الرأي

تعاهُد بمنعرج اللوى…!

د. مرتضى الغالي

أولاً (بالتبادي) هذه الثورة المُضمّخة بدماء الشهداء لن تنكسر لسبب (يبدو بسيطاً) وهو أن الشباب تعاهدوا بصدق ألا تضيع دماء رفاقهم هدراً وألا تذهب تضحيات جرحاهم ومفقوديهم هباءً.. ثانياً: إذا كانت بعض قادة القوات النظامية باتوا يقايضون على حفظ الأمن..فـ(تلك إذن كرّة خاسرة)..!! وهم بذلك لن يكسروا الثورة ولكن سيسجل التاريخ لهم بمداد من خزي.. سواد مصائرهم التي وضعتهم في هذه المواقع في هذه المرحلة من مسيرة الوطن.. وكل إنسان حيث يضع نفسه..! فإما أن يكون في صف الضمير والوطنية وإما أن يكون واجهة من واجهات الفلول المعطونة بالعار..ويمسي بين ركائب الذين عاثوا فسادا في الوطن وأناخوا في خيام الخيانة ومضارب الوضاعة التي تبيع الوطن بالدراهم وقطع الأراضي..! ولا نامت أعين الفلول والتابعين الذين لم يتطهّروا من (رجس الإنقاذ) ولم يفتح الله عليهم بأن يكونوا بين صفوف الشرفاء أو أن يتناغموا مع مهرجان الفداء الذي قدمه شباب الوطن ودفعوا فيه أرواحهم الغضّة فداء للكرامة والحرية ولم يلتفتوا وهم صفر اليدين إلى شيء من خشاش الدنيا الذي يتهالك عليه الكبار الذين ورثناهم من الإنقاذ؛ فكانت (تركة مبخوسة) و(ميراث زنيم) ولا يزالون وقد وخط الشيب منهم الفودين والقذال واللحية والشارب وهم يتشرّطون الآن على الوطن وأهله أما أن تطلقوا أيدينا وتقرّوا لنا بالسيادة و(العنطزة)..وأما أن نترك العصابات المأجورة تستبيح الوطن وتريع الآمنين وتسفك الدماء.. ألا ما أقبح هذا السلوك الموسوم بالابتزاز وخيانة الواجب الذي يؤديه النظاميون وحرّاس الأمن في كل الدنيا بأمانة الوظيفة.. لا كمن يجعل بندقية الآمن رهناً للمساومات وأداةً للكسب والارتزاق..!! هذه سكة مشؤومة سيحصدون ثمارها الشوكية المُرّة وسيكتب التاريخ أن عصابات من الجانحين انتصرت على قادة القوات التي أوكل لها الوطن واجب حماية الأرض والبشر ولكن  قادتها أرادوا (مرمطة) شرف الوظيفة والموقع بمساومات من تخريجات الفلول.. وهم بذلك إنما يمرمطون أنفسهم في وحل الخيانة ويتلاعبون باسم سجل شريف للجيش والشرطة ومؤسسات الأمن عندما كانت تعرف معنى الواجب..حتى والوطن تحت الاحتلال.. .!!

انظر أين تقع مصلحة الفلول في الخراب والتخريب وقِسْ عليها ما يصدر من بعض الذين يشاركون من مواقعهم في إدارة دفة الفترة الانتقالية..! تأمل كيف يتصرف بعض من وضعتهم الأقدار في سلك القيادة ومواقع المسؤولية عن حماية الوطن وستجد بينهم انقاذيون (بلحمهم وشحمهم) وستجد معهم مَنْ يضع نفسه (بالقصد والنية والهوى) في صف الفلول..!..وستجد آخرين  ينساقون كالأنعام نتيجة تشرّبهم بسلوك الإنقاذ القبيح في طحن حقوق الناس وامتهان كرامة البشر..وستجد آخرين من ناقصي الكفاءة والمتقاعسين عن أداء مهامهم..وستجد بين هؤلاء وأولئك مأجورين..وستجد أيضاً مرضى الحنين إلى عهد الرشاوى والأتاوات..ولكن إذا كان كل هؤلاء يظنون أنهم يمكن أن يكسروا الثورة فهم واهمون.. وهنا تتكاثف على المواطنين وعلى لجان المقاومة وشباب الثورة مهام جديدة لسد الثغرات التي تنتج عن سلوك قادة القوات النظامية والأمن تجاه الفلول وعصاباتهم.. فهذه الثورة اندلعت لتبقى تحت حماية السودانيين جميعهم.. والتلاعب بأمن الناس هو آخر ما في كنانة الفلول المهترئة من (أسهم صدئة)..! هذا هو التحدي.. والذي شاهد ملاحم ثورة سبتمبر المجيدة أو سمع بها سيعرف لمن يكون النصر.. فالأمر الذي كان عليه الحال عندما خرج الشباب بأيدٍ عارية وظهوٍر مكشوفة كان (أسوأ وأخطر) مما يواجهه الوطن حالياً.. فقد كانت الإنقاذ محتشدة بكل زبانيتها وميليشياتها وبكل طغاتها المعتوهين سافكي الدماء..وكانت صولة الباطل وآليات الغدر في كل المسالك والدروب.. فماذا كانت النتيجة..؟ ومَنْ فاز بالجولة..؟! ..لن يفلح الظالمون..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى