الرأي

بئس السلطة

عبد الرحيم حمد النيل

  • “السايقة واصلة” والثورة مستمرة؛ في ظل الموجة الثانية من جائحة كورونا التي تضرب بلادنا نتمنى ألا تكون الآثار التي ترتبت على خروج الجماهير أمس في ذكرى الثورة، عويصة وذات وبال على المجتمع السوداني الذي يعاني ويلات وويلات، جراء العثرات الاقتصادية وتردي الخدمات.
  • بئس السلطة التي تجبر شعوبها على الإتيان بأفعال خطيرة كالتي أقدم عليها الناس أمس وهم يرون ثورتهم بعد عامين لا زالت تراوح مكانها في إنجاز كافة الملفات، فلا عدالة مضت، ولا تفكيك حدث، ولا اقتصاد أُصلح، ولا حتى تم إكمال هياكل السلطة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها.
  • بئس الحكومة التي تطلب الموت كل يوم من شعبها لتغيِّر شيئاً بسيطاً وعادلاً؛ بل وتلتف على مطالبه وتمضي في تكوين مجلس الشركاء الانتقالي الذي يتيح للقوى السياسية والعسكرية تقاسم القرار التنفيذي دون الإيفاء بالاستحقاق الدستوري وتكوين وتفعيل المفوضيات والمجلس التشريعي.
  • بئس العقل السياسي والحكومي الذي لا ينتج حلولاً ومعالجات دون التهام ضحايا جدد كل يوم وتقديم قرابين للتغيير الذي دفع ثمنه نساء ورجال وشباب السودان باهظاً.
  • لن يغفر الشعب، والتاريخ سيسجل للقوى السياسية أنها عرّضت حياة الناس للخطر والموت بالرصاص والبمبان وفيروس كوفيد ١٩ فقط لتفعل ما كان عليها فعله من البداية؛ الالتزام بالوثيقة الدستورية المعطوبة نفسها والتي قبل الناس بها على مضض.
  • قطعت الثورة الطريق على الانتهازيين دوماً ولا زالت تفعل؛ قبل عامين أحرق ثوار عطبرة دار المؤتمر الوطني؛ كان هذا إعلاناً هائلاً بأن لا شيء سيكون على ما هو عليه بعد الآن، وقد حدث.
  • مضت الثورة وأزاحت كل العوائق التي وضعتها عقول الشر الداخلية والخارجية وحطمت السيناريوهات التي عكفت عليها مخابرات عدة دول مجتمعة نصرةً للقتلة والسفاحين، وقدمت الشهداء والجرحى والتضحيات العظيمة.
  • لم تساوم الأجيال الجديدة على مستقبلها ومستقبل السودان، وطرحت خياراً واحداً_”تسقط بس”_ فقط بينما كان البعض يفاوض ويناور.
  • البنات والأولاد الذين أشعلوا شرارة الثورة وحملوا مشعلها متقداً؛ لا زالوا يتقدمون الصفوف بينما آثر البعض مناصرة القَتلة ودعمهم ضد من أتوا بهم إلى الكراسي الوثيرة.

لا أحد يعرف ما تؤول إليه الأحداث لكن عين الثائر/ة ترى وتشوف ما يعتم على الجميع.

  • قطعت لجنة البشير الأمنية الطريق على الثورة بانقلاب واعتقدت أن الثوار سيعودون إلى بيوتهم حالما يسمعون البيان رقم واحد؛ لكن استمر الاعتصام وتواصلت مماطلة اللجنة الأمنية رافضة تسليم السلطة للقيادة السياسية التي أخطأت بجلوسها للتفاوض مع جنرالات الإنقاذ رغم شعارات الثورة وإعلانها الرافض لكل قيدٍ أو شرط يلازم عملية التسلم.

كان هذا أول خرق لدستور الثورة.

  • في مثل هذه الأيام نتذكر التضحيات العظيمة التي قدمها شعب السودان وفاءً للتغيير ومهراً، ونحيي ذكرى الشهداء الذين نذروا أرواحهم فداءً للسودان الجديد الذي حلموا ببنائه وصناعته وصون ترابه وإعادته إلى أطلس العالم؛ عَلَماً بين الأمم.
  • الثورة مستمرة، والسودان الذي يدير شؤونه برهان وكباشي وحميدتي وحكومة الأيدي المرتعشة ليس هو ما خرج الناس لصناعته قبل عامين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى