في اليوم العالمي للسعادة، دول تتصدر ودول تنزيل والسودان يسقط
يحتفل العالم في 20 مارس من كل عام باليوم العالمي للسعادة الذي اقرته الأمم المتحدة عام 2012، وذلك اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتين عالميتين تتطلع إليهما الشعوب في كل أنحاء العالم، ولما لهما من أهمية تتصل بمقاصد السياسة العامة، ويهدف اليوم إلى حث الدول وتذكيرها بأهمية العمل من أجل إنهاء مشكلة الفقر في العالم، القضاء على الجوع و البطالة وضمان حياة صحّيّة وآمنة تتوفر فيها كل الحقوق الأساسية للإنسان، القضاء على الاحتباس الحراري والتغيّرات السلبيّة للمناخ، تحقيق سيادة العدل والسلام والاهتمام بالنساء، الحفاظ على الموارد الطبيعة من الضياع وتحقيق التنمية المستدامة، وهذا ما سعت اليه بعض الحكومات بكل قوة وركزت عليه فنجحت في تحقيق السعادة لشعوبها، فيما فشلت دول أخرى لأن حكوماتها إهتمت بأمور أخرى لا تخص مواطنيها فضمنت لهم التعاسة والشقاء.
ليتم التعرف على مستوى سعادة الشعوب أو تعاستها هناك دراسات تعتمد على مؤشرات عديدة، أبرزها متوسط العمر المتوقع للسكان، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتفشي الفساد، وثقة الجمهور في السلطة، ونظافة البيئة والكرم داخل المجتمع.
خلال الأيام الماضية تصدر يوم السعادة العالمي محركات البحث في العالم، كل شعب يبحث عن رقم دولته في التصنيف الذي شمل أكثر من 150 دولة في العالم، بحثت عن السودان ولم اجده في القائمة، هناك دول حافظت على الصدارة وهي التي يصنف شعوبها بأنهم الأكثر سعادة، واخرى حافظت على تزيلها القائمة وعليه يعتبر شعوبها هم الاكثر تعاسة، هناك دول اجتهدت فتقدمت وأخرى لم تبذل أي جهد فسقطت بعد التزيل، تصدرت الدول الاسكندنافية القائمة العالمية، وعلى مستوى العالم العربي احرزت السعودية المركز الأول ورقم 26 عالميا متقدمة عدة مراكز من العام الماضي الذي احتلت فيه رقم 37 ما يعنى انها إجتهدت بقوة.
الدول التي تزيلت القائمة اغلبها من العالم العربي والافريقي وبعض دول اسيا ،وقد ظل السودان واحدا منها حتى العام الماضي اما هذا العام فقد سقط إلى ما بعد الدول الأكثر تعاسة وخرج حتى عن زيل القائمة، وهذا مؤشر خطير يؤكد انه و بعد انقلاب البرهان فقد السودان موصفات الدولة،إذا أن تطبيق معايير الدراسات لقياس أوضاع الشعوب يتطلب وجود مؤسسات تنفذ السياسات العامة التي تسهم في تحقيق رفاهية وسعادة المواطنين.
خلاصة القول سعادة الشعوب وشقاؤها مرتبط بنوع الحكومات، فكل الدول التي تقدمت وحققت لشعوبها الازدهار والسعادة، هي دول تمتعت بالاستقرار السياسي وحكومات مدنية محور اهتمامها الإنسان، أما الدول التعيسة والأكثر تعاسة فكلها تعاني من عدم الاستقرار السياسي بسبب الحكومات العسكرية والشمولية الفاسدة والتي محور اهتمامها البقاء في السلطة وإكتناز الثروة، و السودان يعتبر نموذج حي يشرح كيف تشقى الشعوب وتصبح تعيسة.