لحية الإنقاذيين في الدراما: مطالبة بالملكية الفكرية للنصب والاحتيال.!
احتجاج الفلول ومعهم (فلول الفلول) على مسلسل درامي يظهر فيه رجل خبيث ملتحي هو تجسيد لمقولة (يكاد المريب يقول خذوني)..! والحرامي دائماً (في راسو ريشة) لم يفطن لإزالتها بعد عودته من قفص الدجاج..! هذا معناه أن الإنقاذيين يعلمون عن تظاهرهم بالتدين وسيلة لإخفاء ممارسة الرذائل والنصب والاحتيال..وما هو أسوأ وأضل..!
غريب أمر هذه الحملة من الفلول والاخونجية وبعض أهل الكهوف والأئمة الأدعياء (الساكتين عن الحق) في حين انطلقت ألسنة بعضهم بفتاوى إباحة قتل ثلثي الشعب من اجل استمرار نظام المخلوع المُجرم الخليع..!
المنطق البسيط الذي لا نريد أن نناظر به الإنقاذيين يقول أن الأعمال الدرامية في كل الدنيا تعرض النماذج الخيّرة والمنحرفة للبشر؛ وفد يكون النموذج المنحرف في صورة طبيب أو تاجر أو محامي أو ميكانيكي.كما قد يكون إمام جامع أو (واعظ قيطوني”…(إذا سبّح القيطون همّ بزلةٍ / فلا تأمن القيطون حين يسبّح)..!!
هذا أمر في غاية العادية ومن المستلزمات التي يتم عليها إسقاط السمات السلوكية غير السويّة على الشخصية المُختارة لأدوار الشر وتسليط الضوء على انحرافها..وتقوم الدراما بدور الإيحاء عبر إدانة ما تقوم من أفعال وسلوكيات..! والعكس تماماً في تقديم الشخصيات الخيّرة الايجابية درامياً من أجل القدوة الطيبة..!
هذا هو المعنى العام الذي لا يستوجب أي اعتراض على عرض شخصية تُظهر التدين وتقوم بأفعال منكرة وفق التجسيد الدرامي..ولكن لنترك كل هذا جانباً..ونقول ألم يكن نظام الإنقاذ وخلال ثلاثين عاماً هو الذي قام بتفريخ هذه النماذج من اللحي العاطلة المنافقة التي ترتكب كل موبقات الدنيا وهي تكر حبات المسبحة وتهرول إلى المساجد..؟!
ألم تكن جماعة الإنقاذ من أعلى قياداتها إلى معظم كوادرها وتابعيها تجسيداً للمتاجرين بالدين الذين يطيلون اللحى ويحفون الشوارب ويقومون بأسوأ ما في الدنيا من سرقات ونهب واغتصاب ومعاقرة للفاحشة..حتى فاحت ريحتهم وانكشفت ممارساتهم لكبائر الإثم تحت حماية دولتهم من أعلي سلطاتها للمفسدين حتى الذين يرتكبون الزنا والفاحشة في نهار رمضان دفاعاً عنهم وطمساً للأدلة والبيّنات حتى تضمن لهم الهروب بجرائمهم..!!
ما هو الجديد الذي قدمته الدراما لرجل فاسد يدّعي التدين عند مقارنة أفعاله بما كانت يفعله جماعة الإنقاذ وائمتهم ووعاظهم وصعاليكهم من فساد لا تحد حدود.. لم تقم الدراما بتجسيده عُشر معشاره..وما ظهر في هذا المسلسل الذي قامت عليه دنيا الفلول و أصحاب الغيرة الكاذبة على الدين..لا يعدو حجم قشة لتسليك الأسنان من غابة مدارية..أو (شخبطة يسيرة) بقلم رصاص على سور الصين العظيم ..!
كان التكسّب بالدين في عهد الإنقاذ تياراً عريضا شمل كل مناحي الحياة..وانطلقت أسماء الشركات التي تحمل سور القران وأسماء الصحابة ومعارك الإسلام وغزواته على المخابز والمطاعم وشركات النهب..وكانت تلك السنوات اكبر مرحلة شهدها السودان في الاحتكار والسلع المغشوشة وسرقة حقوق التجار وتزوير الملكيات والوثائق وفساد المصارف (وطيران الشيكات) والمتاجرة بالمخدرات وإفساد البيئة والتجرؤ على موارد الدولة والمال العام ونقل جرائم الجنس إلى الخلاوي وهتك العروض ونشر الشذوذ وسرقة أموال الأوقاف والزكاة والحج والعمرة بواسطة وعاظ وأئمة ملتحين (من العاملين عليها)….!
..فبالله ماذا عرضت الدراما حتى تتم حملة الترهيب بل التهديد بالقتل لوقف عرض مسلسل لم ينقل من فساد النماذج البانقاذية التي تتستر باللحى إلا 1ذرة من جبل..؟!
لسنا هنا في مجال الحديث عن (القيمة الفنية) لهذا المسلسل ولكن نحن ضد هذا الإرهاب الذي يريد الفلول ووعاظهم (الفشنك) فرضه على الفنون وعلى المجتمع..!
ماذا بالله نقل هذا المسلسل البريء وهو في بدايته من هذا الطوفان العارم من فساد الإنقاذيين وأتباعهم وفلولهم الذين لا يزالون يتخفون تحت اللحى والعمائم ..هذه ذئاب بشرية لا يؤمن وجودها بين الناس..الله لا كسّبكم ..!