الرأي

الحركة الدموية

عبدالرحيم حمد النيل 

• كان أول ما فعلته الحركة الإسلامية وهي تتبدر إحكام قبضتها على مفاصل السلطة عقب انقلاب ٣٠ يونيو مباشرةً هو القتل والتعذيب والتصفيات التي طالت الفاعلين في كافة القطاعات الحيوية في السودان؛ فكان شهداء الحركة النقابية والطلابية الدكتور علي فضل، سليم، بشير، التاية، محمد عبدالسلام، ومئات الشهداء الذين قضوا إما تعذيباً في أقبية جهاز الأمن وبيوت أشباحه وإما بالتصفية المباشرة؛ وذلك لتثبيت أركان حكمهم.
• و قد ظل الإسلاميون كلما شعروا بالخطر من حركة سياسية أو تململ جماهيري واجهوه بالقتل، فصفوا شهداء رمضان، وشهداء هبة سبتمبر وشهداء دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، ومجازر كجبار والبجا، وعشرات من أعمال القتل خارج القانون المنظمة التي تمت على أيديهم وأيدي أجهزة أمنهم المتعددة.
• القتل والتعذيب الذي مارسته الحركة الإسلامية التي يتنادى البعض بالمصالحة معها الآن هي شيء جوهري من صميم بنية هياكلها ومحتوى تنظيمها والبنية الفكرية والتركيبة النفسية لعضويتها؛ لا مكان لآخر في عرفهم ومواجهته الوحيدة تتم بالاغتيال والتصفية الجسدية والقمع والإرهاب.
• سقط نظام الإسلاميين وهو يمارس ذات ما بدأوا به نظامهم المجرم، وما استمروا في ارتكابه طوال ثلاثة عقود، بذات الأيدي القذرة_جهاز الأمن والمخابرات_ الأمن الشعبي_الأمن الطلابي- فصفوا شهداء ثورة ديسمبر علناً في الشوارع، أمام الكاميرات التي صورت لنا كيف قنصوا الشهيد عبدالعظيم والشهيد طبيب بابكر عبدالحميد وكيف قضى الشهيد عباس فرح آخر لحظات حياته وهو يستند على الترس بعد قنصه بالرصاص.
• الحركة الإسلامية التي يريد البعض الآن استعادتها وإعادتها إلى الحياة السياسية هي حركة إرهابية، غاشمة، لا تستحق سوى أن تُحرم وإلى الأبد من ممارسة إرهابها وقمعها للسودانيين مرة أخرى، من بدأوا بالقتل وانتهوا إليه وحاولوا إعادة صياغة الإنسان السوداني وأنشأوا محاكم النظام العام لجلد وسجن أبناء الشعب السوداني فقط لأنهم يرتدون أزياء لم تعجبهم؛ لا مكان لهم في سودان بدأ يتحرر من الهوس ويستعيد حياته التي اختطفوها بالدم والخوف ونزع الأظافر والاغتصاب والتهديد المستمر بالإعدام لمعارضيهم.
• ليس فيهم شخصاً سوياً لتصالحوه؛ كلهم حملوا ذات الكلاشنكوف في مدن السودان المختلفة وهتفوا الله أكبر وهم يطلقون الرصاص على مواطنين مثلهم؛ تختلف سحنتهم ودينهم وثقافتهم فقط؛ كلهم يحملون ذات البذرة الشريرة والنزعة الدموية؛ انظر إلى شعاراتهم” فليعد للدين مجده أو ترق منهم دماء أو ترق منا الدماء أو ترق كل الدماء”؛ وهم لا هم لهم بالدين ولا مجده كما رأيناهم، لكنهم أسالوا واستحلوا دماء السودانيين؛ تختلف رؤيتهم حول كيف ومن يحكم السودان. كلهم حملوا السيخ والمسدسات في الجامعات وأنشأوا الوحدات الجهادية لقتل وتعذيب الناشطين السياسيين؛ كلهم قتلة ولصوص ورباطة.
• تصنيف الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وبقية تياراتهم كتنظيمات إرهابية وحظرها هو أمر ضروري لحفظ حياة الناس من هذه الدائرة الشريرة؛ اتجاهات المصالحة مغرضة وأهدافها ليست السلم؛ بل معالجة أمر التسوية حول الثروة والسلطة والكنوز المنهوبة، وهنالك شروط للمصالحة لا يمكن تحققها في هذا المقام؛ ومن لم يلوّث يده من الإسلاميين بدمٍ أو سحتٍ أو نهب للمال العام فهو لم يولد بعد ولن يولد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى