الرأي

التربية والتعليم غير مستعدة.. وألحقوا التعليم

عندما تعلن وزارة التربية والتعليم عن أنها مستعدة لبداية العام الدراسي، فهذا يعني أنها لم تترك فرضا ناقصا، وتمكنت من إنجاز كل شيء له علاقة باستمرار العام الدراسي بلا مشكلات، أي أنها وفرت المعلمين والكتب وكل المعينات التعليمية وجهزت البيئة والبنية التحتية، وأن اليوم الذي سيذهب فيه الطلاب إلى المدارس (ما حتعتر ليهم قشة)، ولكن الواقع يقول إن الوزارة أعلنت عن اكتمال الاستعداداتكافةلانطلاق العام الدراسي وهي لم تستعد بعد،ما زالت مشكلات الأعوام الماضية موجودة كما هي.

على مستوى ولاية الخرطوم مثلا قال مدير عام وزارة التربية والتعليم في اجتماع عقد قبل أربعة أيام لمناقشة الامر، قال: إن وزارته تعاقدت مع ثلاث مطابع تعمل على طباعة الكتاب المدرسي، وأن العقد المبرم معها يلزمها بتسليم الكتب خلال (90) يوما من التوقيع على الاتفاق،ولكنه لم يقل إنه استلم الكتب وتم توزيعها على المدارس،وبالأمس نقلت الأخبار أن طباعة الكتاب المدرسي لم تكتمل وأن علاج المشكلة يحتاج إلى شهرين،وزيرة التربية والتعليم المكلفة قالت:(شهر)، وهنا السؤال الذي يفرض نفسه، هل المطابع اخلت بشرط الزمن ام أن التوقيع جاء متأخراً ما يعني أن الوزارة وقعت العقد في الزمن الضائع؟.

كذلك قال مدير التعليم إن الوزارة توصلت الى تفاهمات مع شركة جياد بتحويل كل الأموال الخاصة بالمسؤولية المجتمعية بالشركة للتربية والتعليم في قضية إجلاس الطلاب، وأن الخطوة ستسهم في حل مشكلة الإجلاس بصورة نهائية، ولم يقل إن الوزارة استلمت من جياد وسلمت المدارس، فهناك فرق.

وحسب اطلاعنا على موقف المدارس فإن كل ولايات السودان غير مستعدة بشكل جيد لانطلاق العام الدراسيالذي لن يكون مختلفا عن الأعوام الماضية،والأمر كله يعود إلى وزارة التربية والتعليم الاتحادية التي لا تفكر خارج الصندوق، والحق يقال الوزيرة المكلفة لم تكن بمستوى الوزير السابق محمد الامين التوم الذي اعفي ولم تستطع الحكومة إيجاد افضل منه حتى الآن فكلفتها(لتمشي الحال) وحال التعليم لا يمكن له أن يمضي بدون تغيير كامل في النهج القديم، فمحمد الأمين كانت لديه خطة قوية للتعليم لطالما تحدث عنها واسعدنا بها،ولكن يبدو أن الوزيرة المكلفة لم تواصل فيها ومضت في طريق النظام المخلوع الذي يدير الأمور بطريقة رزق اليوم باليوم.

سيبدأ العام الدراسي هذا العام مثل كل الأعوام وسيكون كله معاناة (وشلهتة) سواء بالنسبة للحكومة أو المواطنين، ويعاني الطلاب من العملية التعليمية التي ستكون قاصرة بلا شك، ولهذا ظللنا نحذر الحكومة ونوصيها بضرورة اختيار وزير جديد للتربية والتعليم وعدم رهن هذا المنصب لمحاصصات الأحزاب والحركات التي لن تأتي بشخص جدير به،وكنا نتمنى لو ظل محمد الامين التوم مكلفا حتى لا تخسر البلد، ولكن ما أكثر (اللواكن) التي تجعل الأحزاب والحركات المشاركة في السلطة لا تقدر أن اختيار وزير للتربية والتعليم لا يجب المساومة عليه، والآن نطالب رئيس الوزراء أن يعالج مشكلة التربية والتعليم باختيار وزير قادر على التفكير خارج الصندوق أو إعادة الوزير السابق ليواصل ما بدأه.. ونقول ألحقوا التعليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى