تقارير

يونيتامس.. بعثة صغيرة وتحديات كبيرة

 

تقرير- محمد عبدالعزيز

“نحن بعثة صغيرة تواجه مهاما كبيرة، لذلك ليس بإمكاننا أن نحل كل مشاكل السودان التي تراكمت  لأكثر من 200 سنة، لقد أتينا بشكل أساسي بطلب من السودان وتحت سيادته للمساعدة في نجاح الانتقال”، هكذا تحدث رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس في أول تنوير لصحفيين حول مهام البعثة الأممية بمقرها بضاحية المنشية بالخرطوم ساعيا لإدارة التوقعات بشكل مثالي.

أهداف متداخلة

يدرك الأكاديمي الألماني والدبلوماسي المخضرم بيرتس حجم التحديات التي تواجه البعثة وعلى رأسها إدارة التوقعات لبعثة أتت لكل الناس، ويقول بيرتس:”التوقعات كبيرة والبعض يريدنا أن نخدم أجندته السياسية مثلما يدعو البعض عبر السويشال ميديا للعمل لإعادة مفصولين أو إطلاق سراح معتقلين ولكننا أتينا لتقديم المساعدة والمشورة”.

ودعا رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) المجتمع الدولي لزيادة الدعم للخرطوم.

وقال فولكر خلال مؤتمر صحفي إن التزام المجتمع الدولي يجب أن يترجم لتغيير ملموس في الحياة اليومية للشعب السوداني، مضيفا أن أعضاء مجلس الأمن الدولي أقروا بالتقدم الذي أحرزته الحكومة السودانية في الإصلاح الاقتصادي وتابع: “دعوت أعضاء مجلس الأمن لزيادة الدعم للسودان”.

وأشار إلى أن الأهداف الاستراتيجية للبعثة، والمتمثلة في دعم الانتقال السياسي، وعمليات السلام وتنفيذ اتفاقات السلام، وبناء السلام، وتعبئة الموارد الخارجية مترابطة، مشيرا إلى أنه لن يحدث تقدم في الانتقال السياسي أو بناء السلام بدون موارد طبيعية.

وأضاف أنه سيتوجه من بورتسودان إلى جوبا حاضرة دولة جنوب السودان للقاء رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان فصيل عبدالواحد محمد نور لدفع عملية السلام مع غير الموقعين على الاتفاق.

وأشاد بالاجتماع الأخير الذي تم في مدينة جوبا بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وعبدالعزيز الحلو الذي أعلن وقف الأعمال العدائية الأحادية والذي يعتبر علامة واضحة على المصلحة المشتركة في استئناف عملية السلام.

وأوضح بيرتس أن السلام لن يكون مستداماً إلا إذا تمت معالجة الأسباب الجدية للنزاعات على أن تقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بتنفيذ مشاريع الوقاية وبناء السلام ليس فقط في دارفور بل في دارفور وأماكن أخرى، بما في ذلك المشاريع التي بدأتها يوناميد.

وأشار إلى أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تعمل الآن على إجراء عمليات إزالة الألغام في دارفور والنيل الأزرق في أعقاب اتفاق جوبا.

وجدد فولكر أن البعثة ليس لها قوة عسكرية وأن مهامها استراتيجية وتلتزم مع فريق قطري متكامل بالعمل عن كثب مع جميع مكونات السلطة الانتقالية وأصحاب المصلحة الآخرين في السودان لمواجهة تحديات الفترة الانتقالية والمساعدة في تحقيق تطلعات الشعب.

ووصف قرار الحكومة السودانية بتعويم سعر صرف العملة السودانية بـ”الخطوة الشجاعة” التي ستطلق العون المالي، وتمهد الطريق لتخفيف الديون وتعزيز مشاركة القطاع الخاص.

كما أشار إلى أن مؤتمر المستثمرين المقرر عقده في مايو المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس يمكن أن يساعد في “حشد الاستثمار الأجنبي الخاص، وخلق فرص العمل والتنمية”.

رئيس بعثة (يونيتامس) أعلن عن جولة يستهلها الأسبوع المقبل لزيارة الولايات بدءاً بولاية كسلا ثم  بورتسودان استمراراً في التواصل مع الأطراف في عملية السلام ولتوضيح أهداف البعثة الاستراتيجية الأربعة حسب التفويض وهي دعم الانتقال السياسي وتنفيذ إتفاقيات السلام وبناء السلام وتعبئة الموارد الخارجية.

إحاطة أممية

أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان(يونتامس) فولكر بيتريس أن عملية الانتقال السياسي في السودان تمضي قدماً وأنه تم توسيع المجلس السيادي وأن مجلس الوزراء الجديد له طابع سياسي واضح على عكس التكنوقراطي.

وأشار بيرتس إلى أنه أبلغ مجلس الأمن في أول إحاطة الثلاثاء الماضي بلقاءاته بالحكومة الانتقالية والمجلس السيادي والاستماع لمجموعة كبيرة من أصحاب المصلحة في الخرطوم وإلى تطلعاتهم والتحديات التي يواجهها السودان.

وقال رئيس البعثة إنه نقل لمجلس الأمن مشاركة ثلاثة من الموقعين على اتفاق جوبا في مجلس السيادة، وأن مجلس الوزراء الجديد تحالف واسع مبني على تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين والحركات المسلحة.

وأضاف أن الحكومة تمكنت من الاتفاق على خمسة أولويات وطنية شملت الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتنفيذ اتفاق سلام جوبا والتفاوض مع غير الموقعين على اتفاق السلام وإصلاح قطاع الأمن وحماية المدنيين والعلاقات الدولية ودفع انتقال السودان الديمقراطي.

ونقل فولكر في إحاطته لمجلس الأمن أنه لم يتم التوصل بعد إلى أهداف مهمة متوقعة في الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام لاسيما تشكيل مجلس تشريعي انتقالي يمثل النساء بنسبة 40% على الأقل.

كما أن هناك مخاوف من المكاسب التي تحققت لحقوق النساء في الوثيقة الدستورية مثل مفوضية المرأة والمساواة النوعية، كما أعرب الشباب السوداني عن إحباطه لعدم تمثيلهم، مؤكداً ضرورة مشاركة جميع شرائح المجتمع السوداني في العملية السياسية الشاملة لنجاح هذا الانتقال.

وأشار بيرتس إلى أن حماية المدنيين إحدى أولوياتهم وسيعملون على دعم السلطات السودانية للقيام بمسؤوليتها في حماية المدنيين، مشيرا إلى أن دورهم بموجب التفويض يقتصر على الدعم والاستشارة كما أن البعثة لا تضم مكونا عسكريا، مشيرا إلى أن البعض يريد منهم أكثر فيما يلي حماية المدنيين إلا أن القرار 2524 الذي يحمل التفويض واضح فيما يلي مهام البعثة وفقا للفصل السادس.

وكشف بيرتس عن طلب وزير الداخلية السوداني- ورئيس الآلية القومية لحماية المدنيين- لتقديم المساعدة الأممية عبر تعزيز وبناء قدرات الشرطة وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، مشيرا إلى أن أن التقدم في حماية المدنيين يتطلب أطرا قانونية لتعزيز حماية حقوق الإنسان وسيادة حكم القانون.

خفض التصعيد

دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى خفض التصعيد وإيجاد حل سلمي للنزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا.

وأشار بيرتس إلى أن البيئة الجيوسياسية المتزايدة التعقيد تعد تحديا آخر للسودان لاسيما التوتر على طول الحدود مع إثيوبيا والاشتباكات المتقطعة والخطاب الساخن وكذلك التقارير المتعلقة بتكثيف العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية، قائلًا “إنها مقلقة للغاية” ويوجد خطر جسيم هنا لسوء التقدير والتصعيد.

وطالب فولكر المجتمع الدولي بأن يتبنى التزام السودان وإثيوبيا المعلن بشأن حل دبلوماسي لإنهاء الصراع في المناطق الحدودية بين الدولتين، مؤكدًا دعمه لخفض التصعيد وإيجاد الحل السلمي لهذا النزاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى