البيئةصفحات متخصصة

بوابات.. بيئية.. تنموية.. اعداد- محمد احمد الفيلابي

نفّــاج
مسمار القلب
ــأديني فرصة أعبّر عن وجهة نظري قبل تحكم عليّ وعلى كلامي ده
ـ ………………………….
ـ أنا داير أتكلم كلام علمي عن مسمار القلب!
ـ إنت جيعان وللا حاجة؟ ومالك شايل قزازة مويتك من هنا لي هنا زي بزازة الأطفال؟
ـ أيوااا.. خلاص نبدا بي الموية.. البتاعة دي إنت شايفها بزازة أطفال.. وواحد تاني شايف الموضوع مجرد حنكشة..
ـ بس إنت ما في خلاء.. الموية متوفرة في كل كورنة.. إنت على نهر النيل يا جميل!
ـ ولو.. مويتي دي أنا ضامن نقاها وصحتها.. وخلوها من الجراثيم، لأنها مغلية ومبردة بي درجة مناسبة لي زول في عمري ده.
ـ والمناسبة شنو طيب؟
ـ سمعت د. معاذ شرفي بتكلم عن أهمية شراب الموية للمخ، ولما ناس الطب النفسي والمجتمعي يتكلموا حقو نسمعهم.
ـ طيب.
ـ قال ليك النرفزة والكواريك والتوتر الفي الشوارع بي سبب قلة شراب الموية، لأنو بقلل من إنتاج الطاقة، ويضعف نشاط خلايا الدماغ، ويؤثر على مستوى الذكاء.
ـ تمام.
ـ وكمان بيسبب الشعور بالإجهاد والكآبة.
ـ كآبة أكتر من الفينا دي؟
ـ برضها بي سبب قلة شراب الموية عند الناس البفكروا بالإنابة عننا والبخططوا والبنفذوا.
ـ أهااااااااا…
ـ لا لا خلاص مافي سياسة مع انو الموضوع كلو سياسة وبيئة… وقال ليك كمان نقص شراب الموية بفاقم الأمراض، وبيسبب التوتر، ويخلي رائحة الفم كريهة، لأنو شراب الموية الكتير بيساعد على إنتاج اللعاب البطرد البكتريا من الفم، وينظف الأسنان واللثة.
ـ عندك أرقام؟
ـ أيوه قال ليك فقدان 1% لي 3% من كتلة الجسم بي سبب نقص الموية يؤثر على وظائف الدماغ، ويظهر الصداع، والصداع النصفي
ـ عشان كدة قدر ما تقول عندي صداع نصفي يقولوا ليك أشرب موية.
ـ تمام.. نجي لي مسمار القلب.. وأنت أصلاً جيعان وكده.
ـ هنا معاذ قال شنو؟
ـ قال نحن مرات بنقعد 18 ساعة بدون ما نتناول وجبة.. نتغدى الليلة الساعة 6 مساءً.. وتاني إلا الفطور بكرة الساعة 12 ضهر صاح؟
ـ صاح والله.
ـ أها الزمن ده كلو المعدة شغالة في الفاضي، والعضلات متحركة، والمخ شغال.. النتيجة شنو؟
ـ تعب وفتر ووترة.. وقصة بطن بشيل كرعين، وللا كرعين بشيلوا بطن!
ـ بالضبط أهلنا في الريف عندهم وجبة الصباح دي أهم حاجة.. وبسموها (فكّة الريق) وبي الأنجليزي Breakfast)) ياها نفس الكلمة.
أيوة والله.
ـ والزول في الريف بياكل 3 وجبات منتظمات، وما بقيف من شراب الموية.. تحس بيهو ما مشلهت زينا.. لا بركب مواصلات بي الساعات.. لا بقيف صفوف نص اليوم.
ـ تمام.
ـ أها وجبة الصباح دي لما قالوا مسمار القلب بقصدوا الكلام القالوا دكتور معاذ تاكل الأكل الصحي، وتشرب قدر ما تقدر دمك يمشي وخلاياك تتعافى وتبقى نصيح.

——

* زاوية شوف
الفقر البيئي
أن تتصحّر السافنا الفقيرة، فذلك مما يقبله العقل، ويردّه إلى موجة الجفاف التي ضربت حزاماً واسعاً من أفريقيا قبل أن يهل علينا القرن الحالي بتحولاته التي لا تُحصى. لكن، أن تغزو الصحراء السافنا الغنية، ويتهدد الإقليم المداري الفقر البيئي، فذلك ما يستدعي مواصلة قرع الأجراس، ويحتّم التنادي على كافة المستويات لوضع المعالجات اللازمة.
(كردفان) من ولايات السودان التي عُرفت بمواردها الوفيرة حد التغنّي (كردفان الغرّا.. أم خيراً جوه وبره)، كناية عن مواردها الحيوانية والغابية والمعدنية. ففي شمالها تخدّدت الرمال بمجاري المياه مانحة الحياة، وحافظة التنوع الإحيائي. أودية وأنهار موسمية كان من بينها ما يرفد نهر النيل (وادي المقدّم والملك وأبو حبل)، ومنها ما ظل يروي السهول، ويزيد معدلات المياه الجوفية، ويغذّي البحيرات الصغيرة والكبيرة كتلك التي ميّزت مدينة (الرهد.. أبو دَكَنة)، ذات الخضرة الداكنة بفضل كثافة أشجارها.
عن غربها تحدثك المراعي الشاسعة حيث أضخم الثروات الحيوانية من إبل وأبقار وضأن اشتهرت بجودة لحومها لاعتمادها على المراعي الطبيعية. وتتوزع حول مجاري السيول الغابات المتشابكة. وتتمدد عبر سهولها مزارع المحاصيل النادرة من قبيل الصمغ العربي، والكركديه، والفول السوداني وغيرها.
أما جنوب (كردفان) حيث الجبال والغابات، وموارد باطن الأرض، فقد ظل عصيّا على التهديد البيئي حتى استعرت الحرب، واختلط النزوح باللجوء. ففي (كادقلي) إحدى كبريات مدن التماس تكاد الخُضرة التي تكسو أفراد القوات النظامية في أزيائهم الرسمية تتفوق على الغطاء النباتي. وفي هذا المنحى علّق مدير غابات الولاية أن هناك (52) معسكراً للجنود، بينما يشكو مسؤول المفوضية السامية للاجئين عدم قدرته على تشييد معسكر واحد لهؤلاء القادمين من جنوب السودان ودول الجوار الأفريقي، حتى يتسنى للمنظمات العالمية تقديم الخدمات لهم، بعد أن فرضت السياسات المحلية عليهم الاندماج مع السكان خوفاً من تكرار مأساة دارفور.
ظل هؤلاء في، وحول القرى، وأولئك في معسكراتهم، يعتمدون على الغابات في كل شئ، فقد باتت مصدراً للرزق، وسبيلاً لسد الحاجة، وفرصة للاغتناء لدى من يملك السلطة والسلاح. وعند الحديث عن القوانين التي تحمي الموارد، يبرز السؤال من ينفذ القانون في ظل اختلاط وتداخل مستويات الحكم، واعتبارالمنطقة منطقة حرب، يعلو فيها صوت السلطة العسكرية على سواها؟
ازداد البلاء على كرفان باكتشاف النفط والذهب، ووفقاً لمنطق (تموت ألف شجرة ولا يموت شخص واحد)، ومع وضع التعدين كأولوية اقتصادية للدولة، بات التهديد يشمل كل شئ. وتحت أقدام (غول) الاستثمار اندفنت مجاري السيول، وانطمرت الغابات والمراعي والمراحيل والأحلام. ولم تعد (كردفان) تمنح خيرها لمن هم بداخلها، دع عنك من هم خارجها!!
—–

* بوابة على الضل
التبلدية
مثلما تكثر أسماؤها، تكثر فوائدها.. فهي التِّبِلْدِيّ أو الكُلهمة أو البُوحِبَاب أو الباوباب أو شجرة القارورة أو الشجرة المقلوبة. أما الاسم العلمي فهو ((Adansoniaنسبة للعالم الفرنسي ميشال أدانسون (أبريل 1727م -أغسطس 1806م) والذي أدخل السنغال في عام 1748في بعثة استكشافية مولتها شركة الهند الشرقية الفرنسية، حيث استقر هناك خمس سنوات، يجمع ويضع أوصافاً للعديد من الحيوانات والنباتات. كما قام بجمع عينات من المنتجات التجارية، ورسم خرائط للدولة، وقام بمراقبة نظامية للفلك والطقس، وأعد كتباً في قواعد اللغة وقواميس للغات المحلية على شواطيء السنغال.
ويقال غن هذا الجنس من النبات يحتوي على ثمانية أنواع، ستة منها في مدغشقر، وواحد في البر الأفريقي الرئيسي وشبه الجزيرة العربية وواحد في أستراليا. والنوع الأفريقي في مدغشقر ليس أصلياً. ويكثر في غرب السودان، حيث تسقط الأمطار بغزارة، ثم تأتي فترة جفاف تختزنالنبات كميات هائلة من الماء تمكنها من الحياة، ما ألهم السكان المحليين للتفكير في استخدام جذع الشجرة الضخم كخزان للمياه، إذ قد يصل قطر الجذع إلى عشرة أمتار. ويعمد السكان إلى عمل تجويف في قلب الجذع، تكون فتحته في منطقة التقاء الأفرع الرئيسية، عند قمة الجذع، ليحصلوا عندها على فراغ واسع يستخدم لخزن مياه الأمطار التي تدخل إلى هذا التجويف خلال الفتحة الموجودة في القمة، أو تغرف مياه الأمطار المتجمعة في الأراضي المنخفضة، بعد سيول الأمطار، وتخزن في هذا التجويف لتستعمل في مواسم الجفاف، حيث يتم سحب المياه بذات الطريقة التي يسحبون بها المياه من الآبار.
ذهب البعض إلى أن الاسم الشائع (باوباب) هو في الأصل كلمة عربية (بو حِباب) أطلقت على هذا الشجر بسبب أن ثمره يحتوي الكثير من الحبات التي تؤكل وتعصر من أجل زيتها الصالح للأكل. أما أنواع التبلدي فهي: إصبعي.. فوني.. غرنديدي.. غريغوري.. مدغشقري.. بريري.. سواريزي.. وافر… صغير الأوراق.. ساقي. والموطن الأصلي لهذه الأشجار هو الشريط الجغرافي الواقع تحت الصحراء والممتد من شرق القارة الأفريقية إلى غربها، وهي تنتشر في هذه المناطق بكثرة إضافة إلى انتشارها إلى جنوب هذه المنطقة وحتى منطقة السافنا الرعوية في جنوب أفريقيا، كما توجد في اليمن والهند أيضاً ولكن بأعداد قليلة.
العمر
يستدل العلماء عادة على عمر الأشجار من خلال الحلقات العمرية في سيقانها، أما شجرة التبلدي فيصعب تقدير عمرها الحقيقي نسبة لتجويف الساق، وعدم احتوائه على الحلقات السنوية. ومع ذلك توصل علماء النبات إلى طريقة مختبرية لتخمين عمر الشجر المعمرة، وأوجدوا العلاقة بين قطر الشجرة وعمرها، فالشجرة التي يبلغ قطر جذعها سبعة أمتار يصل عمرها إلى 600 سنة، والتي يصل قطرها إلى عشرة أمتار يكون عمرها حوالي 2000 سنة، وهناك الكثير من الأشجار التي يصل عمرها الألف عام وبعض الأشجار يصل عمرها إلى خمسة آلاف سنة. وبالرغم من ضخامة جذع الشجرة إلا أن ارتفاعها لا يتعدى الـ 22 متراً في أقصى الحالات وأفرعها قليلة العدد متباعدة عن بعضها، متجهة إلى الأعلى تشبه المجموع الجذري للأشجار، وبهذا الشكل فشجرة التبلدي عندما تكون عارية من الأوراق تبدو وكأنها مقلوبة رأساً على عقب جذورها في الهواء وأفرعها داخل التربة. ويستخدم البعض الجذع بعد قص الشجرة في صنع قوارب صيد الأسماك.
وأكثر ما يميز شجرة التبلدي هو خلوها من الأوراق لمدة 9 أشهر في السنة، فهي لا تحتفظ بأوراقها إلا 3 أشهر فقط في السنة وهي فترة الخريف. ولا تدوم مدة تفتح الأزهار إلا لفترة قصيرة، إذ عندما ينبلج الصبح تكون قد انغلقت وذبلت وتغير لونها من الأبيض إلى الأبيض الضارب إلى السمرة، بعد أن تم تلقيحها بواسطة خفافيش الليل التي تنجذب إليها بسبب الرائحة العطنة التي تفرزها الأزهار أثناء تفتحها، وتزور هذه الحيوانات الأزهار لتتغذى على المياسم الكبيرة وتمتص الرحيق منها، وطبيعي أن لا ترى الخفافيش ليلاً عندما تزور الأزهار ولكن يستدل على ذلك من آثار مخالبها التي تتركها على الأوراق التويجية والأزهار التي لم تلقح تسقط من الشجرة حيث تستسيغها حيوانات الرعي كالأغنام والماعز. بعد التلقيح والإخصاب تعقد الثمار التي تسمى هنا (القنقليس)، وهي عبارة عن علبة لا تنفتح لحالها، كبيرة بيضوية أو كمثرية الشكل يصل طولها إلى 30سم، سطحها مخملي الملمس بسبب الزغب الكثيف ذو اللون الرمادي أو البني المائل إلى الصفرة والذي يغطي قشرتها السميكة والصلبة القاسية والعلبة تسمى في السودان بالمنقور تستعمل لعمل ديكورات بعد تزيينها. يملأ جوف الثمرة عدد كبير من البذور الكلوية الشكل والتي تكون بحجم حبة الفاصوليا ذات القشرة البنية الغامقة، وتفصل البذور عن بعضها مادة هشة دقيقية القوام، لونها أبيض عسلي، حامضية الطعم قليلاً، تحتوي على كميات عالية من فيتامين C وحامض التاتاريك، وحامض الستريك، ولها خاصية الذوبان في الماء. ومن هذه المادة الدقيقية، يعمل في مناطق زراعة الأشجار في أفريقيا، وخاصة في السودان، يعمل منها مشروباً منعشاً ملطفاً، ولازالت صناعة المشروب تجري على نطاق ضيق، إلا أن بعض المصانع نشطت مؤخراً في استخلاص الزيوت الطبية ومستحضرات التجميل من ثمارها، ويذكر أن شركات عالمية مثل “كوكاكولا” و”كوستكو”، و”إينوسنت” للعصائر و”سوجا”، و”يو فالي” طرحت منتجات جديدة تحتوي على ثمار التبلدي، الغنية بفيتامين سي والكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم والحديد. وحتى الآن يُعبأ مسحوق ثمار التبلدي في أكياس ويُشحن إلى أوروبا، حيث يجد طريقه إلى الأطعمة والعصائر الصحية التي زاد الإقبال عليها مؤخراً. إذ تجاوز سوق ثمار التبلدي عالمياً 3 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يزداد الإقبال عليها بعد الاكتشافات الطبية اللاحقة.
المميزات والفوائد
لا تكتسب شجرة التبلدي أهميتها الفريدة من حجمها الاستثنائي فقط، بل من كونها مصدراً مهماً للمياه والغذاء والدواء، وقدرتها على الحياة لمدة تصل إلى ألف عام. وتكثر فوائد هذه الشجرة، ومنها أن البعض يصنع من لحائها السميك أليافًا تستخدم في صناعة شباك صيد الأسماك، وحبال وأقمشة للحقائب والملابس الخشنة. وتعتبر “التبلدي” صيدلية متكاملة حيث تتميز ثمرتها بمكونات غنية لها القدرة على معالجة عشرات الأمراض، خصوصاً أمراض المعدة. وتعد أوراقها صيدلية متكاملة لها القدرة على علاج ضعف المناعة بالجسم وضبط مستوى السكر، بالإضافة إلى زيادة الطاقة وعلاج الحمى وتقليل الإمساك وتقوية العظام. ويساهم مشروب عصير “التبلدي” في ضبط نسبة الكولسترول في الجسم، وعلاج أمراض الغدد والسكري، كما تستخرج منها الزيوت، والمستلزمات الطبية والتجميلية.
يقول أندرو هانت، الذي شارك في تأسيس شركة “أدونا” للمنتجات الغذائية الصحية التي تستورد مسحوق ثمار التبلدي من غانا وبوركينافاسو: “إن شجرة التبلدي لها أهمية ثقافية كبيرة في أفريقيا، وتعد في بعض المناطق من الأشجار المقدسة ويعتقد السكان أنها تحتضن أرواح الأجداد، لكن قيمتها الاقتصادية كانت محدودة في السابق وكانت تُقتلع لإفساح المجال لزراعة المحاصيل النقدية.”
لكن.. ولأسباب عديدة تواجه شجرة التبلدي تحديات تهدد بانقراضها واختفائها إلى الأبد، مما دعا المهتمين بشأن البيئة والنبات بالسودان إلى دق ناقوس الخطر. ومما يحزن أنه ورغم نجاحها في مجابهة الظروف والمتغيرات المناخية والتضاريس الجغرافية القاسية، فإن الزحف الصحراوي المتسارع يشكل خطراً كبيراً عليها.
( 1000كلمة صورة تبلدية + ميشيل أدانسون)

—–
* بوابة معرفة
الخريف الأبرق
لأنهم يشبهون كل شئ بمكونات الطبيعة حولهم، فإن هطول الأمطار في مناطق دون أخرى يبقى لديهم كالبقرة أو الشاة أو الخروف (الأبرق) أي الذي يتوزع على جلده لونان.. تجد مساحة بيضاء وأخرى سوداء أو بلون آخر. وهكذا يكون الخريف الأبرق.. مناطق تنعم بهطول يكفي ليكسي الأرض باللون الأخضر، بينما يعم الغباش مناطق أخرى.
هل لتغيّر المناخ دور في الأمر؟ وماذا يترتب على ذلك على صعيد الأمن الغذائي؟
السؤال هنا مطروح لخبراء المناخ والمعنيين بشأن الأمن الغذائي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى