الرأي

أيديولوجيات ومعتقدات منحرفة

 

القس موسى كودي كالو

مصادر كتابية:

1. “وَلَكِنِ اعْلَمْ هَذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، 2 لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، 3 بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضىً، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، 4 خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلَّهِ، 5 لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هَؤُلاَءِ” (2تيم 3: 1-5).

2. “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ” (لو11: 52).

الانحراف عموماً هو الخروج أو الانزلاق عن خط السير المرسوم، والمحدد المعالم الرأسية  والأفقية لتحريك دولاب الحياة عموماً، أو لشيءٍ ما بغرض تحقيق أهداف معينة تهدف لخدمة وتطوير الإنسان. وعليه، فلكل مجال روحي أو مادي خطوط سير هادفة ومحددة المعالم، والتي لولاها لما استطاع أصحاب وأتباع أي أيديولوجية – برنامج سياسي (Ideologyأو معتقد – مذهب  (doctrine)، معرفة يمينهم عن شمالهم، بل لوجدوا أنفسهم في ضباب وتشويش عظيم، وبلا هدى لتحقيق الأهداف المرجوة. هذا الأمر ينطبق على أصحاب كل الملل الدينية، وأصحاب أنظمة الحكم. ومثالاً لذلك، هكذا هو حال الديانة الأصيلة، الطاهرة المبنية على أسس كتابية واضحة المعالم، والتي يجب على كل أتباعها، السلوك بموجبها قلباً وقالباً لتحقيق الأهداف المطلوبة. من هذا المنطلق، و(على سبيل المثال)، يمكننا تعريف المسيحية المنحرفة بأنها “هي المسيحية الخارجة شكلاً أو موضوعاً عن الحق الكتابي، حتى إذا تظاهر أصحاب تلك المسيحية الجافة بالتبعية الشكلية الخالية من روح الحق والنصوص الكتابية، التي كان لا يجب الولوج فيها منعاً للانحراف والانحلال الأخلاقي الرخيص. وبلغة أخرى، فإن المسيحية المنحرفة تظهر في الحياة العملية لدى بعض المسيحيين (قادةً أوقاعدةً (شعباً)، والتي قد تظل تنادي بطريقة أو بأخرى، بالمباديء المسيحية السمحة، ومع ذلك تجدهم بعيدين كل البعد عن حياة التبعية الحقيقية للسيد المسيح. إن مثل هذا الانحراف هو الذي جعل من المهاتما غاندي يقول: “لولا المسيحيين لصرت مسيحياً!” وبلغة السيد المسيح التي نطق بها ضد أهل عصره المنحرفين عملياً عن الحق الكتابي: “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ” (لو11: 52). الناموسيون هم أهل الشريعة ومعلميها! قال عنهم الرسول بولس: “هُوَذَا أَنْتَ تُسَمَّى يَهُودِيّاً وَتَتَّكِلُ عَلَى النَّامُوسِ وَتَفْتَخِرُ بِاللَّهِ 18 وَتَعْرِفُ مَشِيئَتَهُ وَتُمَيِّزُ الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ مُتَعَلِّماً مِنَ النَّامُوسِ.  19 وَتَثِقُ أَنَّكَ قَائِدٌ لِلْعُمْيَانِ وَنُورٌ لِلَّذِينَ فِي الظُّلْمَةِ 20 وَمُهَذِّبٌ لِلأَغْبِيَاءِ وَمُعَلِّمٌ لِلأَطْفَالِ وَلَكَ صُورَةُ الْعِلْمِ وَالْحَقِّ فِي النَّامُوسِ.  21 فَأَنْتَ إِذاً الَّذِي تُعَلِّمُ غَيْرَكَ أَلَسْتَ تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟ الَّذِي تَكْرِزُ أَنْ لاَ يُسْرَقَ أَتَسْرِقُ؟ 22 الَّذِي تَقُولُ أَنْ لاَ يُزْنَى أَتَزْنِي؟ الَّذِي تَسْتَكْرِهُ الأَوْثَانَ أَتَسْرِقُ الْهَيَاكِلَ؟ 23 الَّذِي تَفْتَخِرُ بِالنَّامُوسِ أَبِتَعَدِّي النَّامُوسِ تُهِينُ اللهَ؟ 24 لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ” (رو2: 17-24)!

هذا النوع من المسيحيين يعيشون بما يسمى بالمسيحية الشكلية، والتي أضحت لا تختلف عن العادات والتقاليد البالية والمتوارثة من السلف إلى الخلف ، وأدخلت فلسفة العالم إلى الكنيسة. في هذا المقال، يجدر بي أن أنوه بأن المسيحية المنحرفة، ليست وليدة الصدفة، ولا من مخرجات هذه الأزمنة الأخيرة فحسب، بل كانت موجودة في كل عصر ومصر، وبصور نوعية متعددة حسب برمجة قائدها إبليس الهالك، ورسله الأشرار المنحرفين عن الحق الكتابي. ولكن لقد إشتدت قوتها، وخاصةً كلما أقتربت نهاية الأيام حسب قول الكتاب:  “وَلَكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحاً: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحاً مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2 فِي رِيَاءِ أَقْوَالٍ كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ” (1تيم 4: 1-2). نعم يجب أن نتذكر ولا ننسى أقوال الكتاب المقدس الصريحة، التي تتحدث عن تطور وازدياد الشر وضلالات الأزمنة الأخيرة، والتي سينحرف فيها قومٌ تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين. تلك الأزمنة الأخيرة ستمثل قمة الإنحراف البشري بما فيها المسيحية الإسمية بمسحائها الكذبة، ولكن في غضون شدة قوة ذلك الإنحراف في كل الأيديولوجيات، سَيَعْقُبهَا “الباروسياParousia ” ، أي المجيء الثاني للسيد المسيح، المنقذ الوحيد للعالم من هذا الإنحراف الشيطاني الهالك. نحن الآن في الوقت الضائع لزوال أمور هذه الحياة الفانية، التي في ختامها سيسدد الله ضربة روحية قاضية للوحش الشيطاني، صاحب الرقم “666” (رؤ13: 18)، والذي إبتدأ الآن يملك هنا وهناك من خلال ملوكه الأشرار، فانتبهوا!!!

إن الصفات والعلامات التالية ليست إلا مظاهر مؤكدة لإحتضار هذا العالم الزائل والشرير. يقول الكتاب: “وَلَكِنِ اعْلَمْ هَذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، 2 لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ، 3 بِلاَ حُنُوٍّ، بِلاَ رِضىً، ثَالِبِينَ، عَدِيمِي النَّزَاهَةِ، شَرِسِينَ، غَيْرَ مُحِبِّينَ لِلصَّلاَحِ، 4 خَائِنِينَ، مُقْتَحِمِينَ، مُتَصَلِّفِينَ، مُحِبِّينَ لِلَّذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلَّهِ، 5 لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلَكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هَؤُلاَءِ” (2تيم 3: 1-5).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى