تقارير

التحول من يوناميد إلى يونتاميس.. السير على حبل مشدود

ترجمة ـــ الديمقراطي
أشار دانيال فورتي المحلل السياسي في مركز (بريان أوركوهارت) لعمليات السلام التابع للمعهد الدولي للصحافة إلى ثورة ديسمبر في السودان وما صاحبها من تحولات سياسية أدت لتغيير جذري في تعامل الأمم المتحدة مع السودان.
وأشار فورتي في تقرير تحليلي إلى أن عملية التحول بدأت في العام 2014 باتجاه الأمم المتحدة بأنهاء بعثة يوناميد في دارفور في ظل ضعف الدعم الدولي وسحق النظام الاستبدادي في السودان لمعارضيه، إلا أن كل ذلك بات جزءاً من الماضي، بعد ثورة ديمسبر حدث تحول جذري بسحب بعثة يوناميد وتشكيل بعثة الأمم المتحدة الانتقالية المتكاملة في السودان يونيتامس التي توصف بأنها واحدة من أعقد عمليات إعادة التشكيل التي حاولت المنظمة الدولية القيام بها على الإطلاق.
موازنات وترتيبات
يلفت التقرير إلى أن ثورة ديسمبر أدت لتوافق في مجلس الأمن على تقديم الدعم السياسي اللازم للسودان لتجاوز تحديات الانتقال، إلا أن خلافات ظهرت حول كيفية ترجمة هذا الدعم إلى استراتيجية ملموسة سواء على مستوى مجلس الأمن أو حتى على مستوى أطراف عملية التغيير في السودان. إلا أن الأمم المتحدة سعت لإيجاد تسوية مناسبة لجميع الأطراف سواء من خلال نص قرار تشكيل البعثة ــ2524ــ على ضمان الملكية الوطنية للبعثة، أو حتى من خلال قرارات صعبة بسبب التوازنات لاسيما ما يتعلق بشأن حماية المدنيين في دارفور.
فورتي في تقريره لفت إلى أن التخطيط لبدء عمل يونيتامس وخروج يوناميد أظهر الرؤى المتنافسة داخل منظومة الأمم المتحدة وتحديات التغلب على الثقافات البيروقراطية الراسخة، علاوة على ذلك؛ كشفت هذه المرحلة الانتقالية عن الحاجة الملحة للدعم المالي للمساعدة في إعادة توجيه المساعدات الإنسانية نحو بناء السلام والتنمية ولزيادة التعاون بين الأمم المتحدة والحكومة الانتقالية والدول الأعضاء والمنظمات متعددة الأطراف الأخرى للتغلب على البيئة الجيوسياسية المتقلبة.
فورتي يشبه وضع الأمم المتحدة وهي تعيد تشكيل دعمها للسودان أثناء انتقال سياسي هش بمثابة “سير على حبل مشدود”.
التقرير يشير إلى أن يونيتامس تتمتع بولاية طموحة ولكن مواردها غير كافية للوفاء على الفور بجميع أولوياتها، على الرغم من التخطيط لخروج اليوناميد منذ سنوات، فإن الإنهاء السريع نسبياً لتفويض حفظ السلام يأتي في لحظة حساسة بعد توقيع اتفاق سلام جزئية فيما ما تزال التهديدات مستمرة للسكان المعرضين للخطر، وهو ما يشير إلى قيمة استمرار بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وليس التعجيل بخروجها. كما أن إعادة تشكيل البعثة أيضاً تأتي في خضم جائحة كورونا وفي وقت تواجه فيه الحكومة الانتقالية في السودان ضغوطاً متزايدة لتلبية تطلعات سكانها.
مسار ضيق
ويمضي التقرير التحليلي إلى أن الأمم المتحدة وضعت مساراً واضحاً ولكنه ضيق لدعم المرحلة الانتقالية في السودان. لكن المخاطر واضحة أيضاً، ويمكن أن يكون للسقوط عن هذا الحبل المشدود عواقب وخيمة على المنظمة والبلد. ومن أجل الحفاظ على إعادة تشكيل الأمم المتحدة في السودان مع دعم الانتقال السياسي للسودان، يجب على الأمم المتحدة مراعاة صياغة ميثاق سياسي تطلعي مع السودان لتوجيه دعم الأمم المتحدة لعملية الانتقال السياسي، والتوسع السريع في دعم الأولويات العاجلة لبناء السلام والحماية في دارفور، والتقييم المستمر للوجود العملياتي للأمم المتحدة والأثر الجوهري خارج الخرطوم، وتشجيع الحكومة السودانية على تقديم تحديثات منتظمة حول تنفيذ اتفاق جوبا للسلام وخطتها الوطنية لحماية المدنيين، وتقديم تقييمات متكررة ومفصلة لتقليص وتصفية العملية المختلطة.
علاوة على ذلك القيام بحملة وطنية للتوعية بـبعثة يونيتامس، والنظر في إجراء إصلاحات إضافية لركيزة السلام والأمن التابعة للأمم المتحدة في عمليات تخطيط المهام.
التقرير في ختأمه إشارة إلى أنه ــ ولدعم جهود الأمم المتحدة والحكومة الانتقالية السودانية، يمكن للدول الأعضاء في الأمم المتحدة النظر في زيادة الدعم المالي لتلبية احتياجات بناء السلام والتنمية في السودان بشكل متسق، والحفاظ على علاقة وثيقة بين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشأن السودان، واستمرار الاهتمام الدولي بمرحلة الانتقال في السودان، والحفاظ على دعم الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى