صفحات متخصصة

المرأة والسلام.. مشاركة ديكورية

الخرطوم- صوتها
على الرغم من إجازة السودان لخطة العمل الوطنية التي عدتها منظمة الامم المتحدة إنجازا مهماً في عملية الانتقال السياسي الجارية، بيد أنها تفي بأحد الالتزامات الرئيسية في الإعلان الدستوري الذي ينص على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم (1325) وقرارات الاتحاد الافريقي ذات الصلة والمتعلقة بمشاركة النساء على جميع المستويات في عملية السلام، الا ان النساء بالسودان لازلن يطالبن بحقهن في المشاركة ولم تبارح دعواتهن لحكومة الفترة الانتقالية إلى تحويل الإرادة السياسية التي أبدتها إلى أفعال تتمثل في السلام والعودة الآمنة للنازحين واللاجئين في جميع مناطق النزاعات.
وانتقدت الناشطة والمدافعة في مجال النوع الاجتماعي منال عبدالحليم في حديثها لـ(صوتها) ضعف المشاركة النسوية في المفاوضات كافة التي وقعتها الحكومة الحالية، وقالت: على الرغم من المجهودات الكبيرة التي تمت الا ان عملية المشاركة لم تتم بشكل حقيقي وانما طغى عليها الطابع الديكوري والصوري، واستشهدت بما حدث من معاناة في اتفاقية جوبا وعدتها تكرارا لذات المعاناة من اجل اللحاق باتفاقية الشرق واتفاقيات دارفور وغيرها من اتفاقات.
واشارت منال الى ان اقصاء النساء يتم منذ المراحل الاولى للمفاوضات بداية من مرحلة تقديم الاجندة والمفاوضات وما سيسفر عنها لاحقا.
ونبهت الى ان استدراك تمثيل النساء والموجهات المنظمة لمفاوضات السلام يتم تداركها في المرحلة الاخيرة وهي “التوقيع” واعتبرتها خطوة متأخرة تلقي اعباء جسام على الكيانات النسوية وتكلفهن مشقة البحث عن المساعدات اللوجستية والفنية للحقاق بالمفاوضات، واضافت ما يهمل اولاً يهمل اخيرا.
واكدت منال ان السودان من الدول التي عملت كثيرا على القرار 1323 على المستوى الاهلي ومنظمات المجتمع المدني واشارت لتدريب صحفيين وصحفيات وخروج الدولة بخطة وطنية وفقا لمتطلبات القرار ونبهت الى انه غير ملزم وانما تطبيقه اخلاقي.
وقالت: لابد من مشاركة النساء على طول مراحل عملية صنع السلام او عملية وقف الحرب استنادا على الشرعية الثورية والتغيرات التشريعية والسياسات لتصبح مرجعية مع الاتفاقيات الدولية والقوانين والدستور. واشارت الى ضرورة حدوث اثر ينعكس ايجابا على اوضاع النساء ورأت اهمية تكوين لوبي نسائي لمناقشة الاجندة النسوية مع صانعي القرار، وشددت على ضرورة عدم ترك تلك الملفات للامزجة والقرارات الشخصية والفردية، واشارت الى ان الخلل نتح عن طبيعة المفاوضات الثنائية وعدم انتقالها الى رحاب اوسع، بحانب ضعف الذاكرة المؤسساتية للمنظمات العاملة في مجال احلال السلام. وقالت: لابد من الاستفادة من ارثها المعلوماتي، فضلا عن غياب الرغبة والارادة السياسية وتنصلها عن حقوق النساء بصورة واضحة لاسيما ما حدث في (سيداو) والتحفظ على عدد من المواد ورأت ان التحديات والحلول في يد الاطراف الحكومية برغبتها وبالمناصرة ومن خلال ضغط النسوي.
وفي السياق شددت منال على ضرورة تصحيح المفهوم الخاطئ للمشاركة النسوية التي يحصرها كثيرون في تقلد المناصب. وابانت ان المشاركة لا يمكن حصرها في اعتلاء منصب وانما المشاركة الفعلية في قوام الاشياء منذ وضع الاجندات مرورا بكافة تفاصيل التفاوض والى مراحل تنفيذها، وقالت ان المنصب جزءا يسيرا من المشاركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى