ياسر العطا إنت مدني الهوى، والهوية…

خليل محمد سليمان
عندما وصفت احد جنرالات البرهان بذات العنوان، حُكم عليّ بشهر سجن مع وقف التنفيذ.. آي والله.. إعتبرتها المحكمة إساءة، وتقليل من شأن الجنرال.
بالامس صرّح الجنرال ياسر العطا، واصفاً الخلاف بين الجيش، والدعم السريع بالخلاف السياسي.. آي والله.. عساكر مُختلفين سياسياً، ولديهم منابر، ومنتديات، وبعد شوية اركان نقاش..
لا تستغرب إن وجدت في الجامعات اركان نقاش للجنرالات، جيش، او دعم سريع..
هل ما قاله العطا يضعه في طائلة القانون، ويُعتبر حديث مخالفاً لقوانين الجيش؟
نعم ممارسة العمل السياسي محرمة في كل جيوش الدنيا، بالطبع الجيش السوداني يمنعها، وتُعتبر من المحرمات، لأنها تتنافي مع المعايير العسكرية التي تعتمد على التراتبية، وتنفيذ الاوامر، والتعليمات بإنضباط، ولا مجال للرأي، والرأي الآخر، بالضرورة ان يكون الجميع في طابوراً واحداً، وعلى حزية واحدة.
ببساطة.. إختلاف العساكر ساحاته الخنادق، وادواته البنادق، والدبابات، والتاتشرات..
كمعيار دولي لا يحق للعسكري ممارسة السياسة، وتولي المناصب الدستورية، والسياسة، إلا بعد مرور خمس سنوات على تقاعده، وذلك بعد ان يخضع الفرد لبرامج الدمج في الحياة المدنية، اما عندنا فالحكاية سداح مداح..
المضحك في الامر الكل يترقب خروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي، والعودة الى الثكنات، لنتفاجأ بأنهم يمارسون السياسة حتى ما بينهم، ولديهم رفاهية النقاش، والإختلاف، وتباين الآراء في المنابر..
كسرة..
عندما يختلف الاحدث مع الاقدم سياسياً.. هل يجوز تنفيذ التعليمات، ام ماذا يا العطا..
كسرة، ونص..
ايّ جنرال تولى منصباً دستورياً او سياسياً يُعتبر خارج الخدمة العسكرية، يعني بالقانون هو مدني لا يصلح ان يبقى تحت الخدمة العسكرية لأن السياسة في الاصل مبنية على الإختلاف، والتباين، وإبداء الرأي..
كسرة، وتلاتة ارباع..
ياسر العطا إنتم جميعاً مدنيي الهوى، والهوية، لطالما تمارسون السياسة، وكمان ملكية.. واعلن جاهزيتي امام محكمة المعلوماتية..
معلومة بمناسبة ملكية..
طبعاً بعد إنقلاب عبد الناصر على النظام الملكي في مصر اصبحت كلمة ملكي سُبة، وتُهمة، وشتيمة، وإزدراء.
الغريبة لم يُحكم السودان في تاريخه بنظام ملكي لإستخدام مثل هكذا مُصطلح..
يعني عمرنا ما عشنا حياة ملكية لتكون سُبة في حياتنا..
يُحمد للرئيس السابق نميري تطوير الجيش السوداني، ولكن للأسف تم ذلك بالإعتماد على إرث الجيش المصري في كل شيئ، التنظيم، والإدارة، والتدريب..
حدثني احد الإخوة الضباط بأنه يتم إعتماد دوريات، ودراسات وضعوها ضباط سوريين في كليات الجيش، ومعاهده، فتسائل..
معقولة جيش عمره يزيد على المائة عام لم تكن له تجارب، ومُنظرين، وعلماء، يصيغون علومه وفق طبيعته، وثقافة افراده، وتجاربهم؟.
“ويييين خبراءنا الإسطراطيجيين”؟
لا نزال ننقلها بضبانتها يا سيادتو ياسر يا ملكي، يا بتاع السياسة..
*نقلا عن الراكوبة