعاع، تزوجت فكراً فوضوياً، وآمالاً ظمأى كصحارى قومي. الليلة الأولى عداك يا طفلة من إبردين ـ وضعتها الأقدار في طريقي. تبينتك وآخيتني. ((يا أختاه. يا أختاه)). البذلة الرمادية التي تؤثرينها ـ ((ثلاث بدل أكثر من الكفاية. رجل متزوج يقضي شهراً مع أهله لن يحفل بك أحد، ولن تهتم بك صبايا بلدك، ولا حاجة بك إلى هندمة نفسك والاعتناء بشكلك. ومهما يكن فإن شكلك لا تجدي معه هندمة. أذهب وعد إليّ سليماً: إذا ضحكت لك منهن فتاة فكشر في وجهها)).
اطمئني قلن تضحك لي فتاة. أنا في حسابهن كنخلة على الشاطئ اقتلعها التيار وجرفها بعيداً عن منبتها. أنا في حسابهن تجارة كسدت. لكن ما أحلى الكساد معك.
الليلة الأولى بدونك. وبعدها ليالٍ ثلاثون كمفازة ليس لها آخر. سأجلس على صخرة قبالة دارنا وأتحدث إليك. أنا واثق أنك تسمعينني. أنا واثق أن الرياح والكهرباء التي في الأثير والهواجس التي تهجس في الكون، سترهف آذانها، وستحمل حديثي إليك. موجات هوج من قلبي، تستقبلها محطة في قلبك. حين تنامي مدّي راعك حيث أضع رأسي على الوسادة، فإنني هناك معك. حين تستيقظين قولي ((صباح الخير)) فإنني سأسمع وأرد. أجل سأسمع. أنا الآن أسمع صوتك العذب الواضح تقولين لي: ((أسعد في عطلتك ولكن لا تسعد أكثر مما يجب. تذكر أنني هنا أتضوى وأنتظرك. ستكون مع أهلك فلا تنسَ إنك برحيلك ستتركني بلا أهل)).
أتمّ الخطاب وثناه أربع ثنيات ووضعه في الغلاف، ثم كتب العنوان. ورفعه بين إصبعيه وتمعنه طويلاً في صمت كأن فيه سراً عظيماً. نادى أخاه الصغير وأمره بإلقائه في البريد. مرت بعد ذلك مدة لم يعرف حسابها، لعلها طالت أو قصرت، وهو جالس حيث هو لا يسمع ولا يرى شيئاً. وفجأة سمع ضحكة عالية تتناهى إليه من الجناح الشمالي في البيت. ضحكة أمه. واتضح لأذنيه اللغط، لغط النساء اللائي جئن يهنئن أمه بوصوله سالماً من البلد البعيد. كلهن قريباته. فيهن العمة والخالة وابنة العم وابنة الخالة. وظل كذلك برهة. ثم جاء أبوه ومعه حشد من الرجال. كلهم أقرباؤه. سلموا عليه وجلسوا. جيء بالقهوة والشاي وعصير البرتقال وعصير الليمون. شيء يشبه الاحتفال. سألوه أسئلة رد عليها، ثم بدأوا في حديثهم الذي ظلوا يتحدثونه طول حياتهم. وشعر في قلبه بالامتنان لهم أنهم تركوه وشأنه. وفجأة تضخمت في ذهنه فكرة ارتاع لها. هؤلاء القوم قومه. قبيلة ضخمة هو فرد منها. ومع ذلك فهم غرباء عنه. هو غريب بينهم. قبل أعوام كان خلية حيّة في جسم القبيلة المترابط. كان يغيب فيخلف فراغاً لا يمتلئ حتى يعود. وحين يعود يصافحه أبوه ببساطة وتضحك أمه كعادتها ويعامله بقية أهله بلا كلفة طوال الأيام التي غابها. أما الآن.. أبوه احتضنه بقوة وأمه ذرفت الدموع وبقية أهله بالغوا في الترحيب به. هذه المبالغة هي التي أزعجته. كأن إحساسهم الطبيعي قد فتر فدعموه بالمبالغة.
((طول الجرح يغري بالتناسي)).
وسمع صوت إيلين واضحاً عذباً تقول له وهي تودعه: ((أرجو من كل قلبي أن تجد أهلك كما تركتهم، لم يتغيروا. أهم من ذلك من أن تكون أنت لم تتغير نحوهم)).
آه منك يا زمان النزوح
//////////

والي ولاية الجزيرة يثمن الدور الكبير والفاعل للفنون
ثمن والي ولاية الجزيرة، دكتور عبد الله إدريس الكنين؛ الدور الكبير والفاعل للفنون والثقافة في إيصال رسالة السلام والمحبة ودعم الفترة الانتقالية.
وأكد والي ولاية الجزيرة لدى لقائه بمكتبه صباح 11/1/2021 المخرج التلفزيوني أحمد صلاح الجاك، مخرج مسلسل (المملكة المنسية) بحضور المدير العام لوزارة الثقافة والإعلام دكتور طارق مصطفى، أكد الدور المتعاظم للفنون في إنجاح التغيير وزيادة جرعات الوعي وتغيير ثقافة المجتمع والانفتاح نحو العالم.
من جانبه أشار مدير الثقافة والإعلام إلى دور الثقافة والفنون في الترويج لمقدرات الولاية السياحية والاستثمارية، إضافة للتعريف بالهوية السودانية وخلق جيل جديد معافى يجعل من الفنون أحد المرتكزات للشخصية السودانية.
فيما امتدح المخرج أحمد صلاح تعاون الولاية خلال تصوير المسلسل، وقال إن المسلسل في “10” حلقات جسَّد تحديات مرحلة الانتقال وخاطب جذور المشكل السوداني ورسَّخ للهوية السودانية ويروج للسياحة ويخلق فرص واسعة للاستثمار، وأضاف أن المسلسل تم تصويره في عدد من الولايات وراعى التنوع الثقافي والإثني، معلناً عن إهداء المسلسل لولاية الجزيرة.

**
ندوة فكرية في ذكرى محمود محمد طه
الديمقراطي ــ وكالات
بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاده، يقيم مركز محمود محمد طه الثقافي؛ ومركز دراسات وأبحاث الديمقراطية والمجال العام، الندوة الفكرية الثانية تحت عنوان (الدين والمجتمع والدولة)، وذلك بقاعة المؤتمرات بكلية كمبوني للعلوم والتكنولوجيا. يبدأ اليوم الأول، يوم الاثنين “18” يناير الحالي بزيارة إلى بيت الأستاذ محمود محمد طه، وإنشاد عرفاني ووقفة الذكرى السنوية، وكلمة لأستاذة أسماء محمود وكلمة للأستاذ عصام خضر؛ الأمين السياسي للحزب الجمهوري، من ثم تنتقل الفعالية إلى كلية كمبوني بالخرطوم، حيث يفتتح الجلسة الافتتاحية الدكتور عبدالله الفكي البشير منسق الندوة، بينما يترأس الجلسة المطران دكتور مايكل ديدي مانقوريا مطران مطرانية الخرطوم للكنيسة الكاثولوكية، ثم كلمة مركز الأستاذ محمود التي ينتظر أن تلقيها الأستاذة أسماء محمود، وكلمة مركز دراسات وأبحاث الديمقراطية والمجال العام يقدمها الأستاذ مجدي عزالدين، وكلمة نيافة لويس ميغيل كاردايا سفير الفاتيكان بالسودان وإرتيريا، وتختم الجلسة بكلمة وزير الثقافة والإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح.
وتتناول الجلسة الأولى (جدلية الدولة الدينية والمدنية والعلمانية) التي يترأسها البروفيسور حسن أحمد علي، ويقدم الأوراق كلٌّ من دكتورة فاطمة العاقب، ورقة عن “جدلية الدولة الدينية والدولة المدنية دراسة تحليلية في كيفية تحول الدولة الدينية إلى دولة مدنية الدولة الأموية نموذجاً واستفادة الأنظمة الحديثة من التاريخ السياسي”.
في ذات الوقت يقدم الدكتور الواثق كمير ورقة بعنوان (الدين والدولة جدل العلمانية في السياق السياسي السوداني) ــ مداخلة بالفيديو ــ بينما يقدم الدكتور هشام عمر النور ورقة بعنوان (ما بعد العلمانية استعادة الدين العقلانية للمجال العام).
وتختم الجلسة الأولى بورقة الدكتور جعفر نصر بعنوان (علمية أم علمانية مفهوم الدولة عند الأستاذ محمود محمد طه.. تساؤلات وملاحات) ــ مداخلة بالفيديو.
ويأتي عنوان الجلسة الثانية (الفرد والمجتمع والتعليم) التي يترأسها الدكتور إبراهيم جمعة آدم ويقدم الأب خورخي كارلوس الكايدي ورقة عن (مساهمة الكنيسة الكاثولوكية في التعليم بالسودان).
ويقدم المهندس خالد عبدالله ورقة بعنوان (الفرد والكون والمجتمع في فكر الأستاذ محمود)، بينما يقدم الدكتور قصي همرور ورقة بعنوان (فناء الدولة وبقاء المجتمع). وتختم الجلسة بورقة للدكتور مجدي عزالدين بعنوان (الفلسفة الاجتماعية في كتابات الأستاذ محمود).
وفي اليوم الثاني الموافق “19” يناير الحالي يترأس الدكتور قاسم بدري الجلسة التي تأتي تحت عنوان (تطوير شريعة الأحوال الشخصية)، حيث تقدم الدكتورة فاطمة أبو القاسم (دراسة نقدية لقانون الأحوال الشخصية لسنة 1991م مع نماذج حية من الواقع)، بينما يقدم الدكتور سامي عبدالحليم ورقة بعنوان (إدماج القيم المدنية في قوانين الأحوال الشخصية)، ويقدم الدكتور عبد الله علي إبراهيم ورقة بعنوان (طريقهن للتحرر سيدوا لازم يعني) ــ مداخلة بالفيديو ــ وتختم الأستاذة أسماء محمود الجلسة الأولى بورقة بعنوان (قانون الأحوال الشخصية لسنة 1991م بين الدين والشريعة والقانون المدني)
من جهتها، تترأس الأستاذة سلافة أبو ضفيرة الجلسة الثانية التي تأتي بذات العنوان السابق، حيث يقدم كلٌّ من الدكتور نضال عيسى كريف ورقة بعنوان (المرأة والتحديث النوعي للشريعة قراءة تحليلية مقارنة في مشروع الأستاذ محمود) ــ مداخلة بالفيديو ــ ويقدم الدكتور إسماعيل صديق والدكتور عبدالإله كنة محجوب ورقة بعنوان (منهجية محمود محمد طه في كتابه خطوة نحو الزواج في الإسلام وتطوير شريعة الأحوال الشخصية). وتختم الجلسة بورقة للأستاذة بثينة تروس بعنوان (المرأة وثور ديسمبر الدور الثوري والمصلحة في التغيير).
وفي السياق تأتي الجلسة الثالثة بعنوان (قضايا التعايش والحوار بين الأديان) التي من المقرر أن تترأسها الأستاذة هدى عثمان سليمان القباني، وتستعرض في هذه الجلسة عدداً من الأوراق للدكتور محمد جلال هاشم (مقاربة فقه ما بعد الحداثة القرآن كلام الله يفسر أم يؤول؟) كما يقدم الأب دييقو دالي كايوناري ورقة بعنوان (المفهوم الكاثوليكي للحوار ما بين الأديان) وتقدم الأستاذة سالي ذكي ورقة بعنوان (جدلية الإسلاموفوبيا والتعبئة في السودان). وتختم الجلسة بورقة للمهندس جبريل محمد الحسن بعنوان (الفكر في الرسالة الثانية من الإسلام).
وتأتي الجلسة الرابعة بعنوان (تجارب مع محمود محمد طه ومنهجه في تحرير الفرد وتنمية المجتمع ) التي يترأسها الأستاذ السر السيد، حيث من المقرر أن يقدم كلٌّ من الدكتور عبدالله النعيم ورقة بعنوان (منهج تحري الفرد وتنمية المجتمع في آن معاً عند الأستاذ محمود) ــ مداخلة بالفيديو ــ ويقدم الدكتور عبد الله ايرنست ورقة بعنوان (تسع سنوات مع الأستاذ محمود) ــ مداخلة بالفيديو ــ ومن جهته يقدم الأستاذ يوسف جورج سليمان ورقة بعنوان (تجربتي مع الأستاذ محمود) ــ مداخلة بالفيديو. وتختم الجلسة بورقة للأستاذ مأمون التلب بورقة بعنوان (الكون خيال في التعريف الفردي والشعري للأستاذ محمود).
وفي الأثناء تترأس بروفيسور سعاد بابكر الجلسة الأولى من اليوم الثالث والتي تأتي بعنوان (الثورة والتغيير والانتقال الديمقراطي)، حيث يقدم دكتور عطا البطحاني بورقة بعنوان (ثورة ديسمبر في السودان خطوات في مسار التغيير الكوني)، بينما يقدم دكتور جمعة كندة ورقة بعنوان (نحو سياسات بديلة لإدارة والاحتفاء بالتنوع الديني في السودان حالة إدماج الحقوق والحريات الدينية للأقليات المسيحية في السياسات والمؤسسات العامة).
من جهته يقدم دكتور عبدالله البشير الفكي ورقة بعنوان (محمود محمد طه ومشكل الهوية وقضايا التهميش في السودان). ويختتم المهندس أبوبكر بشير خليفة الجلسة الثانية بورقة بعنوان (الدستور في الفكرة الجمهورية).
ويترأس الجلسة الثالثة الأستاذ عصام خضر التي تأتي بعنوان (الحرية وتجسيد المعارف) ويقدم الأوراق كلٌّ من الأب سامي فريد ورقة بعنوان (مفهوم الحرية الدينية في الفكر المسيحي ما بين الحرية والتشريعات)، كما تقدم الدكتورة عائشة نظيف رضوان ورقة بعنوان (الحرية والفردية في نظر الأستاذ محمود محمد طه ) ــ مداخلة بالفيديو ــ وبدورها تقدم الدكتورة كنزة القاسمي ورقة بعنوان (الفكر الحر من الحصار إلى الإعدام الشهيد محمود والرسالة الثانية من الإسلام) ــ مداخلة بالفيديو. وتختم الأستاذة محاسن يوسف الجلسة بورقة بعنوان (على منصة الإعدام.. سير طي وميت حي الموت في التمثلات الاجتماعية في السودان).
أما الجلسة الرابعة والأخيرة بعنوان (خطر التفكير على حرية الفكر في الفضاء السوداني) التي يترأسها الأستاذ الحاج ورَّاق، حيث ينتظر أن يتحدث فيها كل من الأستاذة أسماء محمود والأستاذ كمال الجزولي والدكتور محمد جلال هاشم والدكتور هشام عمر النور والأستاذة رشا عوض.

**
مشهد سردي في رواية جديدة.
فضيلي جمّاع
تضجّ صالة الوصول بالمسافرين. يتفقدون بطاقات الأمتعة على الحقائب قبل وضعها على الزحّافات. البعض منهم توجهوا بأمتعتهم صوب بوابة الخروج الضخمة. وضع الرجل البدين إحدى حقائبي على زحافة إلى جواره. فعل ذلك بسرعة ودون إذني. إنحنى ليرفع حقيبتي الأخرى. قبضت على ذراعه معترضاً:
– الأفضل كان نتفاهم قبل ترفع عفشي. مش كدة؟
مسح قطرات العرق المتصبب من جبينه وصدغيه. وفي ابتسامة باهتة قال:
– ما بنختلف يا أستاذ. صدِّقْني ما بنختلف!!
أحسست بشيء من الانكسار في لهجته. أردف مبتسماً:
– أخوك عوض المدفع. كل المسافرين في الصالة دي بعرفوني!
طلب خمسة عشر دولاراً. وبعد جدال، رضي على مضض أن أدفع له عشرة دولارات مقابل أن ينقل لي أمتعتي خارج الصالة، حيث يكون رضوان في استقبالي كما وعد. قال وهو يرتب الحقائب على الزحافة:
– صدقني يا أستاذ العشرة دولار دي أدفع منها ضريبة المطار ودمغة الشهيد ودمغة زاد المجاهد. أحسبها. وشوف يجيني كم من العشرة دولار؟
أضاف وعلى وجهه مسحة حزن لا مراء فيها:
المتلي ما بسرق يا أستاذ
تلفّتَ يمنةً ويسرة، قبل أن يتحرك بالأمتعة صوب بوابة الخروج. قال بصوت أقرب إلى الهمس ــ وكأنه يحدّث ذاته:
– لكن منو اليومين دي اليقول للحرامي إنت حرامي!!
طلبتُ منه أن يتوقف. نظر نحوي معتذراً:
لا تأخد في خاطرك يا أستاذ الكلام دا ما ليك إنت
أدخلت يدي في محفظتي. أخرجت ورقتين من فئة العشرة دولارات. وبسرعةٍ دسسْتُ العشرين دولاراً في جيب قميصه وأنا أبتسم. قصدت بهذا التصرّف أن أقدّم له اعتذاري
قال محتجّاً:
ما تفهمني غلطْ يا أستاذ! أنا اتفقْتَ معاك على العشرة
قلت وفي صوتي ما يفصح عن أسفي على ما بدر منّي
العشرين دولار دي حقّك يا أخوي عوض. والله لا تقول شِي.
إغرورقت عيناه بالدمع. حاول أن يتكلم. غلبته العبرة. شدّ على يدي بقوة وهو يبتسم. ثم إمّا تحركنا خطوتين صوب بوابة الخروج، مسح دمعه بكمّ قميصه. قال وكأنما قصد أن تصلني فحوى كلماته:
. البَلَد لسّعْ بخير والله بلدْنا لسّعْ بخير
تفتح جملته كوّة في الذاكرة. وكأنما الذي قال هذا الكلام شخص آخر وفي ساعة غير هذه الساعة. ترنّ ذات العبارة في أذني؛ فأرى طيف إنسانٍ آخر يقف أمامي! رأيت وأنا أتأمّل وجه عوض المدفع ــ صورة الضبيب خواجة، يوم جاء لوداعي قبل أربع سنوات. ملامح لإنسان تكاد تهدّ كاهله الحياة. لكنه ممسك بزمام الأمل وحبل التفاؤل. كل أهل رويانة يعرفون الضبيب خواجة. اختلفت الروايات حول الأسباب التي جعلته يدمن الخمر، لكنه رغم ذلك لا يتسوّل أحداً. قد يعمل حمالاً. أو يعمل راعياً للمواشي بأجرٍ يكفي أن يسد الرمق ويجلب الكسوة. يتحدث الإنجليزية بصورة جيدة. اختلف الكثيرون حول مراحل التعليم التي أكملها. عرف عنه أنه لا يحب من يسمونهم بالفقهاء ورجال الدين. وكثيراً ما شوهد حين تلعب الخمر برأسه مشيراً بسبابته في الهواء.. ومحذراً بأعلى صوته: أعملوا حسابكم من فقهاء البلاوي !
أذكر لحظة جاء يودّعني. سلمّ على أبا الناير. وقف أمامه متأدباً. طلب منه أبّو الناير التفضل بالجلوس. كانت أم الدقم التي تراقب المشهد من التكل قد غلبتها عاطفة الأمومة. عجّلت بصحن عصيدة بملاح تقلية. وضعتها أمامه بلطف دون أن تنبس بكلمة. رأينا الشفقة تكسو وجهها. وقف الضبيب خواجة واضعاً كلتا يديه على صدره وهو يردد الدعاء لها بالعافية وطول العمر. ربتت هي بدورها على كتفه بحنو بالغ. مسحت دمعةً بطرف ثوبها وهي تقفل عائدة إلى التكل. طلب منّي أبو الناير أن أقاسمه الفطور ولو بلقمتين نزولاً
على طلبه.
قال لي بهدوء يشوبه الحزن وأنا أرافقه إلى الباب:
. تجينا راجع بالسلامة. وإذا في العمر بقية بنتلاقى يا أستاذ
دسست في جيبه ورقة نقدية. حاول أن يعيدها لي لكني أصررت أن يقبلها مني. قال:
ما تفهمني غلط يا أستاذ. أنا جيت أودّعك.
نظر في وجهي لبرهة، ثم عانقني مودّعاً وهو يدعو لي بالتوفيق. ختم بقوله.
– بلدنا بخير ما دام فيها أمثالك.
أظنها عزة وكبرياء النفس التي وجدتها في عوض المدفع تلك التي أعادت لي طيف الضبيب خواجة. يعرف الضبيب أنه فقير يصارع من أجل لقمة العيش. لكنه لا يقبل صدقة من أحد. ولا يريد أن يحسبه الناس متسولاً أو محتالاً.
نرى جموعَ المستقبلين خلف البوابة الزجاجية الضخمة. يلوّح لي رضوان مبتسماً من بعيد. وإذ أرفع يدي لأحيِّيه، أسمع صوتاً على مقربة منّي يهتف باسمي. ودون أن التفت عرفت صاحب الصوت. ربت الرائد شرطة كوال دينق على كتفي. قال مازحاً وبلغته الأصل، إذ يعرف أنني أتحدثها.
(مونج، لأنو؟ نانجيين ماااث توينغ.)
(يا زول جاري وين؟ خلينا نسلم عليك بالأول).

عانقته وأنا أعانق فيه وطناً حلواً باختلاف عشائره ولغاته وألوانه! كنا نضحك ولا ندري ما الذي يضحكنا، سوى أنّنا نعرف أن ليس باستطاعة أيّ مستبد أن يجعل من وطننا زنزانة؟
** ينتظر صدورها في النصف الأول للعام الحالي بإذن الله.
**
حديثٌ معه على انفراد
قصيدة ــ للشاعر بشير أبوسن
-1-
المنافي
الدماءُ على الظهورْ
الجنودُ يحطمون البابَ
قنبلةُ النزوحِ
جنازةُ الأحلامِ
مسبحةُ الرضا المقهورْ
البنادقُ في الجباهْ
الجدارُ على الشفاهْ
والإلهْ
حين يشرَقُ بالبخورْ
والقبورُ على القبورْ
تلكمُ النارُ التي
كانت رماداً في الصدورْ
هل تراها!
جالساً متلفّحاً بالبردِ
يا سطانكَ الهشّ الهزيلْ!
2
ربما حلمٌ تقولُ
وربما ما زلتَ نائمْ
الأصابعُ لامعاتٌ في الخواتمْ
والنياشينُ عليكْ
صار صدرُك متحفَ الموتى
وتاريخَ الجماجمْ
الجنود يمزقونَ الليلَ
عن موسى أخيرْ
قد يقاومْ
يهمسون الآنَ
لا تقلِقْ منامكَ لا عليكْ
إنه المُلكُ الذي ساقه الله إليكْ
جالساً متلفّحاً بالهمّ
يا سلطانكَ الهشّ الهزيلْ
ربما حلمٌ تقولُ
وأنت تغرَق في الوسائدْ
قربكَ امرأةٌ لتطلقَ كلَّ خيلكِ
كلّ ليلكَ
ثم تضحك تحت حَقويْها
وتحتفل الرجولةُ فيكَ
تندلعُ الموائدْ
وجهُكَ الآن يغطي
ضاحكاً شرِهاً
غواياتِ الجرايدْ
الجنودُ يمزقون الليلَ دونكَ
عن مغنٍّ
ذاب في اللحْنِ الأخيرْ
ربما غنى عن الطيرِ المطارَدِ
والمطارِدْ
يهمسون الآن
لا تقلَقْ جنابكَ
لا عليكْ
إنه المُلكُ الذي ساقه الشعبُ
إليكْ
جالساً متلفّحاً بالليلِ
يا سلطانك الهش الهزيلْ
3
لا شيء في ذكراك غيرُك
والحشودُ تنوم تصحو حين تومي
والتحياتُ الركوعُ أمامَ وجهكِ
والعباءاتُ الثقيلةُ
والسكوتُ الموتُ حين تذوبُ
في بطنِ العروشْ
لا ظلّ لَكْ
يا ظلّ كل الناسِ
باسمكَ يلهجُ الفقرا
وتنتعشُ النعوشْ
لا جيش لكْ
يا سيد الدنيا وسلطان الجيوشْ
جالساً متلفّحاً بالخوفِ
يا سلطانك الهش الهزيلْ
4
حينما يتساقط الليلُ غناءً في الكؤوسْ
حينما يتثاءب الوقتُ
ويرنو للجلوسْ
ويدب الصمتُ في ذهنِ المجرّةْ
حينما تهتزّ أحشاءُ الأسِرّةْ
والرؤوسُ على الرؤوسْ
والدخانُ يموت في حلْقِ البنادقْ
والورود تقوم في بطن الخنادقْ
تدركُ الآن المصيرْ
ساقطاً من صهوةِ الجندِ المريحةْ
عارياً من مشية النصرِ
ضئيلاً
لابساً من بعد لمْعاتِ النياشينِ
الفضيحةْ
الْآنَ يا مولاكَ
تدركُ لمْ تكن إلا سحابةْ
حدقتْ في الأرض دهراً
ثم أمطرتِ الكآبةْ
لم تكن إلا ذبابةْ
فوق وجه بلادنا حطّتْ
فهشّتها الأغاني
5
تدركُ الآنَ
الزغاريدَ، الأناشيدَ
النوافذَ ضاحكاتٍ في ظلام السجنِ
صوتَ الصبيةِ المبحوحَ
صدرَ الفتيةِ المفتوحَ
تشتمّ الدماءَ تفوح من كفّيكَ
تبصر في مراياك الهزيمةْ
عندها تتساقط الجُدُرُ القديمةْ
وتحسّ الخوفَ في الحرّاسِ
ترتعشُ الستائرُ
وهي تُخفي عنكَ
صوتَ الميتينَ
حقيقةَ الأشياءِ
تسقطُ منكَ يا مولاكَ أبّهةُ القصورْ
تَحصد الآن البذورْ
المنافي
والدماء على الظهورْ
والقبورْ
صرخةٌ تهتز من مأساتها
يا ميّتَ العينينِ
جدرانُ العصورْ
ديسمبر 2020
**


دلالات وجماليات الاغنية السودانية مصطفى سيد احمد نموذجاً
الديمقراطي- الخرطوم
نظمت أكاديمية السودان لعلوم الاتصال والتدريب الإعلامي ضمن منتداها الشهري ” الأفق المفتوح” ، بالتعاون مع جمعية أصدقاء مصطفى سيد احمد، ومنتدى 17 الرحيل المر، بمقر الاكاديمية الأحد ندوة ثقافية فنية بعنوان (دلالات وجماليات الأغنية السودانية – مصطفى سيد أحمد نموذجاً)، تخليداً للذكرى الخامسة والعشرون لرحيل الموسيقار القامة مصطفى سيد أحمد .
وخاطب الندوة الناقد الفني الأستاذ مصعب الصاوي، وعقب على حديثه الشاعر والناقد الأستاذ بدر الدين صالح، بالاضافة إلى مشاركات العديد من الشعراء والنقاد والفنانين.
وقدمت الندوة إضاءة حول الرمزية في الأغنية السودانية، حيث تحدث الناقد الفني مصعب الصاوي عن بداية الرمز في الأغنية السودانية، ودلالاته في أعمال الموسيقار الراحل، مشيراً إلى تنوعها واختلاف مصادر الرمز الثقافية والتراثية والدينية فيها .
وتضمنت الندوة مشاركات ومناقشات متنوعة من أحباب ومبدعي الراحل مصطفى سيد أحمد، كما تضمنت العديد من الفقرات الغنائية والشعرية وسط حضور شبابي وتفاعل فني لافت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى