الرأي

الوجدان السوداني الغريب

(١)
• لم يتوقف القتل بعد سقوط البشير، بل ازدادت وتيرته، وتنوَّعت طرقه، لكن يظل الوجدان السوداني مركزياً تجاهه؛ فردة الفعل تجاه قتل “٢٤٠” مواطناً في الجنينة مثلاً لا تعادل مقتل شابين في الخرطوم.
• الثورة التي انطلقت شرارتها في أطراف السودان وأقاليمه البعيدة حتى وصلت نيرانها إلى الخرطوم؛ لابد لها من تفتيت هذه الأسوار التي تجعل قتلاً أقل وطأةً من قتلٍ آخر.
. شعار “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور”وغيره من شعارات ثورة ديسمبر؛ كانت تمثل أملاً لبناء سودان جديد، تنمو بذرته تحت وقع التغيير الذي بشَّر به حراك ثورة ديسمبر وشبابه النابض؛ ولنكون واقعيين، لا زال الوجدان السوداني ليس واحداً تجاه ما يحدث لأن التغيير كان بشارةً فقط ولم يحدث، التغيير هو المهمة التي لا تزال تنتظر العمل الدؤوب والشاق؛ فما حدث ويحدث منذ عشرات السنين لا يتغيّر بهتاف ولا شعار إذا لم يتبعه عمل حقيقي وصارم.
• الحكومة الانتقالية أضعف من أن تنفذ وتنجز مطلوبات الانتقال الديمقراطي، القوى السياسية التي انقسمت وتشرذمت ساهمت في منح المكوّن العسكري سلطات أكبر في الانتقالية وعطلت أهم مهام الفترة التي تتعلق بتفكيك الدولة الأمنية للإنقاذ والتي هي جوهر النظام البائد وقلبه الذي لا يزال ينبض ويتغذى من خلافات وصراعات مصالح الأحزاب السودانية.
• التغيير الذي وعدت به ثورة ديسمبر؛ هو الأمل لبناء سودان جديد، لن يتحقق بالأحلام؛ لكن بهدم البنية التي يقوم عليها القديم وتحطيمها، لا مراكمة الضغائن وطلاءها بالأحلام الوردية.
• يا عنصري ومغرور..قِيلتْ لعقلية، تظن أنها الآن تبني في شيءٍ مختلف؛ للأسف.
(٢(
لا نريد البطولة، لا نريد الحياة بين شقي الرحى ــ العسكر والمدنيين ــ نريد أن نقلِّم أظافر أيامنا بالموسيقى والأحلام، أن نكتب خطواتنا في بحر العادي، أن نترنم بأغنيات صالح الضي ووردي ونحن ذاهبون إلى موعدٍ عند النهر، أن نفكّر ماذا يقرأ أطفالنا لا كيف نحميهم من الرصاص الطائش والغدر والسحل والقتلة المنتشرين في الميادين، لا نريد البطولة؛ نريد أن نجلس إلى قهوة أمهاتنا، أن نراقب الشيب ينبتُ في رأس أحبابنا؛ نبصرهم يكبرون، لا ينسحبون إلى الداخل مضرجين باليأس وانسداد الأفق.
لا نريد البطولة، أيتها الأم، أيتها الغولة.
(٣)
• أهم ما قاله رئيس الوزراء عبد الله حمدوك؛ مغرداً بمناسبة انطلاق مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان أمس (الإثنين): “نحن بحاجة إلى وقف النموذج الاستعماري لتصدير المواد الخام لدينا، لتوفير الوظائف الصناعية، والأهم من ذلك لشبابنا، فبدلاً من قيامهم بهذه الرحلة الخطيرة عبر البحر الأبيض المتوسط، يبقون معنا ويطورون البلد معنا.
)٤(
• لماذا لم تقدم بريطانيا أية مساعدة تذكر للسودان وهو يحاول عبور مرحلة حرجة من تاريخه؛ بريطانيا التي استعمرت السودان ونهبت موارده الطبيعية واستغلت موارده البشرية وكرستها لخدمة امبراطوريتها؟.
(٥)
تحت قصف الفيروس
يقعي الإنسان بكل عجرفته
مسكيناً
ينتظر رحمة الطبيعة
الطبيعة التي ما رحمتها مصانعه
وأسلحته يوماً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى