الرأي

أخوات نسيبة والنظرة إلى الحاضر بعيون الماضي

رؤى مغايرة
صباح محمد آدم

لم تنقضِأيام على إفطار رمضاني للجماعة بساحة الحرية والذي تم فضه بواسطة لجنة التفكيك في 4 رمضان 2021الموافق 17 أبريل حتى تبعتهمجموعة نسوية بإفطار آخر في24 أبريل 2021 فيذات الساحة، وهي ساحة الحرية ماعرفت سابقاًإبان النظام البائد بالساحة الخضراء التي كانت تشهدعلى كل سوءات النظام وتجمعاته البائسة والمأجورة، حتى جعلوا منها مكاناًتخشى أن تقترب منه راجلاًشأنه في ذلك شأن قاعة الزبير ومسجد الشهيد الذيكانت تعقد فيه المؤامرات والصفقات المشبوهة مع مستثمرين ورجال دين فاسدين. ولا أجد سبباً لأن تظل هذه الأسماء لرجال شاركوا في أعمال قتل للمعارضين وأعمالإبادة جماعية في جنوب السودان وقاموا بإعدام ٢٨ ضابطاً في نهار شهر رمضان، وفي عهدهمساقوا المعارضين لبيوت الأشباح وقد كان بالأولى أن تسقط تلك اللافتات يوم أن سقط نظامهم البائس بعد ثورة ديسمبر المجيدة، لنمحى آثارهم اللئيمة لأنهم أرادوا من خلال وضع أسمائهم محو تاريخنا وكأن تاريخ السودان بدأ عندهم. تلك دعوة لنزع كل تلك الأسماء القميئة من على الشوارع مثل محمود شريف عبيد ختم الخ وغيرهم،حيث جعلوا منها رمزية وأي رمزية تلك غير كونها لأشخاص دمروا قرى وقتلوا أطفالاً في حرب لعينة ألبسوها طابعاً دينياً اتسم بالدناءة حيث ضللوا بها الصبية والشباب اليفع فأرسلوهم ليموتوا فيأحراش جنوب السودان وجبال النوبة وتوضع بدلاًمنها أسماء ورموز تعبر عن وجدان الشعب،ويتم عوضاً عن ذلك وضع أسمائهم وسيرتهم في متحف مع آخرين ليوثق للجرائم التي ارتكبوها ضد الإنسانية زهاء 30 عاماً من حكمهم. .
نعود لحدث إفطار أخوات نسيبة وهتافاتهن وأغانيهن الجهادية وكأننا لازلنانعيش في التسعينيات من القرن الماضي، حيث كن يشاركن فى صنع زاد المجاهد ويقدمن الحلى ويسيرن قوافل الموت، تندهش وأنت تستمع إليهن وهن يحاولن أن يعدن بالماضي ويتباكين على الإسلام. ونتساءل هل هن بالفعل يصدقن ما يتفوهن به؟ وهل هن مقتنعات أن ما كنا يقمن به من خلال التنظيم الذي ينتمين إليه وهو المؤتمر الوطنيأن ثمة علاقة تربطه بالإسلام من قريب أو بعيد. ألم تتكشف لهن صور الفساد؟ألم يسمعن شهادة الضحايا حول ما تعرضوا له من تعذيب على أيدي قادة أمن التنظيم البغيض في بيوت الأشباح،أو على المستوى القريب ألم يسمعن عن اغتصاب المعلم أحمد الخير وكيف أن أحد زبانيتهم اعترف بأن تخصصه اغتصاب؟ ألم يشاهدن مقاطع الفيديو للمقابر الجماعية ووووالخ أشياء لايسع المجال لذكرها ..
إن أخوات نسيبة رغم أن مرجعيتهن الدينية تجعلهن دوماًينظرن إلى أنفسهن في درجة أقل من رصفائهن الرجال ولا يتحركن إلا بموافقتهمإلا أن ذلك لايعفيهن من المسؤولية فقد ساهمن بشكل مباشر في تغيبب النساء وتضليل الكثيرات بدعوة الدين مستغلات البسطاء خاصة الشرائح الفقيرة التي كنا يتاجرن باسمها، وفي المقابل لم يستطعن أن يقدمن أي شئ للمرأة وظلت أوضاع النساء على أسوأ ما تكون حتى القياديات منهن اللاتي يدعين الاستنارة لم يتمكن من تقديم رؤية فكرية مختلفة تقود الحركة النسوية إلى الأمام، كما فعلت نساء في بلدان إسلامية أخرى قدمن طرحاً ورؤية مستنيرة لقوانين مثل قانون الأحوال الشخصية وعالجن كثيراً من القضايا مثار الجدل برؤى فقهية مختلفة غير متزمتة، بل نجد أنهن على العكس من ذلك ففي عهدهن انتهكت حقوق النساء وفي الوقت الذي تجلد فيه النساء فيأقسام الشرطة وتنتهك حرمة داخليات الطالبات وتطارد الشرطة بائعات الاطعمة والشاي، كن يتباهين بأنهن قد غيرن الشارع السوداني وألبسن النساء الحجاب محتفيات (حديث لرئيسة اتحاد المرأة لإحدى الصحف) ببضع سنتمترات أو قطعة قماش على رؤوس الفتيات وجوارب وجونتات تغطيأكف وأرجل بائعات الأطعمة ولا تتناسب مع الأجواء وعمل النساء في ذلك القطاع ..كما لم تكن لهن رؤية حتى فيإطار محاولتهن كسب النساء عبر تقديم الدعم الاجتماعي حيث كن ينتقين من يقدمن لهن الخدمة من المنتميات للتنظيم، وساعدوا فيأن تتطبع النساء مع الفقر.
ومارسن دوراً كبيراً في تغييب الوعي ونشر الدجل والخرافة وسيادة الثقافة الذكورية بدعوى أن ذلك حق إلهي، بل كانت النساء يجلدن بواسطة قانون النظام العام وتغتصب النساء في مناطق النزاعات في دارفور وجنوب كردفان في المقابل وقفن ضد كل الاتفاقيات الدولية المناصرة لقضايا النساء والمانعة للتمييز ضدهن واعتبرنها فرية غربية، منوهات زوراً وبهتاناً بأن المرأة السودانية نالت حقها كاملاً ولا تحتاج لاتفاقيات دولية لحمايتها،وفينفس الوقت كنا يسافرن لحضور تلك المؤتمرات التي يلعننها في الداخل وذلك فقط لأغراض خاصة وتحقيقمنافع شخصية ضيقة، فكن يعتبرنها عطلة ورحلة تسوق ومن ثم يعدن لممارسة ذات التغييب والتضليل للنساء.أخوات نسيبة محتاجات لمراجعة أوضاعهن كنساء داخل المنظومة الإسلامية وتقديم رؤية نقدية صادقة حول، لماذا رفضهن الشعب وأسقط النظام الذي ينتمين إليه بدلاًمن النظرة إلى الحاضر بعيون الماضي، عسى ولعل أن يكفرن عن سنوات من التضليل والتغييب طالما تمت ممارسته على النساء داخل وخارج الحركة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى