الرأي

العبث باسم القبائل إغلاق الطرق.. مؤشرات لفوضى قادمة يجب حسمها

* شاهدنا في الأسبوعين الماضيين ظواهر خطيرة. إحتماء كل من يواجه بالقانون من أنصار النظام المباد بمجموعة قبلية، بداية بقطع طريق الخرطوم شندي باسم الجعليين، وتفريق فعالية غنائية في شندي أيضاً، مناصرة لبعض المتعدين على المال العام، مجموعة طالتها المساءلة القانونية متهمين بالحصول على أموال بصورة مخالفة للقانون في ظل النظام المخلوع.
* كما شاهدنا قبلها بيان باسم الكواهلة والجعليين يطالب بإطلاق سراع معتقلين لدى الدولة من قيادات النظام المخلوع، وكذلك شاهدنا حشداً أمام لجنة التكمين بالقضارف منسوباً لقبيلة البطاحين، وجاءت ثالثة الأثافي اقتحام مباني الدولة من مجموعة قبلية في مدينة بورتسودان
باسم قبيلة الهدندوة دفاعاً عن رمز النظام المباد محمد طاهر إيلا.
* نضرب أجراس الإنذار لنعلن خطورة مثل هذه التصرفات على سلامة الدولة ووحدتها، لا يوجد في السودان أي شخص مقطوع من شجرة، الكل له أسرة وقبيلة وإقليم ينتمي إليه، إذا استنصرنا ضد القانون بهذه الإنتماءات، فهو بداية الطريق لتحلل الدولة وانفراط عقد القانون. تحويل الصراع السياسي مع فلول المؤتمر الوطني من الحزب إلى القبائل خطوة تنطوي على مخاطر كبيرة يجب حسمها بالقانون على وجه السرعة وبلا تردد.
* كل من يقبض عليه بالقانون أو تصادر أمواله يمكنه تأجير ١٠٠ شخص وخمسة بصات لقطع الطرق القومية أو تأجير ١٠ أطفال لتتريس شوارع حيوية في العاصمة الخرطوم، ويمكن أن تتطور هذه الأفعال لتأسيس مليشيات حماية قبلية أو جهوية كما حدث في اليمن الشقيق وانتهت بهم إلى الفوضى والخراب الذي تعرفونه.
* أوقفوا هذا العبث يا حكومة الثورة بشقيها المدني والعسكري (البرهان ـــ حمدوك) بالقوانين الرادعة لتجريم هذه الأفعال ولا كبير أمام القانون، التظاهر والاحتجاج حقوق مشروعة بإذن الثورة، لكن يجب أن ينظم ممارستها صحيح القانون، إغلاق الطرق أو تتريسها بواسطة الأطفال أمام حركة المرور عمل غير قانوني يعرض من يمارسه للعقوبة ولا علاقة له بحرية التعبير.
* إن لم يكن القانون فاعلاً وحاسماً مع هذه التجاوزات، فستقود هذه الممارسات الدولة إلى الفوضى. القبائل والإدارات الأهلية يجب أن ينظم نشاطها القانون، وكل من يخالف ذلك يجب أن تنزع منه النظارة مهما كان مقامه ويودع السجن، ليس هناك أي شخص أو جماعة في البلاد أقوى من الدولة والمصلحة العليا للشعب، الأمن القومي للسودان خط أحمر، من يقترب منه يجب أن يعدم في ميدان عام، كائناً من كان، الحاضر يحدث الغائب، غير مسموح بأي عبث بأمن البلاد القومي، رسالة واضحة يجب أن تصل للجميع حكاماً ومحكومين.
* خاتمة
*نهمس في أذن لجنة إزالة التمكين وآثار النظام المخلوع، عليكم الالتزام بالقانون وتوخي العدالة، والابتعاد عن مظاهر الاستعراض السياسي والتعبئة التي نشاهدها في مؤتمراتكم الصحفية، لا يوجد قاضٍ عادل يرقص فرحاً في حفل شواء من يخضعهم للقانون، القانون أعمى وبلا مشاعر لا يرى غير المخالفة.
*نهمس في أذن النائب العام لا يمكن حجز الناس في المعتقلات دون توجيه اتهام والتقديم لمحاكمة لأجل زمني مفتوح، تأخير العدالة يساوى عدم تحقيقها وهو ظلم، كل المعتقلين في الحراسات والسجون إلى المحاكم فوراً، أو إطلاق سراحهم.
*الهمسة الأخيرة في أذن (البرهان ـــ حمدوك)، النار التي لها ضِرام من مستصغر الشرر، حسم الفوضى باسم القبائل بالقانون اليوم قبل الغد، أو حاقت بالبلاد الفوضى والندامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى