الرأي

الوحدة والتنوع

هكذا

(١)

* لماذا يرغب محامٍ أي محامٍ في تحويل قضية موكله من القضاء المدني إلى القضاء العسكري؛ وما الذي يتوقعه من القضاء العسكري ويحاول تفاديه في القضاء العام، هذه الاسئلة وغيرها طافت بذهني وأنا اقرأ في الأخبار أنه على نحو مفاجئ تقدم محامون للدفاع في قضية اتهام (27) متهماً من منسوبى الأمن الشعبي في قضية الخلية الإرهابية بطلب للمحكمة بإحالة ملف القضية إلى القضاء والمحكمة العسكرية وذلك لاختصاصها.

* لو كنت محامياً سيكون عليك العمل على تجنيب موكلك الوقوف أمام محكمة عسكرية؛ دعك من أن تطلب تحويله إلى محكمة عسكرية ينظر فيها القضاء العسكري.

* إلا إذا كان الغرض الاهتداء بقضية موسى هلال الذي أدانته محكمة عسكرية هو ونجله حبيب ومساعده هارون مديخير تحت المادتين (٢١/ ١٣٠) الاشتراك الجنائي والقتل العمد؛ في قضية مقتل 15 من شرطة الاحتياطي المركزي تعرضوا لكمين عندما كانوا في طريقهم من كبكابية إلى الفاشر العام 2014م.

* لكن المحكمة العسكرية اكتفت بالمدة التي قضوها في السجن ٣ سنوات و٤ أشهر من تاريخ القبض عليهم في ١٧ نوفمبر ٢٠١٧م بعد وساطة من زعماء الادارة الاهلية في قبيلة الرزيقات وضباط من القوات المسلحة السودانية والدعم السريع في الخدمة والمعاش ومعظم هؤلاء الضباط ممن رافق الشيخ موسى وتعاون معه في ايام ازمة دارفور بحسب ما نشر راديو مونتي كارلو في حينها.

(٢)

* مات الزعيم اسماعيل الأزهري في مستشفى الخرطوم والتي وصلها من السجن؛ في أغسطس ١٩٦٩م أي بعد شهرين من انقلاب مايو الذي وضعه هناك ولم يحسن نعيه حتى.

* مات الأزهري في السجن مغبوناً، وقُتل عبدالخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ ومحمود محمد طه بالمشانق، وغُرس مسمار في رأس علي فضل في المعتقل مما أودى بحياته وأدخل خازوق في دبر المعلم أحمد الخير حتى وفاته متأثراً بالنزيف.

* هذه ثمرات الاختلاف السياسي والفكري والمذهبي في السودان؛ القتل، التعذيب، التصفية؛ لأنها أدوات الأنظمة الشمولية في إدارة خلافاتها مع الشعب.

* قتل نميري كل من عارضه، ونكل بكل من عمل صادقاً لأجل السودان لكنه اختلف مع نميري؛ كذلك فعلت الإنقاذ واجهزة أمنها؛ حتى بلغ ببعضهم مبلغاً انهم باتوا لا يعرفون لماذا يقتلون ولا يهمهم ذلك.

* حسن إدارة الاختلاف واحترامه هو ما يمكن أن يدفع بلادنا إلى الأمام؛ لأن التشابه للرمال؛ ولأن الأصل في الأشياء والناس الاختلاف والتنوع.

* بلادنا ثرية بتنوع ثقافي هائل يمكن أن يصبح مصدر ثراء لنا بدلاً من أن يكون بذور حرب وفتن ونزاعات؛ الألوان والثقافات والأديان والطوائف والأحزاب السياسية والأفكار والمعتقدات؛ طبيعي أن تختلف؛ بل ويمكن أن تضيف للوطن بأكثر مما يفعل التشابه؛ إذا أحسنا التعامل مع الاختلاف، واحترمنا القانون.

*  ساهمت الوسائط في نقل وتكريس خطاب كراهية عال، وتنمر بغيض؛ يقوم على الحط من الكرامة الانسانية على أساس النوع والعرق؛ وبذات الأساليب الجبانة التي تختفي خلف حسابات وهمية لتمرير خطوط وخلق فتن ونزاعات.

* على المجتمع المدني بناشطيه ومنظماته وجمعياته وأحزابه كافة التصدي للحملة الشعواء على مستقبل الحياة في السودان على أساس الوحدة والتنوع والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى