الرأي

تحالف بين الغباء والتآمر..!

د. مرتضى الغالي

الذين حركوا هذا الشغب والهجمات التخريبية أغبياء كشفوا عن أنفسهم..! فهي حركة مفضوحة ولا يحتاج الوطن إلى فتاشة ليعرف من هم (آباء السفاح) الذين حركوها وسمحوا بها، لأن الدنيا كلها تعلم أن هبة الشعب التي أسقطت الإنقاذ بموجاتها المليونية لم تنزع لافتة واحدة في الشارع أو تكسر نافذة جانبية لسيارة مركونة، كما أن الثوار لا يسرقون! ويجب أن يعلم الجميع أنها حركات شغب مخططة بالتوازي، خرجت بظن أن الناس يمكن أن يزهدوا في ثورتهم وأن الإنقاذيين يمكن أن يمهدوا لانقلاب عسكري بهذه الموجة التخريبية والنهب والحرائق، هؤلاء هم فلول الإنقاذ والمأجورون ومعهم بالتدبير والتواطؤ و(وحدة الهدف) مسؤولون عن الأمن (في الخدمة وخارجها) وأطراف من قوات نظامية وقفت تتفرج، دعك من إغماض العين عن العصابات الإجرامية وعدم استباق ضرب أوكارها المعلومة، فما هو واجب الشرطة والأمن أهم من حماية المدن وأسواقها..؟! هنا على البرهان وصحبه أن يتوقفوا عمّا يخاطبونا به كل يوم عن مسؤوليتهم عن أمن الوطن والمواطنين وحرصهم على حماية الثورة..! هنا ينتهي الحديث من البرهان وجماعته من قيادات القوات النظامية عن فشل الحكومة المدنية، وعليهم أن يحدثونا عن فشلهم الذريع المريع في حفظ الأمن، وليراجعوا سيل الدماء بعد الثورة في مختلف مناطق البلاد، ولينظروا إلى مسؤوليتهم عن الانفلات الأمني، وعن فشلهم في توفير الأمن وحماية المدنيين وممتلكات الناس وتخليهم عن هذا الواجب.. ولكن كيف؟ ونحن نراهم الآن منهمكين في (فتح البلاغات) ضد أعضاء لجنة تفكيك التمكين وضد لجان المقاومة!.
هذه الأعمال التخريبية أفضحت التآمر السافر على الثورة من بقايا الإنقاذ وفلولهم ومن (جلاكين) اللجنة الأمنية للإنقاذ ومن صهينة بعض مسؤولي مؤسسات الفترة الانتقالية وعضوية مجلس السيادة؛ ومن تآزر بعض (اللابدين) في مفاصل الدولة “عسكريين ومدنيين”؛ ومن عناصر المجلس العسكري السابق، هذا هو (الحلف) شارك أو (صهين) تجاه هذه الأحداث التخريبية والاعتداء على مرافق الدولة ومصالح الناس، هذه هي حقيقة ما جرى بكل وضوح وجلاء..! والكرة الآن عند لجان المقاومة والثوار، وعليهم حماية الثورة وحماية أهاليهم ووطنهم، فلا بديل لذلك رغم جسامة التضحيات التي قدموها ويقدمونها كل يوم، فما هو البديل عندما يتخلى مسؤولو القوات الشرطية والأمنية عن واجباتهم..!!
ولكن؛ لا بد أن هناك (أعواناً) على هذا التخريب وهذه الثورة المضادة والأعمال الإجرامية من الفلول ومن محركيهم ومن الذين تخلوا عن واجبهم من القوات النظامية والأمنية والعسكرية، فما هي هذه المعينات..؟! من أكبرها هذا التسيب الكبير والبطء المؤذي من كل أطراف السلطة الانتقالية وخاصة من القضاء والنيابة العامة في محاكمة الفلول والتدليل العجيب والتهاون المريب في ملاحقة مجرمي الإنقاذ وقادتهم الذين تم السماح لهم بالهروب وتم إطلاق سراحهم من المعتقلات رغم أنهم مطلوبون للعدالة في وقائع قتل وإبادة وتعذيب ونهب أموال وموارد وأصول ومنقولات.. وقائمة طويلة من الجرائم المدنية والسياسية والجنائية الكبرى، كما تركوا لهم الأموال المسروقة ليستخدموها في تمويل التخريب وشراء العصابات والمجرمين والقنوات والصحف والمواقع التي تشتغل بالتحريض جهاراً نهاراً..!
طيب؛ إذا كانت هذه هي المؤامرة، وهؤلاء هم المسؤولون عنها، وهذه هي الجهات التي ساعدتهم في مشروع التخريب، فما هي الخلاصة من كل ذلك..؟! خلاصة الخلاصة أن الذين يظنون أنهم يمكنهم أن يعيدوا عقارب الساعة للوراء باسم الانفلات الأمني أو ضيق المعيشة إنما يجهلون أن هذه الثورة قامت لتبقى.. خابت أحلامهم المريضة.. والثورة مستمرة.. فلا يأس مع الثورة ولا ثورة مع اليأس..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى