الأخبار

هدسون: قادة الانقلاب يعرضون الخرطوم للبيع لمن يدفع أكثر

الخرطوم – (الديمقراطي)

أكد الدبلوماسي الأمريكي المهتم بالشأن السوداني، كاميرون هدسون، أن إرث (الرئيس المخلوع عمر) البشير مايزال حياً، في السودان. وقال معلقاً على زيارة المبعوثين الغربيين ووزير الخارجية الروسي إلى السودان الأسبوع الماضي، إن “الجميع يأتي إلى الخرطوم لأنها معروضة للبيع لمن يدفع أعلى سعرا”.

وكاميرون هدسون، دبلوماسي أمريكي سابق ومسؤول سابق في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وهو كبير الباحثين في المجلس الأطلنطي أحد مراكز التفكير المهمة في الولايات المتحدة غير الحزبية المؤثرة في صناعة القرار وأداء دور مهم لصالح في رفع العقوبات الاقتصادية على السودان 2017. ويعد هدسون أحد المهتمين بالشأن السوداني وخبيرا في شؤونه.

وسبق زيارة المبعوثون الغربيين ووزير الخارجية الروسي إلى الخرطوم، استقبال قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان، وفداً إسرائيلياً ضم وزير الخارجية إيلي كوهين، في إطار ما وصفه الإسرائيليون بـ “زيارة دبلوماسية تاريخية” تهدف إلى تمهيد الطريق لتوقيع اتفاق، في وقت لاحق من هذا العام.

ووصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء الماضي، إلى العاصمة السودانية في إطار جولة شملت العراق ومالي وموريتانيا، لتبرز الدور القوي داخل الانقلابيين، بحسب موقع “ميدل ايست”.

وعقد لافروف اجتماعات منفصلة يوم الخميس مع قائد الانقلاب الجنرال عبدالفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي بالخرطوم الخميس، إن مجموعة المرتزقة الروسية (فاغنر) تحارب الإرهاب في جمهورية أفريقيا الوسطى، وإن قواعد عسكرية روسية ستقام على ساحل البحر الأحمر بالسودان، وإن القوى الغربية تضغط على الحكومات الأفريقية للتنديد بروسيا.

في الوقت نفسه، التقى مبعوثون من الولايات المتحدة وفرنسا والنرويج والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء مع مسؤولين محليين من أجل دفع الاتفاقية الإطارية الموقعة بين الجيش السوداني وتحالف من الجهات المدنية الرئيسية في السودان في ديسمبر 2022.

لعبة العروش

ويأتي تدفق الزوار المهتمين، مع استمرار لعبة العروش في السودان، وتزايد الخلاف بين البرهان وحميدتي، وعودة ظهور شخصيات إسلامية مرتبطة بنظام عمر البشير، وانقسام المعارضة المدنية حول كيفية انتزاع السلطة من الجيش، وفقاً لموقع “ميدل اسيت”.

ووفقاً لخلود خير، مؤسس مركز أبحاث Confluence Advisory، فإن القوى الثلاث المرتبطة بالانقلاب العسكري في أكتوبر 2021 – “برهان وحميتي وعلي كرتي” لديها أفكار منفصلة حول إلى أين يتجه السودان ومن يجب أن يتعامل معه للوصول إلى هناك.

وقالت إن “الاتفاق الإطاري، في صالح حميدتي، بينما يفضل المصريون البرهان، بينما الإسلاميون يعارضون أيديولوجيا حكومة السيسي المصرية لكنهم سيستخدمونها لإعادة أصدقائهم في الجيش إلى السلطة”.

وأقرت مجموعة الرباعية – الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة – بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، اتفاقية إطار العمل في ديسمبر، والتي تحدد مسار انتقال السودان إلى حكومة مدنية لا يشمل مصر، التي تسلك مساراً موازياً للفصائل السياسية المقربة من البرهان.

وتتمتع مصر بعلاقات أعمق مع السودان أكثر من أي قوة أجنبية أخرى، ولكن، كما قال سميث، “تخسر السودان الآن كحليف، حيث يقترب السودان من إثيوبيا وتغير سياسات سد النهضة..

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حليف قديم للبرهان، لكن الجنرال السوداني مدعوم من الإسلاميين السودانيين المرتبطين بجماعة الإخوان المسلمين أعداء السيسي اللدودين”.

وتشمل مصالح روسيا في السودان التعدين – وخاصة الذهب – وصادرات القمح والأسمدة.. لقد أثبت وجود مجموعة (فاغنر) في السودان والمنطقة المحيطة به بشكل جيد من قبل.

ويُعتقد أن حميدتي مرتبط ب(فاغنر) من خلال ميليشيا قوات الدعم السريع وله علاقات وثيقة مع موسكو، التي زارها مع بدء الحرب في أوكرانيا.

وخلال تلك الزيارة، تمت مناقشة رغبة روسيا في إنشاء ميناء على البحر الأحمر وأعاد حميدتي الاقتراح معه إلى الخرطوم. وقالت مصادر مطلعة على المحادثات لموقع “ميدل ايست” إن البرهان كان معارضاً للاقتراح الروسي ويبدو الآن أن الإمارات العربية المتحدة ستتولى مشروع الميناء، على الرغم من ادعاء لافروف خلاف ذلك.

اتفاق سلام مع إسرائيل

ويمتلك اللاعبان العسكريان مصادر مختلفة للسلطة والثروة، ويتبعان استراتيجيات خارجية موازية بالإضافة إلى خطط محلية موازية، وهذا يعني أيضاً أنهما يتعاملان مع أجزاء مختلفة من حكومات أجنبية مختلفة، فضلاً عن سماسرة سلطة مختلفة داخل تلك الحكومات.

وقال إيهود يعاري، الزميل المقيم في إسرائيل في معهد واشنطن، والذي شارك في تطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل لعدد من السنوات، لموقع “ميدل ايست”، إن البرهان ونتنياهو “يتعايشان بشكل جيد للغاية”.

وقال يعاري: “اللعبة لا تلعبها وزارة الخارجية الإسرائيلية، بل يلعبها الدفاع والاستخبارات”، في إشارة إلى من كان يقود العلاقات مع السودان على الجانب الإسرائيلي.

وأضاف: “نحن ندرك أن هناك القليل من التوتر بين البرهان وحميتي، فهما شركاء في المنافسة.. العلاقات بشكل رئيسي مع البرهان وأقل من ذلك مع حميدتي، الذي هو أكثر إشكالية”.

ومع ذلك، أضاف: “لدى حميدتي اتصالات وثيقة في الإمارات، لولاهم ولولا السعوديين لما مضى السودان قدما في التطبيع مع إسرائيل”.

وتابع: “حميدتي مقرب من حاكم أبو ظبي، محمد بن زايد، ويقال أن السودان يصدر 16 مليار دولار من الذهب إلى الإمارات كل عام، ومعروف أن حميدتي وإخوانه، وهو الزعيم السابق لميليشيات الجنجويد في دارفور، يسيطرون الآن على مناجم الذهب في المنطقة”.

ترجمة عن ميدل ايست اي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى