الرأي

انتخابات نقابة الأطباء .. المؤشر والدلالة ١ —– ٢

الرأي اليوم

صلاح جلال
قد يكون انتخاب نقابة الأطباء حدثاً طبيعياً في ظل نظام ديمقراطي، لكن في السودان فهو مؤشر أكثر عمقاً ودلالة في ظل نظام ديمقراطي تحت التأسيس.
مشاركة أكثر من (10) آلاف طبيب بطول البلاد وعرضها، حسب بيان نقابة الأطباء المركزية في عملية الحصر والتصعيد للجمعية العمومية، تجعل منها عملية مهمة للتأسيس الديمقراطي المنتظر.
بهذا المعيار تعتبر نقابة الأطباء مؤسسة مستقلة تؤثر في أي نشاط جماهيري، منه الانتخابات القادمة، ترافقها الحركة الطلابية التي أصبحت قوى جماهيرية منتشرة في كل أنحاء البلاد.
في العام 1986 كانت نقابة الأطباء جسماً نوعياً محدود العدد والانتشار، وكان طلاب الجامعات يتمركزون في المدن الثلاث: الخرطوم، أم درمان، بحري، ومدنى فقط خارج العاصمة.
اليوم الجامعات موجودة في كل مدن البلاد حتى الصغيرة منها، لذا سيكون للحركة الطلابية تأثير جماهيري على مخرجات الانتخابات القادمة، بالإضافة لقيمتهم النوعية في قيادة أجهزة الدولة المدنية.
أمام هذه المتغيرات المهمة لابد من ثقافة سياسية جديدة في حزب الأمة للمعتمدين على تأثير القوى التقليدية في المجتمع لوحدها، نحتاج بشكل خاص لاستصحاب هذه المتغيرات لنتجدد وفقاً لها، أو سيتبدد نفوذ الحزب بمرور الوقت.
نحتاج تفكيراً جديداً لتحديث المعاني والمباني التقليدية للحزب حتى يواكب المتغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع، إن لم نخاطب هذه المتغيرات بمفردات صحيحة وفي الوقت المناسب، سنكتشف بالتجربة في كل حدث أننا (ترلة) خلف المتغيرات وليس أمامها،
ننتقد أنفسنا، نقلق ليوم أو اثنين، ونعود للراحة النفسية القديمة أننا حزب الأكثرية Comfort Zone، وهي الراحة الوهمية التي يكرسها الكسل الذهني والتفكير الرغائبي العاجز عن استيعاب المتغيرات حولنا.
نقول هذا لا لنقلق راحة الأحباب والحبيبات بيننا، لكن لننبههم بأهمية التفكير المختلف لضمان التأثير على المستقبل، ليعيشوا في ثبات ونبات ويخلفوا أولاد وبنات تحت رايات التاريخ المجيد.
أتمنى أن نتشارك القلق الآن والتفكير النقدي لواقعنا السياسي والثقافي والاجتماعي، لنكسب المستقبل غداً
الذي ترفرف فيه رايات حزبنا العملاق وتقوده للتقدم والازدهار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى