الرأي

لست نادماً

(١)
• لم يذهب المخلوع بعيداً عن مانفيستو نظامه الإسلاموي البائد، وهو يقول في يومية التحري “لست نادماً على شيء”؛ وهذه هي الجملة المفتاحية لكل من يتوهم إقامة مصالحة وطنية قبل المحاسبة، فقد ارتكبت الإنقاذ جرائم يقشعر لهولها الوجدان السليم منذ أن غرسوا مسماراً على رأس الشهيد الطبيب علي فضل وحتى خازوق الشهيد المعلم أحمد الخير، وما بينهما من مجازر في كل أنحاء السودان، ونهب وسرقة وتنكيل وتجريم للمجتمع.
• نشاط الثورة المضادة في الفترة الأخيرة الذي يقف خلفه فلول النظام المباد؛ أيضاً ذهاب في اتجاه “لست نادماً على كل شيء” هذه؛ وحديث علي كرتي _الذي سجل معظم أراضي بحري باسمه_بلسان الحركة الإسلامية ودعوته للبرهان ل”إعادة الحق إلى أهله” تقول إن الأوهام لا زالت تعشعش في أذهان منسوبي الإنقاذ بأن هذه الدولة ضيعة خاصة بهم.
• في أحد اجتماعات شورى الحركة الإسلامية التي تم تسريبها عبر قناة العربية؛ شاهدنا المخلوع وهو يقص كيف قال لشيخه الترابي عقب حل الحركة الإسلامية ورفضه هو لهذا الاتجاه” نحن قناعتنا يا شيخ حسن إنو الدولة دي حقت الحركة الإسلامية”.
• بكل عنجهية، ولؤم، وإمعان في العزة بالإثم، يقضي منسوبو الإنقاذ سحابة يومهم بالتفكير والعمل على العودة بأي طريقة، فلا زالوا يستجدون العسكر، ويتملقونهم للانحياز لهم، و”إعادة الحق إلى أهله”.
• هؤلاء لم يظهروا بعد أي بادرة من بوادر الندم على ما اقترفوه من جرائم في حق العباد والبلاد، لا زالوا في ضلالهم، وهذا المسلك ينبع من منهجهم المضلل، وميكافيليتهم البغيضة، هؤلاء الوصوليون؛ هم أخطر على السودان من أي شيء يمكن أن يحدث.
(٢)
• حين تأخذ القضايا طابعاً شخصياً؛ ويتم حلها بالصلح والتسوية؛ يتناسى المسؤولون الحق العام وكأنه أصبح شيئاً تابعاً لهم، لاحظت هذا الأمر في قضية موسى هلال، يبدو وكأنه بعودة المياه إلى مجاريها بينه وبين قريبه محمد حمدان دقلو؛ قد انتهى الأمر.
• طيّب السؤال: هل كانت هنالك جريمة وتجاوزات، أم أن المسؤولين يهمهم فقط ما يمس شخصيتهم، ويحدث أنهم يتعاملون مع المواطنين كمشاهدين فقط؛ فهو أمر لا يعنيهم.
• المصالحة التي تمت في القصر بين البرهان وصلاح مناع؛ وشطب الأول بموجبها بلاغاته في الأخير، وعودة ياسر العطا إلى رئاسة لجنة إزالة التمكين؛ كل هذا لم يجب عن سؤال: من أطلق سراح وداد بابكر؟
(٣)
الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين اثنين .. الصداقة والمحبة. ما تقول لي لا حسب ولا نسب، لا جاه ولا مال .. ابن آدم إذا ترك الدنيا وعنده ثقة إنسان واحد، يكون كسبان. وأنا، المولى عز وجل أكرمني بالحيل. أنعم علي بدل النعمة نعمتين .. أداني صداقة محجوب وحب فاطمة بت جبر الدار».
الطاهر ود الرواس مخاطباً محيميد في الجزء الثاني من رواية ضو البيت «مريود».
الطيب صالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى