الرأي

الى عمر الدقير وإبراهيم الشيخ هل عاقكم منسوبكم(عربي)

عايدة عبد القادر
أولاً دعونا نترحم على شمال دارفور شأنها شأن كل الضحايا، ثم ثانياً لننعي سوء حظها من الولاة الذين تعاقبوا عليها مؤخراً في ظل عدم وجود الرقابة الشرعية والمؤسسية والخبرة السياسية والإلمام بمجتمع المنطقة ومكوناتها الإثنية والمجتمعية وهذا ما اعتراها منذ سقوط النظام ، بدءاً بالولاة العسكريين وانتهاء بالمدنيين الحاليين.
وأود هنا أن أشير إلى أننا درجنا أن نبعث برسالة عاجلة لكل والٍ قبل أن يتسلم زمام أمر الولاية وقد فعلنا ذلك قبيل وصول محمد حسن عربي والي شمال دارفور الحالي ولم نترك له شاردة ولا واردة الا وقد أشرنا إليها في كتاباتنا الراتبة، بل وذهبنا أكثر من ذلك حينما تم ترتيب ذلكم الاجتماع بدار حزبه بالخرطوم بتاريخ 25 يوليو2020 للقاء الوالي ببعض أبناء الولاية بحضور رئيس الحزب عمر الدقير وإبراهيم الشيخ وآخرين، وكان أهل دارفور بالمركز والولاية بشتى مكوناتهم قد وضعوا له خارطة طريق نحسب أنها محل احترام بحسب خبراتهم ومعايشتهم لواقع الحال ولو أنه كان قد اهتدي بهديهم لما ضل عن السبيل أبدا ولكن ربما اصطدم(عربي) بحلاوة الحكم ونشوته فخرج عما جاء به الأولون والآخرون ليبدأ رحلة متاعب جديدة يدفع فاتورتها المواطن المغلوب على أمره وتزيده مشقة إلى مشقاته في الحصول على الخبز والوقود وغيرها من ضروريات الحياة التي أخرجت الشارع نحو ثورته، ولكن كأنك يا أبوزيد لا جيت لاغزيت. الوقود تحت سيطرة وقبضة الوالي وآليته يتحكمون فيه ويجعلون الفاشر برمتها بين يدي ثلاثة أو أربعة طلمبات عاملة لنصف يوم فقط، عربات البوكو التي صارت مصدر دخل لشريحة الشباب وضع لها عربي بند جباية فيما أسماه بالحصر الأمني ليتم دفع عشرين ألف جنيه مقابل كل مركبة من المركبات التي يفوق عددها الآلاف، دون أن تكون هنالك خطة واضحة لأوجه صرف هذه المبالغ ولم يحدد في ظل الشفافية المنشودة أين يذهب ريع هذه المبالغ التي تفوق المليارات، مخابز الفاشر تحولت جلها إلى مخابز تجارية بلغ بها سعر العيشة الواحدة عشرة جنيهات ومع ذلك (لايلقاها الا كل ذو حظ عظيم) فقد نشطت تجارة الخبز بالسوق الأسود ليصل سعر الست عيشات بمائة جنيه على عينك يا تاجر، وفشل عربي في ادارة أي مشروع أوله كبري مدينة الفاشر العريق الذي قام بهدمه كاملاً بغرض إعادته بصورة أجمل او كما ادعى، إلا أنه وبعد شهور من ذلك تبين أنه لا توجد حتى خرط او فكرة عما يريد القيام به ولم يطرح الجهة المنفذة والمنشأة في عطاء علني، بينما قام بطرح مزاد علني بالتنسيق مع مديرة التخطيط العمراني ومدير المالية لبيع دكاكين على واجهة الميناء البري على الطريق القومي (طريق الإنقاذ الغربي) دون مراعاة واعتبار لهذا الصرح المصنوع وفق دراسات هندسية مسبقة وبعيدة المدى ويمثل مدخل المدينة، وواجهة كان يمكن أن تترك فيها هذه الساحة للمسافرين والمودعين ومكانا لركن السيارات وهكذا تخبط على اثر تخبط وعثرة تلي اختها وسيكون ثمن السقوط فاتورة يدفعها المواطن مرة اخرى في بند جباية اخرى، وفي ذاك اللقاء قال إبراهيم الشيخ: “عربي ماشي خادم أمين لمصالح الناس وان فشل فهو (مسؤوليتنا)”، وأضاف أننا لا نقول إن دارفور أول مرة يحكمها أحد أبنائها ولكنا نقول (إن هنالك ابن بار وابن عاق). انتهى قول إبراهيم الشيخ ونحن وفقاً لما ورد وفيما يلي نسأله اليوم أن هل عاقكم ابنكم هذا أم بركم بغيرها من بدائل والناس بين يقظة ومنام؟ أين هذه الخدمة يا ابن الشيخ وقد تحولت المدينة إلى مزاد علني وقد زكمت انوف الناس مما يجري في الخدمة المدنية بالتعيينات السرية أو بتمسك منسوبكم بأشخاص خرجت الشوارع للفظهم في أماكن حساسة (المالية، التأمين الصحي، ديوان الذكاة) وغيرها من مؤسسات كبرى لم يطالها التغيير وأنتم قد اوصيتموه بشهادة شاهدين أن يحدث تغييراً شاملاً. وكنتم تمنون النفس بتقديم تجربة راشدة، إلا أنه مضافا إلى كل ذلك فإن طريقة عربي فى إدارة شؤون الولاية تنأى كثيرا عن الرشد والحكمة بما صاحبها من عدم إلمام بدهاليز وقوانين شؤون الخدمة من فصل ونقل وإنهاء خدمات وتعيين وطلب ترقيات يقوم بها بنفسه مما جعله فى مواجهة مع موظفي شؤون الخدمة بالمؤسسات. 
وكان الدقير قد برأ ذمته في نقاط قائلاً:
*يجب أن يعلم عربي أن الوظيفة العامة ليست للمنفعة الشخصية وهي خدمة للناس وإيفاء لحقوقهم* ونريد أن نعمل تغييرا شاملا على ان تظل الولاية لجميع الناس بحيث لاينكفئ عربي على حزب او أسرة، وأن السلطة السابقة ضربت المنظومة القيمية بالمحسوبية وعدم الإحساس بالآخر.
وأضاف: “نريد أن نقدم تجربة راشدة ممثلة في محمد حسن عربي. فهل يسألكم أهل دارفور اليوم (لم تقولون مالا تفعلون) أم نبرئ ذمتنا جميعاً ونقول لعربي إنه لا المجتمع ولا حزبك قد بخل عليك بما عنده وبشهادة شاهدين ولكنك خزلت المواطن الذي كان ينتظر المدنية على أحر من الجمر. وهاهي الأزمات مازالت قائمة والصفوف تهيب العِدا وترهب الناظرين والأمراض تستشري وليست هنالك خطة واضحة لحكومتك بشأن التنمية أو ترقية الخدمات، خاصة معاش الناس الذي بشرت به أنه في سقف أولوياتك وذكرته في خطابك مذ ان وطئت قدماك الولاية. وقد قال عمر بن الخطاب( لوعثرت بغلة في العراق لسألني الله لِم لَمْ تمهد لها الطريق ياعمر) والآن ياعمر الدقير المواطن يستغيث بكم وبمنسوبكم وااااا عمراه أن أدركوا ماتبقى من أنفاس وملامح كادت ان تطمس بهذه الولاية وإن هذا هو بعض من مسيرة عربي خلال نصف عام من توليه في ولاية هي أم الولايات بدارفور الكبرى.
إلى أن نوافيكم بتفاصيل مايجري في مؤسسات الخدمة المدنية إن كنتم لاتعلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى