الرأي

قاهريات (6)

د. مرتضى الغالي

في صحف القاهرة أوردت متابعات الصحافة المصرية ومنها (جريدة الأهرام) أن لجنة إزالة التمكين السودانية لفتت النظر الى تقاعس رئيسة القضاء والنائب العام عن تشكيل نيابة لملاحقة المضاربين بالدولار (هكذا قالت).. ومن كنت أجلس إليهم من السودانيين بينهم مجموعات شبابية نشطة في تشكيلات إسفيرية وقروبات عمل لمؤازرة الثورة في نطاق المجتمع المدني ولجان المقاومة قالوا إن  لهم (مآخذ سابقة) على الوتيرة التي تسير عليها المؤسستين العدليتين؛ كما أنهم تابعوا المؤتمر الصحفي للجنة إزالة التمكين الذي فاتتني مشاهدته أو أني أخفقت في اللحاق بتوقيته.. وبين العبارتين اختلاف.. حتى إن أحد الخواجات قال إن السودانيين ومواطني العالم الثالث والشرقيين عامة يلقون بالتبعات على غيرهم.. فهم يصلون الى المحطة متأخرين ويقولون (القطر فاتني) ولا يقولون لقد تأخرت عن موعد القطار…! .المهم أن المجموعات التي التقيتها هنا في القاهرة على تباين الأعمار والاتجاهات والمهن ودرجة المتابعة.. جميعهم غاضبون من بطء سير العدالة ومحاكمة أزلام الإنقاذ في جرائم الدم خاصة.. وفي الفساد الذي يتكشف كل يوم.. ويقول كثيرون منهم إنهم كانوا يأملون أن تكون العلاقة بين لجنة إزالة التمكين وبين الأجهزة العدلية والنيابات متينة وَمباشرة وعلى خط ساخن.. فإذا به في برودة شتاء القاهرة…!! ورغم كل الملاحظات والانتقادات والوخزات والمطالبات والرجاءات والمسيرات المليونية لا تزال مؤسستي النيابة والقضاء وكأنهما في واد آخر (غير ذي زرع) .. لا تربطه رابطة بالثورة التي زلزلت أركان الدنيا وبفساد الإنقاذ وجرائمها التي تتكشف فظائعها وقبورها الجماعية بين آن وآن..!

–  ما هو حجم الثروة السمكية في السودان؟! رغم بعض الاجتهادات لا زالت صحافتنا الاقتصادية في السودان تحتاج الى أن تفتح بعض الملفات بلغة الأرقام حول موارد السودان.. وبعض الذين ينتقدون الآن الأداء الاقتصادي ويشرعون أقلامهم في سلخ الحكومة بينهم رؤساء تحرير صحف اقتصادية كانوا يزينون للإنقاذ فسادها وخرمجتها بل كان بعضهم يحمل البنادق في الكباري عشية انقلاب الإنقاذ المشؤوم وهم إنقاذيون مدنيون ولكنهم تسلحوا لوأد الديمقراطية..!! على العموم هذه قصة أخرى لكن المناسبة أن الحكومة المصرية أكملت أضخم مشروع للاستزراع السمكي في الشرق الأوسط وقارة إفريقيا عبر مزارع سمكية في بورسعيد على مساحة أكثر من  19 ألف فدان بها نحو ستة آلاف حوض بطاقة إنتاجية أكثر من  13 ألف طن.!. 

والحمد لله لدينا في السودان مطاعم سمك بلا عدد ولا حصر ولكن علم ثروتنا السمكية عند علام الغيوب..  وكان يمكن أن تكون الأسماك من أرخص المواد الغذائية التي تساهم في الضائقة المعيشية لأنها مصدر متاح.. ولكننا مشغولون لأكثر من شهرين في معمعة ترشيحات الوزراء الجدد و(تحنيس) الحركات…. وحلايب سودانية..!

 

\\\\\\\ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى