تقارير

السودان: المكتبات وتخليد ذكرى الشهداء … مكتبة الشهيد ” عاصم حسبو“ نموذجاً

تقرير- القسم السياسي
لقد أصبح البطل العشريني في العمر ”عاصم حسب الله“، رمزاً من رموز الثورة السودانية بل كان صادقا على ما عاهد به الشهداء الذين سبقوه، حينما أثبت بسالته في مواجهة آلة القمع الانقلابية آنذاك لترتقي روحه متأثرا برصاص الانقلاب في مواكب الواحد والثلاثين من مارس العام الماضي.
وتأكيدا على أن تضحية كل شهيد من شهداء الثورة ستبقى دوما مثل الشمس التي تضيء سماء البلاد بالحرية والسلام والعدالة، ولدت مكتبة تحمل اسمه ”عصام حسبو“ تخليدا لذكراه وذكرى شهداء الثورة السودانية.
وافتتحت المكتبة رسميا في الثالث عشر من يناير هذا العام وتبعد حوالي ”600“ متر من منزل الشهيد الواقع في منطقة جنوب الحزام جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم.
ويقول أعضاؤها لـ”الديمقراطي“، إن المكتبة استوحت ملامحها من النضال الشعبي المتراكم في رغبة السودانيين والسودانيات للتخلص من الجهل والانفتاح على العالم عبر تطوير مجتمعاتهم معرفيا حتى يستطيعوا المساهمة في بناء الدولة التي ينشدون، والتي ضحى من أجلها الشهداء مثل الشهيد ”عاصم“.
وبعد انقطاع المجتمع السوداني لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان عن القراءة والاطلاع بحرية تامة بسبب ديكتاتورية النظام المقبور، فكانت مكتبة الشهيد ”عاصم حسبو“ محاولة لإعادة تقريب المواطنين إلى المعرفة والاطلاع.
يروي الشاب نصرالدين حسن، “أن الفكرة جاءت لتقريب الناس للقراءة وزيادة الوعي فيما بينهم، من أجل تسهيل عملية معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية التي ما زالت تواجهنا في رحلة الانتقال الديمقراطي لأننا تعلمنا أن نهضة الأمم قائمة على الوعي والاطلاع المستمر”.
ويمضي قائلاً لـ”الديمقراطي“: “لهذا قصدنا أن تكون المكتبة ذكرى خالدة لروح الشهيد ”عاصم“ من خلال العمل على نشر الوعي في أوسع نطاق إلى جانب تحفيز الأجيال الماثلة والمتعاقبة للاطلاع عبر البرامج والأنشطة المتعددة”.
ويذكر نصر، أن من أهم الأنشطة التي ظلت تقوم بها المكتبة هي إقامة ورشة لتنمية الموارد البشرية في المجالات العملية والحياتية السلوكية، وتنظيم المنتديات الفكرية بهدف توفير مساحات للنقاش المثمر والمفيد للمجتمع.
ومنذ تدشينها ظلت تعمل في العديد من الأنشطة، كبرنامج ”مفروش الكتاب الأسبوعي“ الذي ينظم مرة واحدة في الأسبوع في عرض العديد من الكتب المتنوعة، إلى جانب مساهمتها في عملية تقديم يد العون للمواطنين عبر مبادراتها المختلفة.
ويقول فضيل عمر، إن الذي يربط عملية تحقيق أهداف الثورة السودانية بالمكتبة، هو الدور المهم الذي تلعبه في نشر الوعي الاجتماعي ودمقرطة الفكر ونقل المعرفة في مساحات واسعة كما أرادت الثورة.
ويضيف قائلاً، إن إنشاء المكتبة هو تمرد ضد أفكار النظام السابق، وفضاء جديد للسودانيين والسودانيات لاكتشاف أنفسهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم، عن طريق تمليكهم المعرفة والأدوات للقيام بذلك.
وتضم المكتبة حتى الآن ما يقارب أربعمائة كتاب في عدة مجالات، منها الفلسفة، السياسة، الدين والتنمية البشرية، إلى جانب عدد من الروايات في لغات متعددة وإصدارات من الكتب ذات موضوعات عن التحول الديمقراطي .
وظل تعمد النظام البائد في قمع كل من يعمل على التنوير بالمعرفة، وبات بعدها الجهل السمة الغالبة بين الناس طوال فترة سيطرته على السلطة، خصوصا فيما يتعلق بشأن الدولة وقرار الشعب الذي كان يخاف أن يسقطه، وانتصرت الاستنارة بتشييد المكتبات تخليدا لذكرى الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى