الرأي

هجرة القراءة

سارة الجاك

وحل في كل الإتجاهات، تاريخ عظيم لشعب قادر، تم استقزامه في أعوامه التي تلت إستقلاله، راهن أسود وكئيب، مستقبل أكثر ظلمة ما العمل؟ لابد لنا من أن نعيش، نحيا، نحقق رسالتنا التي من أجلها كنا على الأرض؛ وأرض السودان تحديدا، وفاءا منا لشهداءنا على مر التاريخ قديمه وحديثه، أخص بالذكر الديسمبريين، لأجلهم يجب علينا أن ننير شموعنا لجرح ظلمتي الحاضر والمستقبل، رغم التحديات إلا أن علينا أن ننحت الفرص التي ستنقلنا إلى مبتغانا، تنقلنا إلى مكاننا الطبيعي كوطن رائد خيّر يستحق منا العمل لأجله لأجلنا، ماعادت الهجرة حلمنا، ولا الموت بالحسرة عليه دربنا، علينا  أن نعمل بصبر، كل فيما يليه مايليه فقط ، لأن عملك فيما تحب وتتقن، يوفر الجهد والوقت، كما أن  التدخل في مهام الآخرين يعرقلها لهم ويضيع عليك الكثير من وقتك ووقتهم، في سؤالي المطروح دائما:ما الذي يجب علينا فعله؟ يجب علينا العمل فيما يلينا، وبذل الجهد جله في عدم التدخل فيما يلي الأخرين، إلا إذا طلبوا المشورة وكنا أهلا لها.

سألتني بشكل شخصي مالذي يجب علي فعله ؟ يجب علي العمل فيما يليني، وبذل الجهد في عدم التدخل فيما يلي الآخرين، إلا إذا طلبوا مني المشورة وكنت أهلا لها.

ما الذي يليك؟ أحب الكتابة وأظن أن لي بعض خبرة تؤهلني لنقل معارفي عن هذا العمل للآخرين، ممن يحبونه ، كتابة لقوم هجروا القراءة؟ ما القراءة إذن وكيف ولم تهجر؟ وهي سبيلنا الأول لخروجنا من الوحل، حسب ما أرى، تعالوا معي لأريكم معاني القراءة عندي، وأحسبها ركناً من أركان الإنسان الخمسة، لا ينتقص من إنسانية غير القارئ شئ، لكن عدمها يجعل حياته أكثر تعسرا ممن هو قارئ، ارتبطت عملية التعليم بالقراءة، كأساس تستند عليه في عملية نقل المعلومات، عكس التعلم وهي عملية أخرى في إطار آخر*( علم أدم الأسماء كلها) قرآن كريم. قوله تعالى لرسوله محمد(ص) على لسان رسوله جبريل عليه السلام :- إقرأ ، ليرد عليه ما أنا بقارئ، تأتي القراءة هنا بمعنى مختلف من الذي نتحدث عنه، لأنها هنا تحمل معنى أكثر عمقا، لنعد إلي، القراءة بمعناها المباشر والبسيط، تتم بالإطلاع على مادة ما مكتوبة من قبل كاتب معين بلغة معينة بغية نقل فكرة محددة يتم التعبير عنها بقوالب مختلفة، تتحكم فيها عدة عوامل، سابقا انتشرت مقولة نسبت لشعوب مختلفة إلى أن وجدناها تمشي في شوارعنا، مقولة أن مصر تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ، تقال حسرة على المصير المؤلم للقراءة في الخرطوم، فقد كانت تتمتع طبقتها المثقفة بما تتمتع به رصيفاتها من العواصم العالمية من الإنتاج المكتوب، كل ما من شأنه أن يرتقي بالإنسان كالصحف والمجلات والدوريات في المجالات المختلفة.

ترى ماسبب هجر الخرطوم للقراءة؟.

القراءة عملية تنوير لغياهب التفكير، تتم عبر تلقي المعلومة بحاسة البصر التي ترسل الرموز الدلالية المرسومة إلى المخ لتترجم إلى حروف ثم كلمات ثم عبارات كما أشرت سابقا إلى أفكار تحفظ بشكل محدد في مكان محدد من الذاكرة لتصطف مع أفكار أخرى حول مفهوم أو قضية بطريقة تراكمية ليستطيع الفرد عبر المعلومات المدخلة عبر القراءة وأي وسيلة أخرى تكوين رأي شخصي عنها يؤهله؛ لتتحاور معها أو عنها بإقتدار ومعرفة كلما اتسعت المعرفة بالمفهوم والقضية كلما تيسرت عملية المحاورة والتحليل والنفاذ إلى أعماقها، مما يمهد لتطويرها، من قبل القارئ المطلع .

ترى لم تركت الخرطوم القراءة؟ لم تترك الخرطوم القراءة طائعة مختارة، بل هي عبارة رميت من أحد مظلميها في أذنها ذات ليلة، طافت على آذان بنيها رددتها ألسنتهم، صدقتها عقولهم اللاواعية، أعانهم وعيهم على تنفيذها، ليسهل على مظلميها العبث تحت سترة العتمة، ليعيثوا بها فسادا وقد كان، ستعود الخرطوم قارئة، تجلس وتستمع بحب للقارئات من مدن السودان المختلفة وقراه البعيدة، سيجلسن في أمسيات سمر راقية يقرضن الشعر ويتبادلن أحجياتهن عن عصور مظلمة مضت، ينيرون سماوات الإنسانية جمعاء، يهتدون بهن للطرق البعيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى