(ولا فردة واحدة من خفي حنين) البرهان عاد من ابريل باحباط مركّب..!
ليس سراً ان من أكبر دوافع البرهان للتلكؤ في التوقيع على الاتفاق مع القوى السياسية انه كان ينتظر مواكب السادس من ابريل التي كان يأمل أن يحدث بسببها انشقاق كبير بين قوى المقاومة في الشارع وبين قوى الحرية والتغيير.. واذا لم يحدث هذا فقد كان يأمل في حدوث فوضى عارمة يستغلها في التنصل والتملص وتمديد أجل الانقلاب.. والبحث عن اسباب جديدة لتسويد حياة السودانيين واطفاء الأنوار والاستمرار في قتل الشباب برصاص القهر وافساح المجال للاخونجية والفلول لمزيد من تمكين كوادرهم في مواقع الدولة المدنية والنظامية واعادة موارد الدولة للصوص، ونقض كل ما انجزته لجنة تفكيك الانقاذ..!
وطبعاً كل ما يصدر من البرهان إنما هو (صناعة انقاذية خالصة).. فهو يجرى مع الفلول في مضمار واحد.. ويكرر بالحرف ما يرددونه.. وهو في كل مرة يخرق آذان من يستمعون له بالحديث (البايخ) عن توسيع المشاركة التي لا يقصد بها غير ادخال (حمار الفلول) في خيمة الثورة..! وهذا من رابع المستحيلات وليظل البرهان على موقفه هذا و(موعدنا معه القيامة) دون تحقيق هذا الهدف الذي يشابه الزواج المستحيل بين ورد الجناين و(روث البهائم)..!
الحمد لله لم يحدث هذا ولا ذاك.. فقد احتفل الشعب بذكرى ثورته في ابريل في كل مدن السودان كأبهى ما يكون الاحتفال، رغم همجية شرطة الانقلاب (جناح عنان)..! لم يحدث انشقاق في صفوف قوى الثورة بل خرجت الدعوات الصادقات بضرورة تلاحم الصفوف لهزيمة أعداء الثورة الأراذل.. كما لم تحدث الفوضى التي اشتهاها البرهان وجنرالات الانقلاب والتي أرادها وتمناها الفلول و(جماعة اغلاق العاصمة)..! فعاد البرهان (مخطوف الوجه) مزغلل العيون يتحدث عن (التنحي وما ادراك ما التنحي) وعن اختلاف السياسيين.. ولأنه تربية انقاذية خالصة عاد يكرر حكاية الاختلاف بين القوى السياسية.. وهو لا يعلم ان ذلك من طبيعة التدافع السياسي.. (انت مالك ومال خلافاتهم) المشكلة أن يحدث الاختلاف بين القوى النظامية..!
أما جماعة اغلاق العاصمة فأمرهم عجب..! ونحن نقص عليك قصتهم… فهم سبعة اشخاص (حسبتهم مرتين من شريط الفيديو) ثامنهم (كلب مشرّد) كان بالصدفة في موقع تجمّعهم على طرف طريق خلوي… وضعوا بجانبهم (غصن شوك) وحمل اثنان منهم لافتة مكتوب فيها سطر عن اغلاق العاصمة.. وخطب (في الستة الباقين) أحد المعتوهين وقال لهم ان الثورة والاتفاق الاطاري أعلنت الحرب ضد الدين.. وانه لن يسمح بما يريد فولكر فرضه على السودان.. ثم شكر الحاضرين الستة على اغلاقهم العاصمة.. وتوجه للعودة إلى العاصمة نحو سيارة ملاكي وحيدة (لونها بيجي)..! الله لا كسّبكم…!